وزير الداخلية المصري يؤكد مواصلة التطوير للتغلب على التحديات الأمنية الراهنة

الإفراج بالعفو عن 584 سجينا بمناسبة عيد الشرطة وثورة يناير

وزير الداخلية المصري يؤكد مواصلة التطوير للتغلب على التحديات الأمنية الراهنة
TT

وزير الداخلية المصري يؤكد مواصلة التطوير للتغلب على التحديات الأمنية الراهنة

وزير الداخلية المصري يؤكد مواصلة التطوير للتغلب على التحديات الأمنية الراهنة

افتتح اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية المصري، اليوم (الخميس)، أعمال تطوير المعهد القومي للحراسات والتأمين، ووضع حجر الأساس لميدان الرماية في المعهد، وذلك في إطار الاحتفالات بعيد الشرطة والاهتمام بالتدريب لثقل المهارات القتالية لرجل الأمن.
وشهد وزير الداخلية التدريبات العملية لقوات الانتشار والتدخل السريع والهجوم المضاد للحراسات الخاصة، ونماذج لمحاولات اعتداء على الشخصيات المهمة، وكيفية تصرف قوات الحراسة الخاصة بنجاح واقتدار لحماية تلك الشخصيات.
وأكد وزير الداخلية أنه في هذه الذكرى الخالدة لاحتفالات عيد الشرطة، التي تعيد للأذهان ما قدمه رجال الأمن من تضحيات، كان من الضروري استمرار عمليات تطوير الوسائل التدريبية في ظل التحديات الأمنية التي تفرضها المرحلة الراهنة، مشددا على أن رجال الشرطة عازمون وقادرون على مواصلة الملحمة التي سطرها أبطال الشرطة في 25 يناير (كانون الثاني) 1952.
وتفقد وزير الداخلية قوات التدخل السريع التي أنهت فترة تدريبها تمهيدا لتوزيعها على مديريات الأمن، وشهد بيانا عمليا يعكس مدى جاهزية وكفاءة القوات التدريبية في تأمين الشخصيات والمنشآت والمواقع الشرطية والتدخل السريع لتحرير المحتجزين والمخطوفين ومطاردة وضبط الجناة.
إلى ذلك، عقدت اللجنة الأمنية العليا صباح اليوم اجتماعا للنظر في الإفراج بالعفو عن باقي مدة العقوبة وفقا للضوابط المحددة بالقرار، حيث أسفرت أعمال اللجنة عن انطباق الشروط على 584 من نزلاء السجون. جاء ذلك في ضوء صدور قرار جمهوري بشأن العفو عن باقي مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة وذكرى «ثورة 25 يناير».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.