الجيش المصري يعلن العثور على جثة ضابط الشرطة المختطف في شمال سيناء

مقتل 10 من «أنصار بيت المقدس» بينهم متورطون في هجوم «كرم القواديس»

الجيش المصري يعلن العثور على جثة ضابط الشرطة المختطف في شمال سيناء
TT

الجيش المصري يعلن العثور على جثة ضابط الشرطة المختطف في شمال سيناء

الجيش المصري يعلن العثور على جثة ضابط الشرطة المختطف في شمال سيناء

بعد ساعات من قرار النائب العام المصري بحظر النشر في واقعة اختطاف ضابط شرطة في شبه جزيرة سيناء، أعلن العميد محمد سمير المتحدث الرسمي باسم الجيش العثور على جثة الضابط المختطف مقتولا بمنطقة جنوب المقاطعة على الحدود مع غزة، بينما قالت مصادر أمنية إن 10 من تنظيم أنصار بيت المقدس قتلوا في مواجهات مع قوات الأمن أمس، بينهم عناصر شاركت في الهجوم على كمين «كرم القواديس»، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 30 ضابطا وجنديا، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وكان تنظيم أنصار بيت المقدس الذي يتمركز في سيناء قد أعلن مسؤوليته عن اختطاف النقيب أيمن الدسوقي. ولم يتضح ما إذا كان الخاطفون حاولوا التفاوض مع السلطات بشأن الضابط المختطف أم لا.
لكن اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمني، قال لـ«الشرق الأوسط» إن سلطات بلاده «لم ولن تتفاوض مع العناصر الخارجة على القانون والجماعات الإرهابية»، مؤكدا أن هذه هي السياسة المصرية المعتمدة في هذا الشأن.
ورغم الهجمات المتواصلة على عناصر الجيش والشرطة في سيناء وغيرها من المدن المصرية منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، لم تشهد البلاد أي حادث اختطاف لعناصر أمنية.
واختطف 7 جنود مصريين في مايو (أيار) عام 2013، إبان حكم مرسي، وأطلق سراح الجنود المخطوفين لاحقا. وقالت السلطات حينها إنه لم تجر مفاوضات مع خاطفيهم، لكن مصادر مطلعة قالت إن «قيادات متشددة هي من تولت التفاوض مع الخاطفين».
وتتركز الجماعات المتشددة التي تتخذ من سيناء مقرا لها في منطقة رفح والشيخ زويد، ويخوض الجيش حربا منذ منتصف عام 2012 ضد تلك الجماعات، لكن وتيرة تلك المواجهات تصاعدت أخيرا في أعقاب مقتل عشرات الجنود في هجوم على كمين للجيش بكرم القواديس في أكتوبر الماضي. وتشهد مدينة رفح عمليات إخلاء لسكان الشريط الحدودي منذ ذلك الحين للسيطرة على عمليات التهريب عبر الأنفاق بين مصر وغزة.
وشهدت منطقة رفح والشيخ زويد عمليات اختطاف لمدنيين يعتقد تعاونهم مع الجهات الأمنية، كما عثر خلال الشهور الماضية على جثث بعض المختطفين. وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسؤوليتها عن ذبح عدد منهم لـ«تعاونهم مع الأمن».
وقال المتحدث باسم الجيش إن قوات الجيش والشرطة تحاصر وتداهم مناطق يحتمل وجود عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس بها.
ونعت القوات المسلحة النقيب الدسوقي، وقال العميد سمير في بيان على موقعه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي إن «مثل هذه العمليات الجبانة التي تقوم بها فئة ضالة خرجت عن الجماعة الوطنية المصرية وانتهجت العنف والغدر واستحلت دماء المصريين لن تزيدنا إلا عزما وإصرارا على تطهير أرض الوطن من خفافيش الظلام».
كما نعته وزارة الداخلية، ووصفته بـ«شهيد الواجب الوطني، الذي طالته يد الخسة والغدر أثناء تأدية واجبه بشمال سيناء». مؤكدة أن «رجال الشرطة سيظلون على عهدهم دائما، أوفياء لوطنهم ولدماء الشهداء من أجل حماية الشعب وتحقيق أهدافه»، وأنها بالتعاون مع رجال القوات المسلحة سوف تقتص لشهداء الوطن.
وفي غضون ذلك، أعلنت مصادر أمنية بشمال سيناء، مقتل 10 عناصر من تنظيم أنصار بيت المقدس إثر اشتباكات بين قوات الأمن والعناصر «التكفيرية» برفح وجنوب الشيخ زويد.
وقالت المصادر الأمنية إن من بين العناصر التي وصفتها بـ«التكفيرية» التي تم قتلها فجر أمس، 5 أشخاص على الأقل من قيادات بيت المقدس المتورطين في حادث كرم القواديس بجنوب الشيخ زويد.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».