وزير العدل اللبناني يستبعد الإفراج عن شيخ متهم بنقل انتحاريين

الطيران السوري يغير على مشاريع القاع شرق لبنان

وزير العدل اللبناني يستبعد  الإفراج عن شيخ متهم بنقل انتحاريين
TT

وزير العدل اللبناني يستبعد الإفراج عن شيخ متهم بنقل انتحاريين

وزير العدل اللبناني يستبعد  الإفراج عن شيخ متهم بنقل انتحاريين

استبعد وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية شكيب قرطباوي، أمس، أن «تفضي الضغوط التي تمارس من قبل البعض إلى إطلاق الشيخ الموقوف عمر الأطرش»، لافتا إلى أن «التحقيق معه مستمر وإذا تبين أنه غير ضالع بأي عمل أمني سيطلق سراحه».
وجاء تأكيد قرطباوي غداة تحرك لهيئة العلماء المسلمين الأحد الماضي، للمطالبة بالإفراج عن الأطرش الموقوف لدى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، بتهمة نقل سيارات مفخخة وانتحاريين إلى لبنان، وللاشتباه بمعرفته معلومات عن تحركات لتنفيذ «أعمال إرهابية»، حيث يتواصل التحقيق معه بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر.
وشدد قرطباوي، في حديث إذاعي أمس، على «سرية التحقيق حتى صدور القرار الظني أو إطلاق الأطرش»، مشيرا إلى أنه «لا أحد يعلم بما يجري سوى المحقق والقاضي المشرف على التحقيق»، داعيا الجميع إلى «انتظار الوقائع والابتعاد عن القراءة في الغيب أو البناء على تكهنات وتسريبات».
وكان وفد من «هيئة العلماء المسلمين» في البقاع زار أول من أمس مدير المخابرات في الجيش العميد أدمون فاضل، ملوحا بخطوات تصعيدية في حال عدم إطلاق سراح الموقوف الأطرش، بالتزامن مع إعلان الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن التحقيقات شفافة ودقيقة وتجريها الأجهزة المختصة.
وفي سياق متصل بظروف اعتقاله، التي أثارت اتهامات وردودا حول تعرضه للتعذيب، أوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنه لم يصدر عنها أي تصريح يشير إلى أن الأطرش لم يتعرض للتعذيب. وأشارت اللجنة، في بيان، إلى أنها «تزور أماكن الاحتجاز في لبنان، بموجب الاتفاقية الموقعة مع الحكومة اللبنانية في عام 2007، لكن الزيارات لا تعني إقرار اللجنة الدولية بأن ظروف إيداع السجناء ومعاملتهم في هذه الأماكن تتفق مع المعايير الدولية».
وأعلنت اللجنة أنها زارت الأطرش في إطار الزيارات الدورية التي تجريها إلى مختلف أماكن الاحتجاز في البلاد، مشددة على أنها «لا تعلن عن ملاحظاتها وشواغلها وتوصياتها في شأن ظروف إيداع السجناء أو معاملتهم، بل تعرض النتائج والتوصيات على السلطات المعنية من خلال الحوار الثنائي معها وفي إطار من السرية».
ويتحدر الشيخ الأطرش من بلدة عرسال الحدودية مع سويا (شرق لبنان)، ولا ينفي العلماء المسلمون الذين اعتصموا الأحد قبالة وزارة الدفاع (شرق بيروت) مناصرته للثورة السورية. ويقول مقربون من حزب الله إن السيارات المفخخة التي انفجرت في مناطق خاضعة لنفوذ الحزب بالضاحية الجنوبية لبيروت والهرمل في شرق لبنان، تسلط طريق عرسال من يبرود السورية إلى نقاط تفجيرها.
في غضون ذلك، ألقى الطيران الحربي السوري صاروخي جو أرض في محلة رجم العفرين، في مشاريع القاع المتاخمة لجرود عرسال من الجهة اللبنانية. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الصاروخين أصابا مزرعة تعود لشخص من آل عز الدين واقتصرت الأضرار على الماديات.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.