وجبة في برطمان

ماذا تأكل أثناء دوام العمل؟

وجبة في برطمان
TT

وجبة في برطمان

وجبة في برطمان

وجبة غداء في برطمان هي أحدث صيحات الوجبات السريعة التي يعتبرها البعض البديل الصحي للساندويتشات السريعة التي يحتوي بعضها على نسب كبيرة من الدهون والأملاح. وتتكون معظم وجبات البرطمان من السلطات وبعض الحبوب، ويطلق البعض اسم «كوكتيل» على هذه الوجبات ويحضر المستهلك لنفسه ما يريد أن يتناوله ويحفظه في البرطمان.
وهي خيار صحي وعملي وسهل التحضير، ويمكن حمل الوجبات في حقائب وتناولها في المكاتب. ويمكن تحضير هذه الوجبات في المنازل في الليلة السابقة لاستهلاكها. ويحافظ البرطمان على الوجبات طازجة. ويمكن إضافة بعض الزيت والخل إلى السلاطة بشرط عدم خلطها حتى تحافظ السلاطة على نضارتها. ويحافظ البرطمان أيضا على الأطعمة لأنه محكم الإغلاق.
الفائدة الأولى لبعض هذه الوجبات أنها خفيفة على المعدة وتحافظ على الوزن أو تخفضه وتمنح الجسم الفيتامينات التي يحتاجها يوميا. وهي تتيح الفرصة لتنويع أصناف الطعام التي يمكن حفظها في البرطمان وفقا لرغبة المستهلك.
هذا النوع من الأغذية معروف منذ فترة طويلة في الولايات المتحدة ويعرف باسم «ماسون جار» وهو أسلوب لتقديم الأطعمة المحفوظة السريعة بكل أنواعها. ولكن النوع الصحي منها الذي يحتوي على السلطات والحبوب هو الذي ينتشر بسرعة في بريطانيا كوجبة سريعة تستهلك في المكاتب أثناء ساعات العمل.
وتأتي البرطمانات بأحجام وأنواع مختلفة ويمكن شراؤها فارغة وإعادة استخدامها. وهي تماثل برطمانات المربى في الحجم والشكل. وهي تختلف عن علب الساندويتشات التقليدية التي تأتي بأشكال مربعة من البلاستيك أو أكياس بلاستيكية التي قد يكون لها تأثير سلبي على حفظ الأطعمة فيها، كما أنها غير محكمة الإغلاق.
من فوائد البرطمان أنه يحتفظ برونق ونضارة الخضراوات لوقت طويل كما يسمح بإضافة مكونات أخرى مثل الجبن الأبيض والحمص والزيت في وجبة متكاملة العناصر. وتبقى كل المكونات منفصلة عن بعضها حتى وقت تناولها، أما من البرطمان مباشرة أو في طبق. ويقول من جربوا هذا الأسلوب أن الأطعمة أنها تبقى طازجة داخل البرطمان لعدة أيام داخل البراد المنزلي. ويمكن تحضير كل وجبات الأسبوع في عطلة نهاية الأسبوع والاحتفاظ بها حتى يوم تناولها.
ولتحضير البرطمان أسلوب خاص فهو يبدأ بالمواد الثقيلة نسبيا وينتهي بالأوراق الخضراء الخفيفة على السطح. ولتحضير سلطة جيدة يمكن البداية بوضع بعض الزيت والخل في قاع البرطمان، ثم إضافة طبقات من الخيار والطماطم ثم الفلفل الأخضر وأخير أوراق الخس أو الجرجير. وتبقى هذه المكونات غير مختلطة ببعضها البعض حتى تناولها وذلك بتقليبها في البرطمان أو في طبق خارجي.
ويمكن استخدام أي برطمان لمهمة حفظ وجبات الغداء ويفضل البرطمان ذو الفوهة واسعة الحجم لسهولة حفظ الأغذية وإخراجها منه. ويمكن اختيار الحجم المناسب لوجبة كاملة.
ومع إحكام إغلاق البرطمان يمكن حفظ السلطات فيه في البراد المنزلي لفترات تصل إلى 5 أيام، وفي حالة إضافة بعض المكونات التي يمكن أن تعطب بسرعة مثل شرائح لحم الدجاج أو البيض المسلوق، يمكن إضافة المكونات في آخر لحظة وفي نفس يوم تناول السلاطة من البرطمان.

* طرق التحضير

* وتشمل طريقة تحضير برطمان السلاطة إضافة ملعقة إلى 4 ملاعق من الزيت والخل إلى قاع البرطمان. بعد ذلك يمكن إضافة القطع الصلبة من السلاطة مثل الجزر والخيار والفلفل الأخضر والبنجر. ويمكن بعد ذلك إضافة طبقة من الحمص أو المعكرونة أو الأرز أو اللوبيا. بعد ذلك تأتي طبقة من الجبن إذا كانت الوجبة سوف تستهلك في نفس يوم التحضير. ويمكن إضافة البروتينات في شكل شرائح لحم أو بيض. أما إذا كانت الوجبة ليوم آخر فيجب حجب المكونات البروتينية والجبن حتى موعد استهلاك الوجبة.
بعد ذلك تأتي طبقة الخضراوات الطرية مثل الأفوكادو والطماطم وربما أيضا قطع المشمش والفراولة. وهي أيضا من المكونات التي يتعين إضافتها في يوم استهلاك السلاطة. وبعد ذلك يمكن إضافة المكسرات وبعض الحبوب، ثم يأتي دور أوراق السلاطة الخضراء بأنواعها.
وبعد إغلاق البرطمان بإحكام يمكن الاحتفاظ به في براد المنزل لفترة تصل إلى 5 أيام. وفي يوم الاستهلاك يتم مزج المحتويات في طبق وتناولها.
وبالطبع لا تقتصر الوجبات على السلطات بل يمكن استخدام فكرة البرطمان في تحضير الشوربة، وفي حالة صنع الشوربة في المنزل يمكن توزيعها على عدة برطمانات، والاحتفاظ بها مجمدة في الفريزر حتى يوم استهلاكها. ويمكن بالطبع تسخينها بسرعة في المايكروويف من دون غطاء البرطمان المعدني.
وفي أميركا يلجأ البعض إلى طبخ وجبات كاملة في برطمانات داخل الفرن، ثم تخزينها لتناولها أثناء أيام العمل. وهناك كثير من الأفكار التي يمكن ابتكارها لحفظ الأطعمة في برطمانات لحين تناول الوجبات السريعة فورا وقت الحاجة إليها.
وتلجأ الأميركيات إلى تحضير أطعمة السفاري والرحلات في برطمانات لأنها سهلة الحفظ وتوفر الحماية الكاملة للأطعمة داخلها. ومن أطعمة الرحلات التي تصلح للحفظ في برطمان الفطائر بأنواعها والخضراوات واللحوم المطبوخة. ويصل الأمر أحيانا إلى طبخ وجبات كاملة في برطمانات وتناولها أثناء الرحلات. وهي حقا فكرة جيدة لحفظ الطعام وتناوله طازجا.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.