استئناف الجولة الثانية من الحوار الليبي في جنيف بمقاطعة البرلمان السابق

الإفراج عن وكيل وزارة الخارجية بعد خطفه 24 ساعة

لافتة ضخمة رفعت في العاصمة الليبية أمس تندد بأي إساءة للإسلام (أ.ف.ب)
لافتة ضخمة رفعت في العاصمة الليبية أمس تندد بأي إساءة للإسلام (أ.ف.ب)
TT

استئناف الجولة الثانية من الحوار الليبي في جنيف بمقاطعة البرلمان السابق

لافتة ضخمة رفعت في العاصمة الليبية أمس تندد بأي إساءة للإسلام (أ.ف.ب)
لافتة ضخمة رفعت في العاصمة الليبية أمس تندد بأي إساءة للإسلام (أ.ف.ب)

عقدت أمس في مدينة جنيف السويسرية، ثانية جولات الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لإنهاء الأزمة السياسية العاصفة هناك وسط مقاطعة من المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق المنتهية ولايته.
وقال الممثل الخاص للأمين العام برناردينو ليون في تصريحات مقتضبة عقب الاجتماع «هناك متابعة للعمل الذي بدأنا به الأسبوع الماضي في جولة الحوار الليبي، العمل إيجابي وتبادل أفكار جيد بين الأطراف»، معربا عن اعتقاده أنه يجري إحراز تقدم.
وأعلنت الأمم المتحدة في بيان لها أن مقرها في جنيف استضاف أمس جولة جديدة من الحوار، في إطار متابعة اللقاءات الذي عقدت في جنيف يومي 14 و15 من الشهر الجاري، مشيرة إلى أن المشاركين سيناقشون البنود التي جرى الاتفاق عليها في الجولة السابقة.
وكشف ليون النقاب عن أن اجتماعات أخرى تضم ممثلين للمجالس البلدية والمحلية من مدن وبلدات من جميع أنحاء ليبيا ستبدأ يوم غد الأربعاء وذلك لمناقشة تدابير بناء الثقة وسبل تنفيذها. وكانت البعثة قد أعلنت البدء في مسارات أخرى في مرحلة لاحقة،، تشمل ممثلين عن الأحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية والقبلية الليبية علاوة على الجماعات المسلحة.
في المقابل، اعتبر صالح المخزوم النائب الثاني لرئيس البرلمان السابق أن تعليق المشاركة في الحوار السياسي لا يعني رفض المشاركة، وإنما هو تريث من قبل المؤتمر إلى أن يقف ما وصفه بـ«العدوان على مؤسسات الدولة»، وآخرها الاعتداء على المصرف المركزي في بنغازي. وأكد المخزوم أن تعليق الحوار لا يعني الخروج من الحوار السياسي المرتقب، مشيرا إلى أن بعثة الأمم المتحدة استمعت إلى موقف المؤتمر قبل أن يعلن تعليق مشاركته في الحوار.
وتعقد محادثات جنيف في محاولة لوقف الأزمة السياسية والعسكرية التي تكاد تعصف بليبيا بعد مرور نحو 4 سنوات على الإطاحة بنظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011 في انتفاضة شعبية دعمها لاحقا حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وعقدت في مدينة جنيف بسويسرا خلال الأسبوع الماضي جولة المحادثات الأولى بمشاركة وفد رسمي من مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له، بينما قاطعها البرلمان السابق الذي تسيطر حكومته وميلشيات مسلحة تدعمها على العاصمة طرابلس منذ شهر أغسطس (آب) الماضي.
من جهة أخرى، انتهت أمس بسلام أزمة اختطاف حسن الصغير وكيل وزارة الخارجية في الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني بمقر الحكومة في مدينة البيضاء (شرق البلاد). وقال الصغير للصحافيين في تصريحات مقتضبة عقب إطلاق سراحه إنه بخير وفي طريقه إلى مقر إقامته في مدينة البيضاء، لكنه امتنع عن الخوض في أي تفاصيل تتعلق بملابسات عملية احتجازه لمدة 24 ساعة في ظروف غامضة. واختطف مسلحون مجهولون الصغير من فندق «مرحبا» في مدينة البيضاء، حيث مقر الحكومة المؤقتة، إذ جرى إخراجه من غرفته بعنف إلى مكان مجهول في سيارة معتمة.
في غضون ذلك، حذر جهاز الإمداد الطبي بوزارة الصحة الليبية من كارثة إنسانية بسبب نقص المستلزمات الطبية، وأعلن في بيان له إخلاء مسؤوليته عن عدم توفير الأصناف المهمة والحيوية من الأدوية والمستلزمات الطبية، بسبب العجز المالي. وطالب البيان محافظ مصرف ليبيا المركزي، بالتدخل العاجل لتجنب عدم توفير الأدوية والمستلزمات.
وكان مصرف ليبيا المركزي قد دعا أخيرا إلى تطبيق إجراءات تقشفية خشية عجز حاد في موازنة العام الحالي، مشيرا إلى تسجيل نسبة العجز في موازنة العام الماضي بنحو 42 مليار دولار.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.