ثلاثة اتحادات عمالية مغربية تعلن عن تنسيق مواقفها بشأن مواجهة حكومة ابن كيران

رفعت مذكرة مطالب لرئيس الحكومة.. ودعته لسحب قانون الإضراب وفتح حوار معها

ثلاثة اتحادات عمالية مغربية تعلن عن تنسيق مواقفها بشأن مواجهة حكومة ابن كيران
TT

ثلاثة اتحادات عمالية مغربية تعلن عن تنسيق مواقفها بشأن مواجهة حكومة ابن كيران

ثلاثة اتحادات عمالية مغربية تعلن عن تنسيق مواقفها بشأن مواجهة حكومة ابن كيران

لأول مرة منذ أزيد من أربعين سنة تجلس قيادات الاتحادات العمالية التاريخية في المغرب جنبا إلى جنب لتعلن فتح مرحلة جديدة شعارها التنسيق وتوحيد النضالات والمواقف. وأعلن الأمناء العامون للاتحادات العمالية الثلاثة، الاتحاد المغربي للشغل، والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، والفيدرالية الديمقراطية للشغل، أمس عزمهم على رفع مذكرة مطلبية مشتركة منتصف الأسبوع المقبل إلى رئيس الحكومة، تطالبه فيها بالتراجع عن مشروع القانون المنظم للإضراب وعن التدابير التي اتخذتها الحكومة خلال الأشهر الأخيرة وعلى رأسها رفع اليد عن دعم أسعار المحروقات والمواد الأساسية ومشروع الحكومة لإصلاح صناديق التقاعد. وأكد الأمناء الثلاثة عزمهم على اتخاذ الخطوات النضالية الملائمة في حالة عدم استجابة الحكومة. وحمل قادة الاتحادات العمالية الثلاثة الحكومة مسؤولية تعطيل الحوار الاجتماعي، واتهموها باتخاذ إجراءات انفرادية من شأنها أن تقوض القدرة الشرائية للطبقة العاملة والإجهاز على الحريات النقابية.
وأشار الميلودي مخارق، أمين عام الاتحاد المغربي للشغل، الذي تأسس في سنة 1955، إلى أن المشاورات بين الاتحادات الثلاثة بدأت قبل ثلاثة أشهر، على إثر إعلان الحكومة للزيادات في أسعار المحروقات، وبعد سلسلة من الاجتماعات توجت المشاورات باجتماع الأمناء العامين، أول من أمس لتقرير دخول مرحلة جديدة تشكل تحولا نحو تحقيق حلم الوحدة النقابية. وأكد المخارق أن التنسيق الحالي ليس مرحليا وإنما استراتيجيا يهدف إلى الوصول إلى الوحدة التنظيمية، مشيرا إلى أن التطورات الأخيرة على الصعيد الدولي دفع بكثير من الاتحادات العمالية المماثلة عبر العالم نحو الاندماج في مواجهة زحف العولمة والرأسمالية المتوحشة.
ووصف محمد نوبير الأموي، أمين عام الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، التي انشقت عن الاتحاد المغربي للشغل خلال عقد السبعينات من القرن الماضي، الحدث بالتاريخي، وقال: «نحن اليوم ندخل منعطفا جديدا أملته الضرورة، ومرحلة جديدة يحكمها منطق التعايش». وأشاد الأموي بالتطورات التي عرفتها مجالات الحريات في المغرب وبالدستور الجديد. غير أنه يرى أن حكومة ابن كيران هي حكومة عاجزة مخيبة للآمال، ووصفها بحكومة الصبيان. وقال الأموي إنه كان على البرلمانيين أن يقدموا سحب الثقة من الحكومة، وأضاف: «نحن لا نعول عليهم لذلك اتجهنا إلى الوحدة النقابية والنضالات العمالية لمواجهة القرارات التراجعية للحكومة، والتي عطلت الحوار الاجتماعي، واتخذت إجراءات أحادية بهدف الإجهاز على حرية العمل النقابي وعلى القدرة الشرائية للطبقة العاملة».
ومن جهته، قال عبد الرحمن العزوزي، الأمين العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، التي انفصلت عن الكنفدرالية الديمقراطية للشغل منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي، إن التوجه الجديد نحو الوحدة النقابية في المغرب سيتعزز بفضل الجيل الجديد من الشباب الذي يحمل مشعل النضالات العمالية.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».