أعلنت مصر أمس، حالة الحداد العام في البلاد حزنا على رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقال التلفزيون الرسمي إن «الرئاسة المصرية قررت إعلان الحداد لوفاة العاهل السعودي لمدة سبعة أيام»، فيما أدت المساجد في عموم الجمهورية صلاة الغائب عقب صلاة الجمعة على خادم الحرمين أمس، وذلك تقديرا لوقوفه مع مصر وشعبها في أحلك الظروف، وجهوده في خدمة دينه ووطنه وأمته.
وألغى الرئيس عبد الفتاح السيسي نشاطه الذي كان مقررا في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا، ويستعد للتوجه إلى السعودية لتقديم واجب العزاء، بعد أن تسببت الظروف المناخية الصعبة في سويسرا في تأخر طائرته، فيما كلف السيسي رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب، بالتوجه إلى المملكة على رأس وفد مصري رفيع المستوى، لحضور مراسم جنازة الملك عبد الله أمس، وتقديم واجب العزاء.
وكان الرئيس السيسي قد نعى باسمه وباسم شعب مصر، ببالغ الحزن والأسى، المغفور له الملك عبد الله، داعيا المولى - عز وجل - أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجزيه خيرا عما قدمه لشعبه وأمته من عطاء سيسجله له التاريخ بأحرف من نور.
وقررت الحكومة المصرية أمس إرجاء الاحتفالات التي كانت مقررة لثورة يناير يوم غد (الأحد) إلى وقت لاحق، حدادا على الملك عبد الله. وصرح السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، بأن الحكومة قررت إرجاء الاحتفالات التي كانت مقررة بمناسبة الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، حدادا على المغفور له، الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وعاد السيسي إلى القاهرة مساء أمس (الجمعة) قادما على رأس وفد من سويسرا بعدما قطع مشاركته في منتدى دافوس العالمي، تمهيدا لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال الساعات المقبلة. وقالت الرئاسة المصرية في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن السيسي قطع مشاركته في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي فور علمه بخبر وفاة الملك عبد الله. وأضاف البيان أنه «جاري التنسيق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية لتحديد موعد وصول سيادته (السيسي) إلى الرياض لتقديم واجب العزاء».
ومن جانب آخر علمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس المصري ألغى نشاطه الذي كان مقررا في سويسرا أمس وعاد إلى مصر استعدادا لتقديم واجب العزاء في العاهل السعودي، وأنه سيكون في المملكة خلال ساعات بعدما تعذر سفره أمس من منتدى دافوس إلى السعودية للمشاركة في تشييع الجنازة بسبب سوء الأحوال الجوية وانتشار الجليد والضباب في المنتجع السويسري.
وأدى الملايين من المصلين في المساجد المصرية، صلاة الغائب على روح الملك عبد الله بن عبد العزيز، عقب صلاة الجمعة أمس، تقديرا لوقوفه مع مصر والشعب المصري، وجهوده في خدمة دينه ووطنه وأمته، فيما دعا المصلون للملك عبد الله بأن يتغمده الله برحمته ويدخله فسيح جناته. وتقدم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري، صفوف المصلين لأداء صلاة الغائب على ملك السعودية، بعد إمامته للمصلين بمسجد أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس (شرق القاهرة)، في حضور وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، ومفتي البلاد الدكتور شوقي علام.
وقال وزير الأوقاف، إنها «المرة الأولى التي تتخذ فيها وزارة الأوقاف موقفا كهذا لأداء صلاة الغائب، عقب صلاة الجمعة بجميع مساجد مصر»، مضيفا أن «هذا عرفاننا بمواقف الملك المشرفة تجاه مصر والشعب المصري، وتجاه الأمة العربية وتجاه الأمن والسلام في العالم». وأضاف الوزير جمعة قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «الراحل كان من الشخصيات التي تزن كلامها بدقة، وتعي ما تقول، ومتى تقول، وتدرك حجم التحديات وموازين القوى».
