بينما تسعى السلطات المصرية لمطاردة عناصر الفتنة والعنف في مختلف المحافظات، خاصة الضالعين في وضع العبوات الناسفة والقنابل الهيكلية في الشوارع لإثارة الذعر بين المواطنين، قتل 3 مواطنين خلال الاشتباكات التي تجري بين قوات من الشرطة وعناصر جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة، وفيما تواصل قوات الجيش حملتها للقضاء على بؤر الإرهاب في شمال سيناء، طالبت وزارة الأوقاف بإسقاط الجنسية المصرية عمن سمتهم «الخونة والعملاء» الذين يحرضون على العنف من خارج مصر. تأتي تلك التطورات الأمنية بالتزامن مع حلول الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، التي دعت جهات محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، التي تعدها الدولة المصرية جماعة إرهابية، للخروج للتظاهر في ذكراها.
وتحل على مصر اليوم ذكرى «جمعة الغضب»، حيث شهدت مصر في يوم 28 يناير 2011 أوج المواجهات بين المتظاهرين وجهاز الشرطة، مما أسفر عن تفكك أمني استمرت أصداؤه حتى وقت قريب.
ولم تأت دعوات التظاهر والتخريب من داخل مصر فقط؛ إذ حرصت قيادات إخوانية على التحريض من خارج مصر، من أبرزها الدكتور يوسف القرضاوي، الذي يعد الأب الروحي لجماعة «الإخوان». وطالبت وزارة الأوقاف أمس بسرعة النظر في إسقاط الجنسية المصرية عن كل الخونة والعملاء ممن يحرضون على العنف في الخارج، محذرة من الخلايا النائمة المعروفة بالمتعاطفين مع الجماعات الإرهابية لأنها توفر غطاء لتلك الجماعات.
وأوضح بيان للوزارة حصلت عليه «الشرق الأوسط» أن «ما يقوم به هؤلاء المجرمون من تحريض على وطنهم يتنافى مع كل القيم الدينية والوطنية والإنسانية، وينبغي على كل وطني مخلص أن يعلن تبرؤه من هؤلاء وأفعالهم»، مؤكدا أن ذلك يأتي في ضوء رصد الوزارة لـ«السموم التي تبثها بعض القنوات المأجورة من الخارج على لسان الخونة والعملاء الذين يحملون الجنسية المصرية ممن باعوا أنفسهم للشيطان وأعداء الدين والوطن. ونظرا لخطورة هؤلاء على الأمن القومي المصري وعلى سلامة الوطن واستقراره، فإن القطاع الديني بوزارة الأوقاف يطالب بسرعة النظر في إسقاط الجنسية المصرية عن هؤلاء الخونة والعملاء؛ إذ إنهم لا يستحقون هذا الشرف».
كما أكدت الأوقاف على استنكارها الشديد لازدواج المعايير الغربية في التعامل مع حقوق الإنسان، و«دفاع بعض الأشخاص والجهات والهيئات به عن تصرفات الجماعات الإرهابية التي تشكل خطرا على أمن وطننا وأمتنا العربية، واعتبار ذلك داخلا في باب الحريات، مع تغاضيها المكشوف عن استهداف رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة وترويع الآمنين وتخريب الممتلكات»، مطالبة بـ«اصطفاف وتحرك عربي سريع جدا للضغط على الدول التي تؤوي الجماعات الإرهابية، والتي تتبنى وترعى قنوات فضائية تحث على العبث بأمن منطقتنا، واتخاذ مواقف حاسمة وموحدة تجاهها قبل أن يستشري خطر الإرهاب ليعصف لا بأمن المنطقة فحسب، بل بأمن العالم».
وعلى صعيد الشارع المصري، تواصل قوات الشرطة عملياتها المكثفة لحماية الأمن العام، خاصة بعد وضع عدد من «العبوات المشتبهة» في شوارع القاهرة والمحافظات على مدار اليومين السابقين. وقال وزير الداخلية المصري مساء أول من أمس إن أغلب العبوات التي جرى اكتشافها هي عبوات «هيكلية» تهدف لإثارة ذعر المواطنين. لكن مصادر أمنية رفيعة أكدت أمس لـ«الشرق الأوسط» أن «كل البلاغات التي نتلقاها بشأن العبوات المثيرة للشبهات يتم أخذها مأخذ الجد، ولا نرتكن إلى أن العناصر الداعية للعنف تنشر عبوات هيكلية، حيث جرى العثور على عدد من العبوات المتفجرة محلية الصنع، محدودة التأثير، في عدد من المحافظات».
وشددت المصادر على أن «عمليات البحث عن مثيري الشغب والعناصر الإرهابية تجري على قدم وساق، والقوات في حالة استنفار مستمر، ولن نسمح للإرهاب بأن يسيطر على الشارع مهما كلفنا الأمر». وكانت مواجهات بين قوات الأمن وعناصر منتمية إلى «الإخوان» في ضاحية المطرية (شرق القاهرة) مساء أول من أمس قد انتهت بسيطرة الشرطة على الأوضاع، بعد أن قامت تلك العناصر بإطلاق الأعيرة النارية والزجاجات الحارقة (مولوتوف) على القوات. وأوضحت مصادر أمنية أن شخصين قتلا خلال الاشتباكات، أحدهما طالب بالثانوية العامة وآخر مجهول. إضافة إلى وفاة سيدة مسنّة بطلق ناري بالصدر بمنطقة حلوان (جنوب غربي القاهرة) تصادف مرورها في إحدى المظاهرات مساء أول من أمس.
كما قتل شخص مساء أول من أمس وأصيب آخرون، إثر انفجار قنبلة داخل سيارة كانوا يستقلونها، بجوار قسم شرطة في محافظة الإسكندرية (شمال مصر)، بينما أضرم مجهولون النيران أمس في نقطة شرطة غرب الإسكندرية، وذلك بإلقاء زجاجات حارقة عليها. وانتقل رجال الحماية المدنية وتمكنوا من إخماد النيران، وتسبب الحريق في تلفيات بسيطة بمقر النقطة، فيما انفجرت عبوة ناسفة على خط قطار داخلي بالإسكندرية أيضا مما أدى إلى توقف حركة القطارات على هذا الخط. وقالت مصادر بهيئة السكك الحديدية إن الانفجار لم يسفر عن خسائر بشرية.
وفي سياق ذي صلة، أكدت مصادر أمنية أن القوات المتمركزة في جنوب العريش والشيخ زويد ورفح، بمحافظة شمال سيناء، تمكنت خلال حملة أمنية من قتل 3 تكفيريين وضبط 11 مشتبها فيهم، إلى جانب تدمير 40 بؤرة إرهابية.
السلطات المصرية تطارد «القنابل الهيكلية» عشية ذكرى «جمعة الغضب»
الأوقاف تطالب بـ«إسقاط الجنسية عن الخونة».. ومقتل 3 إرهابيين في سيناء
السلطات المصرية تطارد «القنابل الهيكلية» عشية ذكرى «جمعة الغضب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة