عسكريون سابقون: المشير السيسي قادر على تحديات المرحلة

أحدهم قال إن مصر تحتاج إلى برلمان ورئيس حكومة قويين

عسكريون سابقون: المشير السيسي قادر على تحديات المرحلة
TT

عسكريون سابقون: المشير السيسي قادر على تحديات المرحلة

عسكريون سابقون: المشير السيسي قادر على تحديات المرحلة

قال عسكريون سابقون لـ«الشرق الأوسط» أمس إن المشير عبد الفتاح السيسي، قائد الجيش المصري، قادر على إدارة المرحلة وتحدياتها. وشدد اللواء طيار متقاعد خالد إسماعيل على أن الظروف المحيطة بمصر والمؤامرات التي تحاك ضدها والتحديات التي تصل إليها عبر حدود ليبيا وفلسطين والسودان تتطلب وجود المشير السيسي في سدة الحكم.
وأضاف اللواء إسماعيل أن الخلفية العسكرية للمشير السيسي مهمة للغاية، نظرا لوضع المنطقة الذي يتطلب رجلا قويا وسبق وأن شغل مواقع مهمة في المخابرات، الأمر الذي يكشف له الكثير من مفاتيح حل الأزمات والعقبات. وأضاف أن البدائل المطروحة أمام الشعب المصري محدودة ويرى في المشير السيسي الشخصية الأنسب للمرحلة إلا إذا ظهرت بدائل أخرى.
وحول الشخصيات المرشحة لوزارة الدفاع ورئاسة الأركان، رجح أن تكون هناك مشاورات تجري داخل الهيئة العامة للقوات المسلحة لاختيار القيادات الجديدة، وسوف يكونون من المشهود لهم بالخبرة والكفاءة والدراية حتى يتعاملوا مع الظروف الصعبة الراهنة.
وأضاف حول توقيت إعلان المشير السيسي ترشحه للرئاسة، أن كل المؤشرات تؤكد ترشحه، وأن القوات المسلحة أعطته الحرية في الترشح للرئاسة وتلبية نداء الوطن.
وحول ما يتردد عن مسألة ترشح شخصيات أخرى بخلفية عسكرية، وعما إذا كان ذلك يعطي انطباعا بما يمكن تسميته بـ«صراع الجنرالات» على الحكم، قال إن هذا ليس صحيحا، وكل من يجد في نفسه القدرة على تحمل المسؤولية يتقدم بالترشح للرئاسة. وأفاد أن قانون الانتخابات سوف يحدد ضوابط الترشح من خلال الحصول على توكيلات من المحافظات المصرية يتقدم بها المرشح للهيئة العليا للانتخابات، وربما يحدد الرئيس شروطا جديدة للترشح، إلا أنه عاد وأكد أن فرص فوز المشير السيسي ستكون أكبر من أي مرشح آخر نظرا للشعبية التي حصل عليها مؤخرا من الجماهير العريضة للشعب المصري.
من جهته، أوضح اللواء محمد رشاد، الوكيل السابق للمخابرات، أن مصر تحتاج لبرلمان ورئيس حكومة قويين. وردا على سؤال خاص بالشعبية الجماهيرية التي حظي بها المشير السيسي، قال: «كلنا أمل في ألا يفقد المشير السيسي رصيده الوطني، خاصة في ظل المشكلات الكثيرة التي تتعرض لها مصر حاليا، وتحتاج لتضافر كل الشعب المصري لحلها خاصة الإرهاب في سيناء».
وحول المرشح للرئاسة القادر على توفير الأمن والاستقرار لمصر، قال اللواء رشاد إن البلاد تحتاج إلى برلمان قوي وحكومة أقوى لإدارة شؤون مصر وتنميتها لأن استمرار الإرهاب مع البطالة قد يؤدي، لا سمح الله، لانهيار الدولة وإسقاطها.
وأضاف أن إدارة البلاد يجب أن تبدأ بالتنمية للحد من المشكلات وعودة الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن الإدارة القوية تنهض بالتنمية وتقضي على الإرهاب قبل الحديث عن الرئيس، وأن تعاون أعضاء البرلمان مع رئيس الحكومة سيؤدي إلى نتائج إيجابية لأن الأمن لا يفرض بالقوة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».