لبنان يشكك بالرواية الفلسطينية عن خروج مطلوب خطر من «عين الحلوة»

قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان أكد لـ«الشرق الأوسط» عدم السماح له بتهديد سكان المخيم

لبنان يشكك بالرواية الفلسطينية عن خروج مطلوب خطر من «عين الحلوة»
TT

لبنان يشكك بالرواية الفلسطينية عن خروج مطلوب خطر من «عين الحلوة»

لبنان يشكك بالرواية الفلسطينية عن خروج مطلوب خطر من «عين الحلوة»

لا تزال الأجهزة الأمنية اللبنانية ومنذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تلاحق المطلوب للعدالة شادي المولوي المتهم بقيادة المعارك التي شهدتها مدينة طرابلس شمال البلاد قبل نحو 3 أشهر بين مسلحين وعناصر الجيش. وبعد نجاحه بالفرار من شمال لنبان إلى جنوبه، وبالتحديد إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، أفيد عن وصول المولوي أخيرا إلى جرود بلدة عرسال الحدودية الشرقية.
وأعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، في تصريح تلفزيوني أمس، أن «الإرهابي الفار من وجه العدالة شادي المولوي موجود في منطقة عرسال مع جبهة النصرة»، إلا أن مصادر عسكرية رجّحت أن تكون معلومات المشنوق مصدرها الفصائل الفلسطينية داخل «عين الحلوة»، لافتة إلى أنّه حتى الساعة «لا دليل ملموسا على خروجه». وقالت المصادر التي طلبت من «الشرق الأوسط» عدم نشر اسمها: «لا نستبعد أن يكون المسؤولون عن بعض الفصائل أعلنوا خروج المولوي بهدف السعي للتخفيف من الإجراءات الأمنية المفروضة على مداخل ومخارج المخيم، ليقوموا بعدها بإخراجه منه»، علما بأن هذه الإجراءات لم تتخذ فقط لملاحقة المولوي، بل عدد كبير من المطلوبين الموجودين داخله. وأضافت المصادر: «الأرجح أن المولوي لا يزال داخل عين الحلوة ولم ينتقل بعد منه إلى أي مكان».
في المقابل، أكد قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب أنّه يمتلك معلومات ومعطيات تشير إلى مغادرة المولوي المخيم الأحد الماضي، لافتا إلى أن القوى الإسلامية هي التي تكفلت بتأمين خروجه باعتبارها كانت الممسكة بالملف. وقال أبو عرب لـ«الشرق الأوسط»: «نحن أصلا لم نره داخل المخيم ولم نعرف كيف دخل وخرج منه، لكننا كفصائل توافقنا على وجوب التصدي لإمكانية أن يهدد شخص واحد أمن 100 ألف نسمة موجودة في عين الحلوة».
ولطالما شكّل «عين الحلوة» «بؤرة أمنية» تحوي عددا كبيرا من المطلوبين من جنسيات مختلفة، باعتبار أن المخلين بالأمن يلجأون إليه وإلى غيره من المخيمات الفلسطينية لغياب أي وجود لأجهزة الدولة اللبنانية فيها، وتولي لجان أمنية فلسطينية مهمة حفظ الأمن.
وقد نجح قادة الفصائل الفلسطينية في «عين الحلوة» طوال السنوات الـ4 الماضية بتجنيبه الانجرار إلى أتون الحرب السورية، رغم توجه عدد لا بأس به من أبناء المخيم للقتال هناك. وتوج هؤلاء نجاحاتهم هذه بإنشاء قوة أمنية مشتركة في يوليو (تموز) الماضي تضم نحو 150 عنصرا مسلحا يمثلون جميع التنظيمات ويتولون حفظ الأمن في المخيم. إلا أن التحديات الأمنية عادت تطرق أبواب «عين الحلوة» وبقوة بعيد المعارك التي شهدتها مدينة طرابلس بين مسلحين متطرفين وعناصر الجيش، وما حكي عن فرار عدد من الرؤوس الإرهابية الكبيرة إليه وأبرزهم شادي المولوي والشيخ خالد حبلص وقبلهما الشيخ أحمد الأسير والفنان المعتزل فضل شاكر.
وأشارت مصادر ميدانية داخل المخيم إلى أنّه أصلا لم يتم إثبات دخول المولوي إلى عين الحلوة كي يتم تثبيت خروجه، لافتة إلى أن القوى الإسلامية هي التي تكفلت بحل إشكالية المولوي. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد والذي زار لبنان مؤخرا بحث مع المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء بوجوب سحب فتيل هذه الأزمة، وهذا ما حصل».
وقال الناطق الرسمي باسم «عصبة الأنصار» في مخيم «عين الحلوة» الشيخ أبو شريف عقل أن مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم «هو من أوقف المولوي وأطلق سراحه»، مؤكدا في حديث تلفزيوني التعاطي مع موضوع وجود المولوي في «عين الحلوة» بـ«عقلانية»، مشيرًا إلى اتفاق على ضرورة إخراجه من المخيم.
وردّت المديرية العامة للأمن العام في بيان عقل موضحة أنّها هي من أوقفت المطلوب شادي المولوي وأحالته إلى القضاء المختص سابقًا وليس اللواء عباس إبراهيم.
وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ادّعى الأسبوع الماضي على 28 شخصا، من بينهم المولوي، لعلاقتهم بالتفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف منطقة جبل محسن في طرابلس في العاشر من الشهر الحالي وأدّى لمقتل 9 أشخاص.
ومع إعلان وزير الداخلية وجود المولوي في عرسال، تعود الأنظار إلى البلدة الحدودية شرق البلاد والتي يسيطر على منطقتها الجردية عناصر تنظيمي «داعش» و«النصرة».
وفيما كشفت مصادر ميدانية في البلدة لـ«الشرق الأوسط» عن استحداث الجيش اللبناني أمس حاجزا جديدا على طريق اللبوة – عرسال أي عند مدخل البلدة ليصبح عدد الحواجز هناك 3 بالإضافة إلى حاجز أساي من جهة الجرود، نفى رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أن يكون يمتلك أي معلومات تفيد بوجود المولوي في بلدتهم. وقال الحجيري لـ«الشرق الأوسط»: «في حال كان بعهدة النصرة فذلك يعني أنه موجود في المنطقة الجردية.. أما داخل البلدة فلم يره أحد».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».