ونعى المهندس محلب، الملك عبد الله، وقال في بيان له: «تلقينا ببالغ الحزن خبر رحيل الملك عبد الله، في وقت كانت الأمة العربية كلها أحوج ما تكون إليه للم الشمل العربي، وتقوية أواصر التعاون بين دولها».
وأضاف محلب: «صفحات التاريخ ستسجل ما حققه الراحل الكريم من إنجازات لوطنه، وللأمتين العربية والإسلامية، ولن تنسى مصر ولا شعبها مساندته ودعمه المتواصل، على مدى سنوات عمره».
وقدم رئيس الوزراء، خالص العزاء إلى السعودية قيادة وشعبا، متمنيا للمملكة وشعبها الخير، كما أعرب عن ثقته وأمنياته للملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد مقرن بن عبد العزيز، وكل أفراد الأسرة، بأن يكملوا مسيرة التقدم والازدهار التي خطها الراحل الكريم.
ونعت القوات المسلحة المصرية ضباطا وضباط صف وجنودا، الشعب السعودي وقواته المسلحة في وفاة العاهل السعودي. وقالت: «سيذكره التاريخ بأنبل المواقف القومية والوطنية من أجل دعم مصر وقواتها المسلحة».
وتوجه الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، للسعودية، بمرافقة رئيس الوزراء، للمشاركة في تقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبد الله.
وبينما نكست وزارة الخارجية المصرية العلم، حدادا على وفاة العاهل السعودي، قالت الجامعة العربية إنها «نكست أعلامها حدادا على الفقيد». وأضافت الجامعة، في بيان لها أمس، أنه «ببالغ الحزن وعميق الأسى نعى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، إلى الأمة العربية والإسلامية المغفور له خادم الحرمين الشريفين».
وأضاف البيان أن «الأمين العام عبر عن حزنه العميق لفقدان العالم العربي؛ بل الإنسانية جمعاء، رجلا صادقا وشجاعا، كان قادرا على مواجهة التحديات بصلابة وحكمة، وكان مؤمنا بالقضايا العربية ومدافعا عنها في أحلك الظروف وأكثرها شدة وتعقيدا».
وفي العاصمة المصرية عم الحزن ربوع البلاد على رحيل خادم الحرمين الشريفين، وأعرب عدد كبير من المؤسسات والمسؤولين وقادة الأحزاب والتجمعات الشعبية عن خالص عزائهم للشعب السعودي في وفاة الفقيد الكبير، سائلين الله أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة.
ونعى الأزهر خادم الحرمين الشريفين. وقال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر: «تلقينا بحزن شديد خبر وفاة القائد العربي الأصيل، خادم الحرمين الشريفين، الذي نذر حياته للذود عن حرمات أمته العربية والإسلامية، وأنف أن يقبل فيها الدنية، وأبى أن يتاجر بها في أسواق الاستعمار الجديد، أو يقبل فيها مساومة أو مفاصلة من أعداء يتربصون بها ويكيدون لها».
وأكد الطيب أنه لا يمكن لعربي أو مسلم أن ينسى المواقف النبيلة لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - حيال قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والتي كانت تصب كلها في إيجاد مجتمع عربي إسلامي متضامن يسوده الحب والتعاون والسماحة.
وتقدم الأزهر بخالص العزاء والمواساة للملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، ولآل سعود جميعا، وللشعب السعودي الشقيق، ودعا المولى القدير أن يتغمده بواسع مغفرته ورحمته، وأن يسكنه فسيح جنته، جزاء دوره الناصع في خدمة العروبة والإسلام، واعتنائه بشؤون المسلمين وتوسعة بيت الله الحرام».
وقالت مصادر مسؤولة في مشيخة الأزهر لـ«الشرق الأوسط»، إن «الطيب سوف يتوجه للسعودية اليوم (السبت) على رأس وفد رفيع المستوى من كبار العلماء بالأزهر، لتقديم واجب العزاء».
من جانبه، نعى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الملك عبد الله، واصفا العاهل السعودي بـ«الرمز العروبي والإسلامي وحكيم العرب».
وقال البابا تواضروس أمس: «بالأصالة عن نفسي، وباسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، نقدم خالص العزاء لشعب المملكة العربية السعودية في وفاة الرمز العروبي والإسلامي، حكيم العرب، خادم الحرمين الشريفين، وسيسجل التاريخ للقائد الراحل مواقفه التي لا تنسى على صعيد الأمتين العربية والإسلامية، وندعو الله بالتوفيق للملك سلمان بن عبد العزيز، لقيادة المملكة وشعبها إلى بر الأمان والخير والصلاح».
كما نعت دار الإفتاء المصرية العاهل السعودي، وقال مفتي مصر الدكتور شوقي علام إن «السعودية والأمة العربية فقدتا قائدا حكيما استطاع أن يحقق الكثير من الإنجازات للأمتين العربية والإسلامية، ودافع كذلك عن قضايا العرب والمسلمين في كل المحافل الدولية». وأضاف المفتي: «لن ينسى الشعب المصري المواقف التاريخية للملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه مصر وشعبها وأزهرها».
ونعى عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، الملك عبد الله، وقال أمس: «رحم الله الملك عبد الله، وعزائي للشعب السعودي ولشعوب العرب والمسلمين.. كان الملك عبد الله رجلا عظيما وقائدا مميزا، شهدته في مواقف كثيرة، لمست فيها حكمته وحرصه على المصالح العربية وتقدم وعزة الوطن العربي».
وأضاف موسى: «يتذكر المصريون جميعا دور الملك عبد الله ووقوفه وبلاده إلى جانب مصر في محنتها، واليوم تنعى مصر كلها مواقفه وتاريخه الناصع.. تحية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، اللذين يتوليان مسؤولية كبرى في ظرف استثنائي».
في السياق ذاته، نعت هيئة كبار العلماء بمصر خادم الحرمين، وأعرب الأمين العام لهيئة كبار العلماء، الدكتور عباس شومان، عن تعازيه لرحيل خادم الحرمين الشريفين. وقال إن «خادم الحرمين الشريفين حكيم العرب بلا منازع، وتجاوزت مواقفه الإنسانية حدود المكان والزمان وسيذكر التاريخ وقفته مع مصر»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «خادم الحرمين الشريفين نذر نفسه لخدمة العالم الإسلامي وسيظل التاريخ يذكر وقفته مع مصر ضد من أرادوا اختطافها».
وأعرب الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، عضو الهيئة، عن خالص التعازي والمواساة في وفاة خادم الحرمين الشريفين، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن رحيل الملك عبد الله «خسارة فادحة ليس للشعب السعودي فحسب وإنما للأمة العربية والإسلامية كلها».
بينما أكد الدكتور الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف المصري الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء، أن «مصر لن تنسى دعوة خادم الحرمين الشريفين لمواجهة الخطر الحقيقي (الإرهاب) الذي هدد الأمة»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: «مواقفه الجليلة كان لها أكبر الأثر في تكاتف الأمة الإسلامية ودعوة علماء الأمة، لكشف زيف المفاهيم الخاطئة للجماعات المتشددة».
وقال الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الملك عبد الله وضع علماء الأمة على الطريق الصحيح، وقدم للمجتمع الدولي صورة حقيقية عن المسلم وعن دين الإسلام الحنيف، الذي يدعو إلى السلام والمحبة وإعمار الكون.. لا للعنف والقتل».
في غضون ذلك، نعى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ببالغ الأسى والحزن وفاة خادم الحرمين الشريفين. وقال المجمع إن «الأمة العربية والإسلامية فقدت زعيما وحكيما أعطى الكثير والكثير لشعبه ولأمته العربية والإسلامية، وحقق إنجازات حضارية، وساند القضايا العربية والإسلامية».
