إسرائيل تشدد الحراسة على آبار الغاز خوفا من انتقام حزب الله

انتقاد حاد للحكومة بسبب عملية القنيطرة.. وتخوف من تصعيد على الحدود

إسرائيل تشدد الحراسة على آبار الغاز خوفا من انتقام حزب الله
TT
20

إسرائيل تشدد الحراسة على آبار الغاز خوفا من انتقام حزب الله

إسرائيل تشدد الحراسة على آبار الغاز خوفا من انتقام حزب الله

عزز سلاح البحرية الإسرائيلية من الحراسة على آبار الغاز التي تبنيها إسرائيل في عمق مياه البحر الأبيض المتوسط، في إشارة إلى توقع انتقام من حزب الله من عملية القنيطرة، التي قتل فيها 12 مسؤولا في حزب الله وإيران.
وقالت مصادر أمنية إن آبار الغاز تعتبر هدفا استراتيجيا لحزب الله، وإنه لن يتردد في ضربها بواسطة صواريخ «ياخوت» الروسية، التي حصل عليها من الجيش السوري وهربها إلى لبنان خلال الحرب الأهلية في بلاد الشام. وأكدت المصادر ذاتها أن حزب الله سيستصعب الرد على عملية القنيطرة بإطلاق الصواريخ على إسرائيل من لبنان لأنه «يعرف أن هذا يعني انفجارا حربيا شاملا يستدعي تدميرا هائلا في لبنان»، وأضافت أن الاحتمال الأكبر هو أن يرد حزب الله على العملية بقصف صاروخي من الجولان السوري، أو من خلال عمليات تفجير على الحدود، ولكن ضرب الآبار سيكون الخيار الأسهل.
وكانت صحف ووسائل إعلام إسرائيلية، على اختلافها، قد خرجت بحملة انتقادات واسعة للعملية الإسرائيلية المذكورة، خصوصا بعد نشر ما يشبه الاعتذار لإيران على اغتيال أحد جنرالاتها، إذ نقل على لسان مسؤول حكومي بأن إسرائيل لم تكن تعرف بوجود الجنرال الإيراني في قافلة حزب الله، فاعتبرته «اعتذارا جبانا يدل على أن القيادة الإسرائيلية السياسية تمتنع بشكل بائس عن الدخول في مواجهة مع إيران».
وفي هذا الشأن كتب ألون بن ديفيد في صحيفة «يسرائيل هيوم» أن «الضابط الإيراني لم يكن يقوم بنزهة سنوية، ومن المؤكد أنه نشط في مجال الإرهاب، والتوقع بأن استخبارات الجهة التي هاجمت كانت تعرف كل شيء مبالغة، ناهيك بأنه لا يمكن إرجاع الأمور إلى الوراء. وفي المستقبل ستكون هناك حاجة إلى فحص جودة المعلومات وطرق المصادقة، ولكنه يتحتم على إسرائيل الآن الاستعداد بأفضل الطرق للرد على الأحداث، وذلك من خلال التعزيز العسكري والاستخباراتي على امتداد الحدود، وحتى تشديد منظومة الحراسة في العالم، لأن حالة الامتصاص هذه مطلوبة الآن لتقليص الأضرار والمفاجآت، كي لا تتدحرج بغير إرادتها إلى دوامة يمكن أن تنتهي بحرب أخرى في الشمال».
وكتب دان مرجليت في الصحيفة نفسها أنه «في الحرب الإسرائيلية ضد الإرهاب لا بد من المخاطرة، ولكن في المقابل يتضح أنه في النظرة المطلوبة لمنع دفع العدو إلى موقف متطرف وتنفيذ عملية انتقام عنيفة ضد إسرائيل، فإن قتل عماد مغنية الأب كان صحيحا أكثر من قتل ابنه جهاد، إذا كانت إسرائيل هي التي فعلت ذلك. لكنه لا يمكن دائما تكرار الإنجاز الذي تحقق في الجولة السابقة».
من جانبها، كتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الاعتذار غير الرسمي الذي قدمه مسؤول إسرائيلي عبر وكالة رويترز للأنباء إلى إيران، حين قال بأن الجنرال الإيراني لم يكن المستهدف في عملية الاغتيال، يشكل اعترافا إسرائيليا بحقيقة وقوف إسرائيل وراء عملية الاغتيال، إذ قال هذا المسؤول: «لقد اعتقدنا أننا نصيب وحدة ميدانية للعدو كانت في طريقها لمهاجمتنا قرب السياج. وقد تلقينا إنذارا، وشخصنا السيارة وهاجمنا. وقد تعاملنا مع ذلك كعملية عسكرية تكتيكية محدودة».
وفسرت جهات إسرائيلية هذا البيان على أنه يهدف إلى منع الحرب على الجبهة الشمالية، ولكنه إذا كان صحيحا ما قاله المصدر فإن هذا يدل على فشل استخباراتي. وتضيف الصحيفة موضحة «يمكن التكهن بأن المصدر الرفيع لم يكن مخولا بالتصريح، وأن الجهاز الأمني فوجئ بتصريحه. وقال المصدر الرسمي لاحقا إنه يوجد من قرر على مسؤوليته الخاصة الإدلاء بتصريح من دون صلاحية ومن دون حكمة. فما المنطق الكامن في الغمز أمام الإيرانيين وفي الوقت ذاته تحمل المسؤولية؟ هذه رسالة تبث الضعف. فإذا كان الجنرال الإيراني يسافر في سيارة مع خلية إرهاب منظمة من حزب الله، ويصل إلى قاعدة إرهاب أقامها حزب الله في الجولان كي تضرب إسرائيل، فإن الإيرانيين هم الذين يجب أن يقدموا تفسيرا عما فعلوه هناك».
وفي الصحيفة نفسها كتب ناحوم بارنياع «بدل الجنرال الإيراني الذي تم اغتياله سيأتي جنرال آخر، لأن إيران لا تنقصها الجنرالات، وبدل جهاد مغنية سيأتي رجل آخر من حزب الله، سيكون من شبه المؤكد أكثر تجربة وخطورة منه، كما تبين أن نصر الله هو أكثر خطورة من موسوي. عمليا لقد اشترت إسرائيل لنفسها موجة من العمليات القادمة في الجولان، أو في قلب إسرائيل، أو في المجمعات اليهودية في العالم دون أن تربح شيئا. بكلمة واحدة: إنه إخفاق».
أما في صحيفة «هآرتس» فقد أوضح المحلل العسكري عاموس هرئيل بأن «الهجوم الإسرائيلي على القنيطرة أحدث أزمة أمنية حادة، في ظل التهديدات المعلنة لإيران وحزب الله بالرد على الهجوم». وتابع متسائلا: «هل يزيد الربح المتوقع من تصفية مغنية الشاب الصغير عن الخسارة المحتملة في حال حصول تدهور في الأوضاع؟ هل تم الأخذ بعين الاعتبار أن إمكانية توجيه ضربة قاسية لحزب الله قد تؤدي إلى تصعيد على الحدود؟ خاصة وأن نصر الله صرح الخميس الماضي بأنه من حق المقاومة أن ترد على كل هجوم إسرائيلي في لبنان وفي سوريا أيضا».
من جهة ثانية قال العميد حسين دهقان، وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية، أمس، إن بلاده ستستخدم «جميع الطاقات المتاحة لتسليح الضفة الغربية». وأضاف دهقان في كلمة ألقاها في حفل تأبين مقتل عناصر حزب الله في القنيطرة في سوريا: «موقفنا بهذا الخصوص لم يتغير. السياسة الثابتة والعامة للجمهورية الإسلامية قائمة على تسليح الضفة الغربية وتعزيز تيار المقاومة، وحزب الله لمواجهة الكيان الإسرائيلي الغاصب والمحتل».
وأشار العميد دهقان إلى «استشهاد» جهاد عماد مغنية، وقال إن «الأعمال الإرهابية لإسرائيل في قتل قوات المقاومة وحزب الله مسبوقة، وقد حصلت في الماضي أيضا»، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). وقال بهذا الخصوص: «إسرائيل تبذل دائما محاولات للقضاء على تيار المقاومة وحزب الله، لكن جميع مخططات ومؤامرات إسرائيل باءت بالفشل إلى الآن». وأكد أن «موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من إسرائيل ثابت ولا يتغير، وبما أن تيار المقاومة يقف بالنيابة عن مسلمي العالم بوجه إسرائيل والمجموعات الإرهابية التكفيرية فإننا سنبذل قصارى جهدنا لدعم وتعزيز حزب الله ومقاومة الشعب اللبناني». وتابع دهقان موضحا أن «قتل جهاد عماد مغنية لن يمر.. والمهم هو الظرف الزماني والمكاني الذي يتيح إمكانية الرد على ذلك».



