كويتيون وسوريون وفلسطينيون ومغاربة يحتفلون بفوز الأخضر التاريخي في أستراليا

السهلاوي وهزازي لـ «الشرق الأوسط»: نحن على قلب رجل واحد

لاعبو الأخضر يحتفلون بأحد أهدافهم أمام كوريا الشمالية
لاعبو الأخضر يحتفلون بأحد أهدافهم أمام كوريا الشمالية
TT

كويتيون وسوريون وفلسطينيون ومغاربة يحتفلون بفوز الأخضر التاريخي في أستراليا

لاعبو الأخضر يحتفلون بأحد أهدافهم أمام كوريا الشمالية
لاعبو الأخضر يحتفلون بأحد أهدافهم أمام كوريا الشمالية

قوبلت هدية «المصالحة» التي قدمها نجوم المنتخب السعودي لجماهيرهم يوم أمس على حساب المنتخب الكوري الشمالي 4-1 بحفاوة بالغة دفعت عشاق الأخضر للاحتفال طويلا، ابتهاجا بهذه العودة القوية لأحد أعمدة الكرة الآسيوية.
وبعد أحزان فقدان اللقب الخليجي التي تلتها خسارة مباراة المنتخب الصيني في الخطوة الأولى ضمن بطولة آسيا 2015، فضلا عن الحدث الجانبي المؤسف والمتمثل في مشاجرة نجمين من نجوم الأخضر، محمد السهلاوي ونايف هزازي، في معسكر الأخضر، جاء هذا الفوز ليغسل الأحداث السيئة ويعيد البسمة إلى شفاه الملايين من جماهير المنتخب السعودي في أرجاء الوطن، بعد أن كانت تتوجس من حصول نكسة أخرى في هذه البطولة قد تدفع المنتخب السعودي إلى الخروج نهائيا من دائرة المنافسات.
واضطر لاعبو المنتخب السعودي إلى الدخول من الباب الخلفي لمقر إقامتهم في ملبورن الأسترالية، لتجنب الحشد الهائل من المشجعين الذين كانوا في استقبالهم للاحتفال بالفوز العريض على كوريا الشمالية أمس ضمن تصفيات آسيا 2015.
وبعد المباراة التي كسبها الأخضر برباعية وأحيا من خلالها آمال التأهل إلى الدور الثاني من البطولة، توجهت الجماهير بعد المباراة مباشرة إلى مقر إقامة البعثة وأحيت احتفالات كبيرة بمشاركة مغتربين عرب من الكويت وسوريا وفلسطين والمغرب، لكن إرهاق اللاعبين منعهم من استكمال أفراحهم وفضلوا الذهاب مباشرة إلى غرف النوم.
ومن جانبه جدد الروماني أولاريو كوزمين مدرب المنتخب السعودي أنه يعمل مجانا ودون أي مقابل «من أجل أناس أحبهم في السعودية وكنت قد خيبت ظنهم في المباراة الماضية أمام الصين.. واليوم أسعدهم».
وقال الروماني بأنه يتعب ويسهر ويقضي جل وقته لتحقيق أحلام السعوديين الكبيرة في البطولة الآسيوية.
وتابع كوزمين في تصريحه الخاص لـ«الشرق الأوسط»: هناك من قال: إنني أتسلم مبالغ كبيرة من أجل تدريب المنتخب السعودي وهذا غير صحيح، لقد قبلت العمل مع الأخضر تقديرا لأناس تربطني بهم علاقة قوية وسأستمر بالتفكير والعمل من أجل هؤلاء الناس وهذا المنتخب.
وبين كوزمين أنه دخل اللقاء بتشكيلة مغايرة عن المباراة السابقة من خلال الاستعانة بـ3 لاعبين جدد ولكن عن قناعة تامة «مع وجود إصابة بسيطة لدى اللاعب ياسر الشهراني الذي لم يستطع اللعب في المباراة».
وأوضح كوزمين أن المنتخب طبق تكتيك الضغط على المنافس واستغلال الفرص بوجود المهاجمين «وهذا أعطى فرصا كبيرة للتسجيل، بالإضافة للرغبة الكبيرة من اللاعبين في انتزاع الفوز».
وختم بالقول: إذا استمروا (اللاعبين) بهذه الوتيرة فسيذهبون بعيدا في البطولة.
من جانبه قال رئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد بأن العمل في المنتخب السعودي «عمل جماعي وليس فرديا وهذا دفع الأخضر للتفوق في المباراة وأيضا في المباراة السابقة أمام الصين ولكن دون أن يقترن أمام الأخير بالنتيجة».
وأضاف أن المنتخب ظهر بشكل مميز واستطاع الفوز بنتيجة كبيرة «ذكرتنا بأمجاد الأخضر في البطولة، ولكن لن يكتمل المشهد إلا عندما يصل المنتخب إلى الأدوار النهائية وينافس على اللقب».
