مصادر عسكرية أميركية تتحدث عن تعثر عمليات «الدرون» ضد «القاعدة» في اليمن

معلومات حول تواصل السفارة الأميركية لدى اليمن مع الحوثيين.. والخارجية تنفي

مصادر عسكرية أميركية تتحدث عن تعثر عمليات «الدرون» ضد «القاعدة» في اليمن
TT

مصادر عسكرية أميركية تتحدث عن تعثر عمليات «الدرون» ضد «القاعدة» في اليمن

مصادر عسكرية أميركية تتحدث عن تعثر عمليات «الدرون» ضد «القاعدة» في اليمن

في حين نفى البيت الأبيض أن التطورات الأخيرة في اليمن أوقفت، أو عرقلت، الحرب الأميركية ضد منظمة القاعدة في الجزيرة العربية، التي تعتمد كثيرا على عمليات طائرات «درون» (من دون طيار)، قالت مصادر عسكرية إن بعض العمليات أوقفت فعلا.
وقال أليستر باسكي المتحدث باسم البيت الأبيض: «لم يجبر عدم الاستقرار السياسي في اليمن على تجميد عمليات مكافحة الإرهاب. وطبعا، علينا أن نواصل التعاون مع قوات الأمن اليمنية في هذا الجهد».
وعندما سئل، في مؤتمره الصحافي اليومي عن فعالية قوات الأمن في اليمن بعدما حدث هناك على أيدي قوات الحوثيين، قال: «صعب بالنسبة لي تقييم الوضع المتغير كثيرا جدا على الأرض».
وأضاف بأن طائرات «درون»، التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية، وقيادة العمليات الخاصة الأميركية المشتركة، لا تزال تنتشر في المنطقة، خاصة في جنوب اليمن، حيث يوجد مقر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. لكن، قال مسؤولون أميركيون إن الأجهزة الأمنية اليمنية، التي قدمت كثيرا من المعلومات الاستخبارية التي ساعدت الحملة الجوية الأميركية، صارت تسيطر عليها حاليا قوات الحوثيين. لكن، قبل ذلك، كانت هذه الأجهزة تشترك مع الأميركيين في عمليات عسكرية أرضية. وكانت تتدرب على أيدي قوات أميركية. ومرات كثيرة، نقلتهم طائرات أميركية إلى مناطق القتال.
وأمس، قال مسؤول: «في الواقع، صارت الأجهزة التي كنا نعمل معها تحت نفوذ الحوثيين. لم تعد لدينا القدرة على العمل معهم».
في الوقت نفسه، نقلت مصادر إخبارية أميركية إن واحدا من أسباب عدم إغلاق السفارة الأميركية في صنعاء أنها تجري اتصالات، عن طريق مسؤولين في حكومة اليمن، مع قادة حوثيين. وكانت الخارجية الأميركية نفت ذلك أكثر من مرة.
وأيضا، نفاه المتحدث باسم البيت الأبيض في مؤتمره الصحافي أول من أمس (الجمعة). وكانت وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) بدأت استخدام طائرات «درون» في اليمن والصومال وباكستان في عهد الرئيس جورج بوش الابن. لكن، تطور الاستخدام كثيرا في عهد الرئيس باراك أوباما، بداية من صيف عام 2008.
وتتعامل «سي آي إيه» مع هذه العمليات في سرية شديدة، ولكنها بدأت تكشف معلومات عن البرنامج مع تزايد الانتقادات لتسببها بمقتل مدنيين. وأعلنت أن الطائرات استطاعت قتل عدد من قيادات القاعدة مثل أبو اليزيد المصري، وأبو الليث الليبي، وعطية عبد الرحمن الليبي، وأنور العولقي.
وكان الرئيس أوباما وصف عمليات «درون» في اليمن بأنها «نموذج لكيف يجب على الولايات المتحدة محاربة الجماعات الإرهابية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».