حصيلة انهيار سقف ملهى ليلي في الدومينيكان تناهز 100 قتيل

0 seconds of 33 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:33
00:33
 
TT
20

حصيلة انهيار سقف ملهى ليلي في الدومينيكان تناهز 100 قتيل

جانب من جهود البحث عن ناجين أو ضحايا بانهيار سقف ملهى ليلي في الدومينيكان (رويترز)
جانب من جهود البحث عن ناجين أو ضحايا بانهيار سقف ملهى ليلي في الدومينيكان (رويترز)

استكمل رجال الإنقاذ في وقت مبكر، الأربعاء، البحث عن ناجين أو ضحايا بانهيار سقف ملهى ليلي بعاصمة جمهورية الدومينيكان خلال حفلة موسيقية ليل الاثنين الثلاثاء، بعدما ناهزت حصيلة القتلى 100 شخص.

وانهار سقف ملهى «جيت سيت» على مئات الأشخاص أثناء حضورهم أمسية للموسيقي الشهير روبي بيريز الذي أكد مدير أعماله أنه كان ضمن من لقوا حتفهم.

وتجمع أفراد عائلات وأقارب خارج موقع الكارثة في سانتو دومينغو، بينما عمل عناصر الإسعاف على نقل المصابين إلى المستشفيات، واستعانوا برافعة لإزالة الركام ومواصلة عمليات البحث.

جانب من جهود البحث عن ناجين أو ضحايا بانهيار سقف ملهى ليلي في الدومينيكان (رويترز)
جانب من جهود البحث عن ناجين أو ضحايا بانهيار سقف ملهى ليلي في الدومينيكان (رويترز)

وقال رودولفو أسبينال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» وهو يتابع عمليات الإنقاذ: «لدينا بعض الأصدقاء هنا، قريبة، وابن عم... وهم تحت الأنقاض».

وعمل نحو 370 من عناصر الإنقاذ على البحث بدقة عن الناجين والضحايا وسط الحجارة وقضبان الصلب وصفائح الحديد.

وكان من بين القتلى اللاعبان السابقان في دوري البيسبول الأميركي توني بلانك، وأوكاتفيو دوتيل (51 عاما) الذي توفي في المستشفى متأثراً بجروحه.

وبحسب التقارير الصحافية، كان عدد الحاضرين في الملهى يراوح بين 500 وألف شخص لدى وقوع الكارثة قرابة الساعة 12:44 بعد منتصف الليل. وتبلغ القدرة الاستيعابية للمكان نحو 1700.

وكان بيريز (69 عاماً) على خشبة المسرح عندما حصل انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي وانهار السقف، وفق مقطع فيديو للحادث تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، يمكن فيه سماع امرأة تصرخ «ماذا حدث؟».

وأبلغت ابنته زولينكا الصحافيين بأنها تمكنت من الفرار والنجاة بعد انهيار السقف، لكن والدها لم يحالفه الحظ.

جانب من جهود البحث عن ناجين أو ضحايا بانهيار سقف ملهى ليلي في الدومينيكان (إ.ب.أ)
جانب من جهود البحث عن ناجين أو ضحايا بانهيار سقف ملهى ليلي في الدومينيكان (إ.ب.أ)

وأعلن رئيس جمهورية الدومينيكان لويس أبي نادر الحداد ثلاثة أيام.

ووصل عدد القتلى إلى 98 في وقت مبكر الأربعاء، بحسب ما أعلن خوان مانويل مينديز، مدير مركز عمليات الطوارئ.

وأشار إلى أنه «لم يتم العثور على ناجين بدءاً من الساعة الثالثة بعد ظهر» الثلاثاء بالتوقيت المحلي، مشدداً على أنه «ما دام هناك أمل (بالعثور على ناجين)، سنواصل العمل على انتشال أو إنقاذ هؤلاء الأشخاص».

وروت إيريس بينيا التي كانت تحضر الحفلة، كيف تمكنت من النجاة مع ابنها. وأوضحت: «بدأ التراب يتساقط في كأس مشروب على الطاولة... سقط حجر وتسبب بتصدع الطاولة حيث كنا جالسين، وتمكنا من الخروج».

أضافت: «كان وقع الارتطام قوياً كما لو أنه تسونامي أو هزة أرضية».

إلى ذلك، توجه كثير من أقارب من كانوا يحضرون الحفلة، إلى المستشفيات سعياً لمعرفة مصير أحبائهم.

وقالت ريجينا ديل روسا التي تبحث عن شقيقتها: «نحن يائسون... لا يفيدوننا بأي نبأ، لا يقولون لنا شيئاً».

وأصدرت السلطات نداء إلى السكان من أجل التبرع بالدم.

ونشرت وسائل إعلام محلية لقطات لرافعة في الموقع ولأشخاص يعتمرون خوذاً واقية يبحثون عن ناجين تحت الأنقاض.

ووجه فنانون محليون تحية إلى روبي بيريز الذي يعد من أبرز الأسماء في عالم موسيقى الميرينغي.

وكتب صديقه ويلفريدو فارغاس على منصات التواصل الاجتماعي: «الصديق والمثال الأعلى لنوعنا الموسيقي رحل».

وقالت المغنية البورتوريكية أولغا تانون: «ترك لنا ألماً بالغاً».

جانب من جهود البحث عن ناجين أو ضحايا بانهيار سقف ملهى ليلي في الدومينيكان (رويترز)
جانب من جهود البحث عن ناجين أو ضحايا بانهيار سقف ملهى ليلي في الدومينيكان (رويترز)

وبحسب صفحته على «إنستغرام»، افتتح ملهى «جيت سيت» قبل نحو 50 عاماً، وكان يستضيف عروضاً موسيقية ليل كل اثنين حتى ساعات الفجر. وكان المنشور الأخير على الصفحة دعوة إلى حضور حفلة بيريز «والاستمتاع بأعظم أعماله والرقص في أفضل ملهى ليلي في البلاد».

وأكد الملهى في بيان الثلاثاء أنه يعمل «بشكل كامل وشفاف» مع السلطات.

وحادثة انهيار السقف هي من أسوأ الكوارث حديثاً في جمهورية الدومينيكان التي تعد من أبرز الوجهات السياحية في البحر الكاريبي.

وقتل نحو 40 شخصاً وأصيب العشرات بجروح في انفجار على صلة بشركة للبلاستيك في سان كريستوبال عام 2023.

وفي 2005 قضى أكثر من 130 سجيناً في شجار بين سجناء في شرق البلاد.