وشدد عيد على أن معسكر المنتخب «ورغم ما حدث أو محاولة البعض تضخيم الأمور الجانبية فإنه يعيش حالة من الاستقرار والتكاتف جعلته يتفوق على الظروف ويفوز على كوريا بهذه النتيجة».
وأكد عيد أن المنتخب سيلعب بنفس الروح والأداء أمام أوزباكستان «وبإذن الله سنتمكن من الفوز والتأهل».
وشدد على أن لاعبي الأخضر لا يفكرون في المكافآت المالية وقال: إن مكافأتهم هي الفوز وإسعاد الشعب السعودي، مبينا أن اتحاد الكرة سيصرف المكافآت حسب اللوائح الموجودة.
وكان لاعب المنتخب السعودي نواف العابد حقق جائزة أفضل لاعب في المباراة بعد مستواه المميز. وسلمت اللجنة العابد جائزة أفضل لاعب فور نهاية المباراة.
وأهدى العابد هدفه لزميلة المهاجم السابق في المنتخب السعودي ياسر القحطاني الذي تعرض مؤخرا لإصابة في الرباط الصليبي.
من جهته أكد مدافع المنتخب السعودي أسامة هوساوي استحقاق المنتخب للفوز الكبير والعريض على المنتخب الكوري.
وقال: «لن نبالغ في الفرح اليوم وغدا ننسى الأفراح ونستعد للمنتخب الأوزبكي من أجل التأهل للمرحلة المقبلة من الأدوار النهائية للبطولة». وأشار إلى أن البطولة الآن بدأت فعليا بالنسبة لهم «وهذا الفوز سيريحنا كثيرا وسيمنحنا دفعة معنوية للأمام».
وواصل: قدمنا الكثير، وعدنا للمباراة بعد أن خطف الكوريون هدف التقدم وهو الأمر الذي جعل ثقتنا في أنفسنا كبيرة».
وشدد مهاجم المنتخب السعودي محمد السهلاوي أنه ندب حظه كثيرا لعدم تسجيله هاتريك في لقاء كوريا أمس بعدما أضاع انفرادا بالمرمى وفرصة هدف محقق.
وقال السهلاوي لـ«الشرق الأوسط»: الحمد لله على كل حال، هناك فرصة لم أعرف كيف أضعتها ولكن قدر الله وما شاء فعل. وبين السهلاوي أن الفوز جاء نتيجة طبيعية للمستوى الذي قدمه الأخضر وإمكانيات اللاعبين «التي أتمنى أن تستمر في المباراة المقبلة».
وبين السهلاوي أن ما حدث بينه وبين نايف هزازي مجرد اختلاف «وهناك من أراد تضخيمه واليوم نثبت للجميع أننا على قلب رجل واحد ومصلحة المنتخب فوق كل شيء». ومن جانبه قال وليد عبد الله حارس الأخضر بأنه كان يريد إبعاد كرة الهدف الكوري ولكن الكرة ذهبت للاعب المتمركز على نقطة ضربة الجزاء واستطاع التسجيل منها.
وبين وليد أنهم كانوا يملكون الثقة التامة للتفوق على المنتخب الكوري وهذا ما جعلهم يعودون للقاء، مشيرا إلى أن الأهم هو الفوز والتأهل من خلال المباراة المقبلة أمام أوزبكستان.
وأضاف وليد أن المدرب قال لهم بين الشوطين «أنتم أفضل إمكانيات وعطاء والهدف لن يؤثر وعليكم الفوز حتى تثبتوا جدارتكم في المنافسة على اللقب».
من جهته أكد نايف هزازي أن المنتخب السعودي أظهر إمكانياته في لقاء كوريا وكانت الرباعية قابلة للزيادة، وهذا يؤكد أن لاعبي الأخضر عندما يوفقون لن يوقفهم أحد.
وبين أنه احتفل مع السهلاوي بعد هدفه ليوصل رسالة للجميع أنه لم يحدث بينهم شيء مسيء، وأن هناك من أراد اختلاق مشكلة هي بالنسبة لهم لا تعتبر مشكلة وأنهم على قلب رجل واحد في خدمة الوطن. وأضاف هزازي أنهم قادرون على التأهل عن المجموعة إذا لعبوا بنفس الأداء والروح في مباراتهم المقبلة.
وواصل حديثه: في الأخضر لا يوجد خصام بين طرف وآخر بل يوجد عمل وتكاتف من أجل سمعة الكرة السعودية.
من جهة ثانية قررت إدارة المنتخب إغلاق تدريبات الأخضر اليوم للفترة الصباحية مع فتح المجال للإعلام السعودي لتغطية جزء من التمارين.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».