وتوجهت وزارة الأوقاف بخالص العزاء للشعب السعودي كله، وكذلك الشعب المصري. وقالت في بيان لها: إن «مصر أحبت هذا الرجل وتقدر له مواقفه الكريمة، وللأمة العربية كلها بفقدانها رجلا من خيرة قيادات الأمة وحكمائها».
وطالبت الوزارة جميع الأئمة والخطباء في مصر بأداء صلاة الغائب بجميع مساجد مصر، وذلك تقديرا لوقفته المشرفة مع مصر والشعب المصري، وجهوده في خدمة دينه ووطنه وأمته.
وعلى صعيد الأحزاب السياسية، نعت عدة أحزاب وحركات سياسية، وفاة خادم الحرمين الشريفين، معتبرين أن رحيله جاء في توقيت «كانت الأمة العربية كلها أحوج ما تكون إليه للم الشمل العربي، وتقوية أواصر التعاون بين دولها».
وقال حزب الوفد المصري، إن «الملك عبد الله رحل عن دنيانا؛ إلا أن مواقفه الوطنية العظيمة والأصيلة ستبقى خالدة»، مضيفا: «خالص العزاء لأشقائنا في المملكة العربية السعودية، ودعاء من القلب أن يتغمد فقيدنا الكريم بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، جزاء ما قدم لوطنه وأمته».
وقال أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين: «رحم الله خادم الحرمين الشريفين.. عزائي للشعب السعودي ولشعوب العرب والمسلمين». فيما قال حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، إن الملك عبد الله كان أخلص رجل.. ومن أنبل ملوك العرب، مؤكدا أن «الأمة الإسلامية لن تنسى دوره الإنساني في الحفاظ على الهوية الإسلامية، ومواقفه النابضة بالإسلام الوسطي الصحيح، ودعمه للأمة الإسلامية».
ونعى حزب مصر الثورة خادم الحرمين الشريفين، قائلا في بيان له «لن تنسى الأمة العربية وخاصة مصر موقف هذا الرجل العظيم، الذي كان مثالا يحتذى به في الدفاع عن القومية وحماية الوطن العربي من مخاطر كادت أن تلحق بنا الضرر لولا وقوفه بجانبنا وبجانب الأمة العربية بأكملها».
وأعلن المجلس الرئاسي لائتلاف «نداء مصر» تأجيل فعالية الاندماج مع ائتلاف «تحيا مصر» برئاسة الوزير السابق محمد العرابي والتي كان مقررا لها اليوم (السبت) نظرا لحالة الحداد لوفاة الملك عبد الله. بينما نعى الفقيد أيضا الدكتور نبيل دعبس رئيس حزب مصر الحديثة، وقال إن الحزب سيجري اتصالات مع باقي الأحزاب لتأبين الفقيد الكبير باسم الأحزاب المصرية وتخليدا لذكراه وفاء من الشعب المصري لما قدمه لمصر ومساندته لها.
من جهتها، أصدرت الدعوة السلفية في مصر بيان تعزية للأمة الإسلامية في وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقالت الدعوة السلفية: إنها «تتوجه بخالص العزاء إلى الشعب السعودي الشقيق في وفاة المغفور له بإذن الله الملك عبد الله بن عبد العزيز، كما تتقدم بالعزاء للأسرة المالكة وللحكومة السعودية.
حداد عام بمصر على الملك عبد الله.. ومساجد الجمهورية تؤدي صلاة الغائب
الأزهر: لا يمكن أن ننسى مواقفه النبيلة * الخارجية المصرية والجامعة العربية تنكسان الأعلام * الكنيسة: رمز عروبي وإسلامي وحكيم العرب
حداد عام بمصر على الملك عبد الله.. ومساجد الجمهورية تؤدي صلاة الغائب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة