مسؤول بعدن لـ «الشرق الأوسط»: شعب الجنوب سيخلق قيادة جديدة

الحوثيون ينكثون بالاتفاقات ويفرضون مطالبهم بالقوة

عناصر من قوات اللجان الشعبية التي تقاتل ضد الحوثيين في سيارة في عدن (أ.ف.ب)
عناصر من قوات اللجان الشعبية التي تقاتل ضد الحوثيين في سيارة في عدن (أ.ف.ب)
TT

مسؤول بعدن لـ «الشرق الأوسط»: شعب الجنوب سيخلق قيادة جديدة

عناصر من قوات اللجان الشعبية التي تقاتل ضد الحوثيين في سيارة في عدن (أ.ف.ب)
عناصر من قوات اللجان الشعبية التي تقاتل ضد الحوثيين في سيارة في عدن (أ.ف.ب)

قال عدد من سكان محافظة عدن لـ«الشرق الأوسط»، إن الحوثي ينكث بكافة العهود والاتفاقات ويحاول فرض الأمر الواقع بقوة السلاح، من أجل السيطرة على مأرب النفطية، مؤكدين أن أي اتفاقات مع جماعة الحوثي المسلحة لا تعنيهم.
في سياق آخر قال عبد الله الدياني - رئيس اللجنة الإعلامية لساحة الاعتصام بمدينة عدن في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بأن ما يحدث في صنعاء لا علاقة للجنوبيين به لأنهم قد عزموا على تقرير مصيرهم والانفصال بدولتهم الجنوبية خالية من أي ميليشيات مسلحة، ونفى الدياني وجود انقسامات داخل مكونات الحراك قائلا بأن هناك بعض تباينات بين القيادات الجنوبية، سواء بالداخل أو بالخارج، حول آلية وطرق الوصول إلى الهدف الاستراتيجي للشعب الجنوبي المتمثلة بالتحرر والاستقلال رغم إجماعهم عليه، مؤكدا «وجود مساعٍ جادة هدفها تقريب وجهات النظر بين قيادات الخارج وتوحيد عملهم السياسي في خط سير واحد يحاكي التحولات الإقليمية ويلبي تطلعات شعب الجنوب».
وأوضح رئيس اللجنة الإعلامية لساحة الاعتصام، أنه وفي حالة لم ينجح ذلك «فشعب الجنوب سيخلق قيادة جديدة إن لم تحقق له القيادة الحالية تطلعاته»، قائلا بأن هناك استعدادات كثيفة لعقد مؤتمر جنوبي جامع في الوقت القريب ويعلق عليه شعب الجنوب آمالا كبيرة بأن يتمخض عنه قيادة ناضجة تقود المرحلة الأخيرة من ثورة شعب الجنوب، واختتم الدياني حديثه قائلا: «لا أعتقد أن السبب في تأخر الحسم للثورة الجنوبية هو التباين بين بعض القيادات الجنوبية بل السبب هو الموقف الدولي من القضية الجنوبية وتذبذبه ووضعه لقضية شعب الجنوب في خانة متأخرة من الاهتمام رغم عدالتها وحساسيتها وضرورة حلها وقد برزت تغيرات في هذا الموقف في الفترة الأخيرة بعد أن سيطرت ميليشيات الحوثي على الشمال وهذا ما نأمله بأن يهتم المجتمع الدولي وأخص بالذكر مجتمعنا الخليجي بدعم استقلال الجنوب لما له من مردود إيجابي على أمن وسلامة المنطقة برمتها».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».