العثور على مركبة فضاء بريطانية مفقودة منذ 11 عاما على سطح المريخ

صور لوكالة ناسا تؤكد هبوطها بنجاح لكن فُقِِد التواصل معها

العثور على مركبة فضاء بريطانية مفقودة منذ 11 عاما على سطح المريخ
TT

العثور على مركبة فضاء بريطانية مفقودة منذ 11 عاما على سطح المريخ

العثور على مركبة فضاء بريطانية مفقودة منذ 11 عاما على سطح المريخ

عثر على مركبة الفضاء البريطانية «بيغل 2» بعد 11 عاما على اختفائها أثناء مهمة للبحث عن حياة خارج كوكب الأرض.
كان من المقرر أن تهبط «بيغل 2»، التي انطلقت من الأرض ضمن مهمة وكالة الفضاء الأوروبية (مارس إكسبريس)، على سطح المريخ في يوم أعياد الميلاد عام 2003 لكنها اختفت ولم يعرف أي شيء عنها منذ ذلك الحين.
لكن إعلانا صدر في مؤتمر صحافي حاشد في المعهد العلمي بالجمعية الملكية أمس الجمعة في لندن قال إن خبراء الفضاء عثروا على مركبة المريخ الصغيرة على سطح الكوكب الأحمر.
وقال ديفيد باركر الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء البريطانية: «بيغل 2 لم تعد مفقودة». وأضاف أن العلماء لديهم الآن «أدلة جيدة» على أن المركبة الفضائية هبطت بنجاح على سطح المريخ في التاريخ الذي كان مقررا، وهو 25 ديسمبر (كانون الأول) 2003، لكنها لم تنتشر سوى بشكل جزئي. وقالت وكالة الفضاء البريطانية في بيان: «يظهر هذا الاكتشاف أنه جرى الدخول والنزول وتسلسل الهبوط لـ(بيغل 2)، وأن المركبة هبطت بنجاح على سطح المريخ في يوم أعياد الميلاد عام 2003».
وسميت «بيغل 2»، التي يبلغ عرضها أقل من مترين، تيمنا باسم السفينة التي أبحر فيها تشارلز داروين عندما صاغ نظريته في التطور. وقام ببنائها علماء بريطانيون بتكلفة نحو 50 مليون جنيه إسترليني (85 مليون دولار).
وكان المخطط للمركبة أن ترسل تقارير عن سطح المريخ بالاستعانة بأدوات مصممة للمساعدة في البحث عن علامات على الحياة، ولكن لم يرد منها شيء بعد أن جرت تهيئتها للهبوط.
وقال باركر في المؤتمر الصحافي أمس الجمعة: «ظل لغزا.. استمر حتى اليوم». وكان مستكشف المريخ أوروبيتر التابع لوكالة الفضاء الأميركية قد التقط مجموعة من الصور تشير إلى ما يحتمل حدوثه للمهمة الأوروبية. ويضم تصميم «بيغل» سلسلة من التويجات تحمل لوحات شمسية. وأوضحت الدكتورة جوديث بيلينغر عضو فريق «بيغل 2» أنه من الواضح من الصور أن التويجات لم تنبسط بطريقة كاملة. وأوضح البروفسور مارك سيمز مدير فريق «بيغل 2» أنه من دون انبساط لا يمكن التواصل مع المركبة الفضائية؛ لأن الهوائي تحت اللوحات الشمسية.
وتجدر الإشارة إلى أن اكتشاف «بيغل 2» جاء بعد أقل من عام على وفاة العالم كولين بيلينغر صاحب الفكرة والرجل الذي وقف وراء المشروع، ورغم أن مهمته لم تستكشف المريخ، فإنه يرجع له الفضل وراء إثارة حماس الناس في بريطانيا لأبحاث الفضاء.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.