خبراء لـ «الشرق الأوسط»: الحوثيون سيتخذون منه ذريعة لابتلاع المناطق

«داعش» تحت غطاء «القاعدة» في اليمن

خبراء لـ «الشرق الأوسط»: الحوثيون سيتخذون منه ذريعة لابتلاع المناطق
TT

خبراء لـ «الشرق الأوسط»: الحوثيون سيتخذون منه ذريعة لابتلاع المناطق

خبراء لـ «الشرق الأوسط»: الحوثيون سيتخذون منه ذريعة لابتلاع المناطق

استبعد خبراء في مجال محاربة الإرهاب في اليمن أن يكون هناك وجود بحجم كبير لتنظيم «داعش» في المحافظات اليمنية، في ظل الوجود الكبير لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهو التنظيم الذي ينشط على الأراضي اليمنية منذ أكثر من عقدين من الزمن ونفذ عمليات إرهابية كبيرة هزت العالم، وذلك في ظل ما يطرح من أن «داعش» بدأ يوجد وبقوة في الأراضي اليمنية ودخل في منافسة مع «القاعدة».
ويقول سعيد عبيد الجمحي، الخبير اليمني البارز في الجماعات الجهادية ومحاربة الإرهاب، إنه «من المستبعد، حاليا على الأقل، أن يكون لتنظيم داعش الوجود الذي يمكن أن يشكل قلقا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فضلا عن أن يصل الوجود الداعشي إلى مستوى المنافسة». ويضيف الجمحي لـ«الشرق الأوسط» أن «(القاعدة) وذراعها العسكرية الضاربة محليا (أنصار الشريعة) هي الممسكة بزمام الأمور، ولا يزال (داعش) لا يحظى إلا بمساحات محدودة في اليمن، كما أن هذا الوجود الداعشي لا يغيب عن نظر تنظيم القاعدة وموافقته لنشاط محدود وتحت نظر التنظيم من باب التعاون المشترك لتحقيق أهداف مشتركة». كما يضيف «أعتقد أن (داعش) لا يزال في مرحلته الأولى، حيث يركز مناصروه على التوسع العددي وكسب ود (القاعدة) وعدم الظهور كمنافس، فضلا عن أن يكون كخصم».
ويؤكد الخبير اليمني، في إطار رده على سؤال، لـ«الشرق الأوسط» حول ما يطرحه الحوثيون عن وجود عناصر من تنظيم داعش في اليمن، أن ذلك «سيكون ذريعة إضافية يستخدمها الحوثيون لصالحهم ودغدغة الخارج للسكوت وغض البصر عن تحركات الحوثيين، ومسيرتهم لابتلاع ما تبقى من المحافظات، لا سيما مأرب، الحلم الأكبر للحوثيين، والمحافظة التي عجزت الأنظمة المحلية وحلفاؤها في الخارج عن تحقيق نجاحات حقيقية، في ما يخص وجود بعض عناصر (القاعدة) فيها وكيفية التعامل لحل هذه المشكلة آليا، وأعتقد أن وجود عناصر (داعش) هو تحت مظلة تنظيم القاعدة نفسه، أي حيث يوجد التنظيم بقوة يكون لعناصر (داعش) وجود، ولكن بمستوى أقل». ويقول الجمحي إنه «ونتيجة عدم استئناف (داعش) للمواجهات والمواجهات العسكرية بشكل مستقل، فإن وجود (دعاة) التنظيم ربما سيكون أوسع جغرافيا، حيث التركيز على كسب الأتباع وتأسيس بنية عسكرية، يمكن بعدها البدء بمواجهات ربما ستكون أكثر عنفا مما يحدث في حرب (القاعدة) ضد خصومها».
وينشط تنظيم داعش في العراق وسوريا، ويرتكب مجازر فظيعة وعمليات إعدام بالجملة بحق معارضيه، وفي الوقت الراهن يتوسع التحالف الدولي لمحاربته، ماليا وعسكريا، حيث يعتقد أن بعض الأنظمة في المنطقة استفادت من وجود تلك العناصر المتطرفة ودعمتهم، خلال السنوات الماضية، بالمال والسلاح. وصرح مسؤول يمني لوسائل إعلام غربية بأن التنظيم بات يوجد في اليمن، وأنه ينافس تنظيم القاعدة، غير أن الشارع اليمني، حتى اللحظة، لم يسمع بوجود التنظيم على الأراضي اليمنية سوى من الحوثيين الشيعة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.