تدريبات عسكرية واسعة في شمال إسرائيل تخوفا من رد «حزب الله»

يعالون يحمل حكومتي لبنان وسوريا مسؤولية أي تصعيد في المنطقة

تدريبات عسكرية واسعة في شمال إسرائيل تخوفا من رد «حزب الله»
TT

تدريبات عسكرية واسعة في شمال إسرائيل تخوفا من رد «حزب الله»

تدريبات عسكرية واسعة في شمال إسرائيل تخوفا من رد «حزب الله»

على الرغم من التقديرات الإسرائيلية التي ترجح ألا يأتي رد إيران و«حزب الله» على عملية القنيطرة بهجوم من الأراضي اللبنانية، خوفا من نشوب حرب لبنان الثالثة، فإن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أعلن عن سلسلة تدريبات لقواته في الشمال، طيلة الأيام الثلاثة الماضية، حول احتمال مواجهة هجمات صاروخية من الشمال، وأن هناك نية لإجراء تدريبات أخرى لاحتمال مهاجمة إسرائيل بالصواريخ من لبنان وقطاع غزة في آن واحد.
وهدد وزير الدفاع موشيه يعالون حكومتي لبنان وسوريا بالرد القاسي على أي محاولة للتصعيد مع إسرائيل، وقال إن أي هدف استراتيجي في العمق اللبناني أو السوري لن يكون محميا من الرد الإسرائيلي القاسي، مؤكدا في لقاء مع قادة الجيش في الشمال الإسرائيلي أن «إسرائيل يجب أن تبقى مستعدة لردود من سوريا ولبنان المجاورين، وعلينا أن نكون جاهزين للعمل والاستعداد لمواجهة أي عمل يشكل تحديا».
وتتوقع المخابرات العسكرية الإسرائيلية أن يحاول «حزب الله» إغراق إسرائيل بالصواريخ، على طول البلاد وعرضها. لكن الجيش الإسرائيلي سيتصدى لهذه الهجمة بقوة في المناطق البعيدة، بفضل بطاريات القبة الحديدية الموجودة بحوزته. لكن المشكلة ستكون في القذائف الصاروخية القصيرة المدى، لأن هذه هي التي لا تجد لها حلا سوى في احتلال شريط حدودي على عرض عشرة كيلومترات، وشل حركة مطلقي الصواريخ فيها.
ويواصل الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته في الشمال على خلفية عملية الاغتيال التي استهدفت قادة من «حزب الله» وإيران في سوريا، والمنسوبة إلى إسرائيل.
وقد قرر اتخاذ تدابير تعتبر جزءا من دفع جاهزية الجيش لاحتمال الرد على الهجوم على الحدود الشمالية، منها نشر بطاريات القبة الحديدية، وتعزيز قوات المشاة والمدفعية، وتقليص فترة الاستعداد المطلوبة للرد من قبل سلاح الجو.
وحتى يوم أمس، استمر الجيش في تعزيز قواته في الشمال، ونشر قوات أخرى داخل البلدات الحدودية كي تعمل في ساعات الطوارئ، بالإضافة إلى القوات الدائمة في المنطقة الحدودية. كما أعلن الجيش أن القرار الذي اتخذ فورا بعد الهجوم في سوريا، بخصوص إلغاء الإجازات في عدد من وحداته العسكرية في الشمال، سيظل ساري المفعول لأجل غير محدود، إذ قال ضابط رفيع في الجيش إنه لم يتقرر حتى الآن إلغاء كل الإجازات بشكل كلي، لكنه تقرر إلغاء قسم من النشاطات العسكرية التي تم التخطيط لها مسبقا لهذه الفترة.
وتلقى الاحتياطيون في «قيادة الشمال» أمرا بالبقاء جاهزين للاتصال بهم في عطلة نهاية الأسبوع، بينما تضاعفت الدوريات في الليل والنهار. وقام الجنرال شاحر شوحاط، قائد شبكة الدفاع الجوي في سلاح الجو، الخميس الماضي، بزيارة إلى مواقع نشر بطاريات القبة الحديدية في الشمال، وقال بهذا الخصوص «حاليا نحن نواصل تعزيز قدراتنا للحفاظ على تواصل المهام في حال حدوث تطورات».
وقال مسؤول عسكري كبير لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إنه لا شك لديه في أن خطر الحرب مع «حزب الله»، بدعم إيراني، بات أعلى الآن.. «فـ(حزب الله) سيرد على العملية على إحدى الجبهات الكثيرة التي يمكنه العمل عليها.
وتنوي إسرائيل محاولة امتصاص التوتر، أي العمل أولا على تقليص أضرار العملية، وثانيا لمنع الانجرار إلى معركة ثنائية طويلة ومتصاعدة».
ولفت المسؤول العسكري النظر إلى تقييم قسم الاستخبارات في هيئة الأركان العامة لعام 2015، الذي نشر قبل عملية القنيطرة، والذي يتحدث عن «دينامية التصعيد» الممكن في المنطقة. وقال في هذا الصدد «لقد انخفض التهديد العسكري التقليدي لإسرائيل إلى أدنى حد ممكن مع انهيار الجيش السوري في الحرب الأهلية هناك، وعلى ضوء توثيق العلاقات بين إسرائيل ومصر. لكن الاضطرابات في العالم العربي، إلى جانب الأزمة السياسية المتصاعدة مع الفلسطينيين، توفر محفزات للتدهور المحتمل في الشمال، وفي الأراضي الفلسطينية. ويمكن لحادث معين أن يؤدي إلى حرب، يبدو من الناحية النظرية أن الأطراف لا تملك أي مصلحة استراتيجية في وقوعها. لكن الحياة مليئة بالمفاجآت، كما تعلمنا في الصيف الماضي.
فحتى قبل الحرب في غزة تكهن غالبية رجال المخابرات الإسرائيلية بأن حماس ليست لديها مصلحة في الحرب. ووقعت عملية مشابهة جدا، مع الفارق، في الساحة السياسية، والتي تحول فيها التكتيكي إلى استراتيجي».



واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

واشنطن وسيول يؤكدان استمرار تحالفهما «القوي»

هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)
هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية (رويترز)

أجرى هان داك سو القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن، حسبما أفاد به مكتبه، في بيان، اليوم (الأحد).

ونقل البيان عن هان قوله: «ستنفذ كوريا الجنوبية سياساتها الخارجية والأمنية دون انقطاع، وستسعى جاهدة لضمان الحفاظ على التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتطويره على نحو مطرد».

وأضاف البيان أن بايدن أبلغ هان بأن التحالف القوي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا يزال كما هو، وأن الولايات المتحدة ستعمل مع كوريا الجنوبية لمواصلة تطوير وتعزيز التحالف بين الجانبين، بالإضافة إلى التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.

من جهته، قال بايدن لرئيس وزراء كوريا الجنوبية، إن التحالف بين سيول وواشنطن «سيبقى ركيزة السلام والازدهار» في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأعرب الرئيس الأميركي، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان، عن «تقديره لصمود الديمقراطية وسيادة القانون في جمهورية كوريا».

وخلال هذا التبادل الأول بين بايدن وهان، منذ تولي الأخير مهام منصبه، خلفاً للرئيس يون سوك يول، أصبح هان، وهو تكنوقراطي مخضرم اختاره يون رئيساً للوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، وفقاً للدستور، بينما تُحال قضية يون إلى المحكمة الدستورية.

وأصبح هان، رئيس الوزراء، قائماً بأعمال الرئيس، بعد موافقة البرلمان في تصويت ثانٍ على مساءلة الرئيس يون سوك يول، بهدف عزله، بسبب محاولته قصيرة الأمد فرض الأحكام العرفية. وتم منع يون من ممارسة سلطاته الرئاسية، ويتطلب الدستور أن يتولى رئيس الوزراء مهام الرئيس بصفة مؤقتة.

وفي مسعى آخر لتحقيق الاستقرار في قيادة البلاد، أعلن حزب المعارضة الرئيسي أنه لن يسعى إلى مساءلة هان، على خلفية صلته بقرار يون إعلان الأحكام العرفية، في الثالث من ديسمبر (كانون الأول). وقال لي جيه ميونغ، زعيم الحزب الديمقراطي المعارض: «نظراً لأن رئيس الوزراء تم تكليفه بالفعل بمهام القائم بأعمال الرئيس، ونظراً لأن الإفراط في إجراءات المساءلة قد يؤدي إلى فوضى في الحكم الوطني، قرَّرنا عدم المضي قدماً في المساءلة».

التهديد الكوري الشمالي

أثار إعلان يون المفاجئ للأحكام العرفية والأزمة السياسية التي أعقبت ذلك قلق الأسواق وشركاء كوريا الجنوبية الدبلوماسيين إزاء قدرة البلاد على ردع جارتها الشمالية المسلحة نووياً. وعقد هان اجتماعاً لمجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي، بعد وقت قصير من التصويت على مساءلة يون، أمس (السبت)، وتعهَّد بالحفاظ على الجاهزية العسكرية لمنع أي خرق للأمن القومي. وقال فيليب تيرنر، سفير نيوزيلندا السابق لدى كوريا الجنوبية، إن شركاء سيول يريدون رؤية قيادة مؤقتة يمكن الوثوق بها وتلتزم بالدستور في أقرب وقت ممكن.

لكنه قال إنه حتى مع وجود قائم بأعمال الرئيس، فسيواجه الشركاء الدوليون شهوراً من الغموض لحين انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.

ولدى المحكمة الدستورية ما يصل إلى 6 أشهر لتقرر ما إذا كانت ستعزل يون أو تعيده إلى منصبه. وإذا تم عزله أو استقال، فسيتم إجراء انتخابات جديدة في غضون 60 يوماً بعد ذلك.

التداعيات الاقتصادية

وارتفعت الأسهم الكورية الجنوبية للجلسة الرابعة على التوالي، يوم الجمعة، على أمل أن تتحسَّن حالة الغموض السياسي بعد التصويت على المساءلة في البرلمان، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء. وقال زعيم الحزب الديمقراطي إن القضية الأكثر إلحاحاً هي الركود في الاستهلاك الناجم عن الطلب المحلي غير الكافي، وتقليص الحكومة لدورها المالي. ودعا إلى إنشاء مجلس استقرار وطني للحكم يضم الحكومة والبرلمان لمناقشة التمويل والاقتصاد وسبل العيش العامة. وكانت أزمة على خلفية مشكلات حول الميزانية واحدة من الأسباب التي ذكرها يون عند محاولة فرض الأحكام العرفية.