مستشارة الأسد الإعلامية تتساءل: من يكون روبرت فورد؟

لونا الشبل أنكرت معرفتها أيضا بعضو في وفد المعارضة

لونا الشبل
لونا الشبل
TT

مستشارة الأسد الإعلامية تتساءل: من يكون روبرت فورد؟

لونا الشبل
لونا الشبل

«من يكون روبرت فورد؟». تساءلت لونا الشبل المستشارة الإعلامية في القصر الرئاسي وإحدى المقربات من الرئيس بشار الأسد وعضو وفد النظام المفاوض في مؤتمر «جنيف2»، خلال ردها على سؤال مراسلة التلفزيون السوري بشأن تصريحات السفير الأميركي فورد الذي اتهم النظام السوري بارتكاب «جريمة حرب» بامتناعه عن إدخال المساعدات الإنسانية لأحياء حمص المحاصرة.
وأنكرت الشبل في تصريحاتها بجنيف معرفتها بشخصية فورد، فردت المراسلة عفويا: «إنه السفير الأميركي»، فما كان من الشبل «الوجه الناعم» في وفد النظام إلا الرد بالقول: «أن يكون سفير غير مرغوب فيه على الأراضي السورية يعني أن لا صفة لديه تخوله الحديث».
فعادت المراسلة لتسأل عما إذا ناقش وفد النظام تصريحات فورد مع الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، فردت لونا الشبل: «ما قاله روبرت فورد لا يستحق أكثر من دقائق محدودة في جلسات جنيف».
وعلى المنوال ذاته، استخفت الشبل بوفد المعارضة السورية خلال حديثها إلى مندوب «إذاعة (شام إف إم)» عندما طلب منها التعليق على تصريح لعضو الائتلاف الكاتبة ريما فليحان، فسألته باستغراب: «من تكون؟»، وتابعت الإجابة في تجاهل تام للشق المتعلق بفليحان.
ويشار إلى أن لونا الشبل وريما فليحان تنتميان إلى محافظة السويداء وللطائفة الدرزية، وكلتاهما تعرفان بعضهما بعضا إلا أن تجاهل لونا المتعمد كان رسالة بأنها لا تعرف كل من يقف ضد الرئيس السوري بشار الأسد، فهي وما إن وطئت قدماها أرض جنيف قالت للصحافيين السوريين المرافقين للوفد: «اطمئنوا.. الأسد باق».
وعلق أحد الناشطين السوريين على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» على أسلوب لونا الشبل بتجاهل معرفة فورد وفليحان، قائلا: «طبيعي ألا تعرف لونا الشبل أسماء الوفد الذي يجلس قبالتها، ولا أسماء المراقبين، فربما لم تتعلم بعد القراءة والكتابة. هي مشغولة بتصفيف شعرها وتلميع شفتيها».
وشهد مؤتمر جنيف أول ظهور إعلامي للونا الشبل، بعد ثلاث سنوات من غيابها عن الشاشة، حيث كانت تعمل مذيعة ومقدمة برامج في إحدى القنوات الفضائية الإخبارية، قادمة إليها من التلفزيون الرسمي السوري، الذي انطلقت منه كمذيعة لديها حضور مميز ووجه جميل، لكنها تفتقر إلى التدريب.
وبعد استقالتها من القناة الفضائية الإخبارية بالتزامن مع انطلاق الاحتجاجات بسوريا في مارس (آذار) 2011، فوجئ الجمهور بعودة لونا إلى دمشق، ولكن ليس إلى التلفزيون الرسمي، بل إلى المكتب الإعلامي في القصر الرئاسي، ليغدو اسمها ضمن الدائرة الضيقة المقربة من الأسد، وفي القائمة القصيرة لنساء الظل اللاتي أحطن به. وخلال افتتاح مؤتمر «جنيف2» الأربعاء الماضي، طغت الشبل على الحضور السوري لوفد النظام من خلال الابتسامات التي وزعتها في اتجاهات عدة من خلف ظهر وزير الخارجية وليد المعلم وهو يلقي خطابه المطول. وقال معارضون إن تلك الابتسامات «استفزاز واستخفاف وعدم جدية» من وفد النظام بمفاوضات جنيف، بينما عدها الموالون «تحديا رائعا ودليل انتصار حققته دبلوماسية المعلم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».