في وقت يواصل فيه المسؤولون الروس مشاوراتهم مع الحكومة السورية وبعض ممثلي المعارضة السورية استعدادا لإجراء مشاورات تمهد لمفاوضات سياسية، يسعى مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا إلى تحقيق تقدم في تجميد القتال في حلب كخطوة لبناء الثقة المعدومة بين الأطراف المقاتلة في سوريا. وفي إطار هذه الجهود يتوجه دي مستورا قريبا إلى دمشق ليلتقي بمسؤولين سوريين لمناقشة خطة تجميد القتال وآلية تنفيذها. ومن المرتقب أن يصطحبه معه في الزيارة نائبه رمزي عز الدين رمزي.
ونفت الناطقة باسم المبعوث الأممي الخاص جوليت توما ما وردته بعض وسائل الإعلام عن طلب الحكومة السورية من دي مستورا تأجيل زيارته. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الخبر الذي ورد في بعض وسائل الإعلام غير دقيق، فدي ميستورا ورمزي سيكونان في دمشق خلال الشهر الحالي»، موضحة أن «الهدف من الزيارة متابعة المحادثات التي بدأناها لوقف القتال في حلب والعمل على حل الأزمة».
ومن جانبه، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس عن إجراء محادثات بين ممثلين لنظام دمشق والمعارضة السورية في موسكو بين 26 و29 يناير (كانون الثاني) الحالي. وقال بوغدانوف حسب ما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي» الرسمية: «في السادس والعشرين تصل الوفود. في السابع والعشرين تجرى اتصالات بين ممثلي المعارضة، وفي الثامن والعشرين بين ممثلي المعارضة والنظام السوري. في التاسع والعشرين تختتم المحادثات ويغادر الجميع موسكو».
وأفادت توما أن مكتب مبعوث الأمم المتحدة حصل على دعوة من روسيا للمشاركة في المشاورات في وقت لاحق من هذا الشهر، مؤكدة أن «مكتب المبعوث الخاص سيكون له تمثيل في المشاورات»، لكنها امتنعت عن إعلان شخصية من سيحضر من فريق دي مستورا. وشددت توما على أن «المشاورات» التي اقترحتها موسكو بين الحكومة والمعارضة السورية، «مبادرة روسية بحتة»، وأن الأمم المتحدة لا تقوم بأي دور في إعدادها. لكن من المرتقب أن يحضر ممثل عن فريق دي ميستورا ضمن مبدأ تأييد المبعوث الأممي ل أي مشاورات أو مبادرات مطروحة لإنهاء الأزمة السورية بشكل سلمي. ومن المرتقب أن يعقد دي مستورا مؤتمرا صحافيا غدا في جنيف لتوضيح آخر مستجدات الإعداد لخطة تجميد القتال والعمل على إنهاء الأزمة السورية.
من ناحية أخرى، رأى نائب رئيس الائتلاف الوطني هشام مروة أن النظام يحاول تحقيق اختراقات لصالحه في خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا المتعلقة بوقف القتال في حلب، بعدما بدأ يشعر أنها لا تحقق كل ما يريد. وأوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس السوري بشار الأسد كان قد تلقى وثيقة تتضمن تفاصيل خطة دي مستورا والجدول الزمني لتحقيقها، ويبدو أنه ومن خلال تسريب تأجيل موعد لقائه بدي ميستورا أراد أن يبعث برسالة تقول «إن هناك تحفظات على الخطة».
وأكد مروة، أن المعارضة السورية المتمثلة بشكل أساسي بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، تنتظر الحصول على تفاصيل خطة وقف القتال في حلب لإعلان موقفها النهائي منها، مؤكدا في الوقت عينه، «نحن مع أي حل سياسي يستند على مؤتمر جنيف».
دي ميستورا يزور دمشق هذا الشهر
موسكو تعلن عن مفاوضات بين الحكومة والمعارضة السورية في 26 الشهر الحالي
دي ميستورا يزور دمشق هذا الشهر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة