الائتلاف السوري يدعو الاتحاد الأوروبي لإدراج نظام الأسد على قائمته للمنظمات الإرهابية

مؤشرات فشل لقاء موسكو تتزايد بعد إعلان معاذ الخطيب رفضه المشاركة

الائتلاف السوري يدعو الاتحاد الأوروبي لإدراج نظام الأسد على قائمته للمنظمات الإرهابية
TT

الائتلاف السوري يدعو الاتحاد الأوروبي لإدراج نظام الأسد على قائمته للمنظمات الإرهابية

الائتلاف السوري يدعو الاتحاد الأوروبي لإدراج نظام الأسد على قائمته للمنظمات الإرهابية

دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الاتحاد الأوروبي أمس إلى إدراج نظام الرئيس السوري بشار الأسد على قائمته للمنظمات الإرهابية، غداة دعوات صدرت في صحيفة «إندبندنت» البريطانية إلى «إنهاء الخصومة مع الأسد»، في حين تعززت المؤشرات بفشل الحوار المرتقب في موسكو بين المعارضة والنظام، مع إعلان الرئيس الأسبق للائتلاف أحمد معاذ الخطيب رفضه المشاركة في مؤتمر موسكو.
ووجه الناطق باسم الائتلاف سالم المسلط أمس دعوة للقمة الأوروبية لمكافحة الإرهاب المرتقبة التي ستعقد في 12 فبراير (شباط) المقبل لـ«وضع نظام الأسد على قائمة الأنظمة الإرهابية، والإسراع في لجم مخططاته وتخليص العالم من إجرامه، كونه يأتي على رأس الأنظمة المصنعة للإرهاب والمصدرة له».
وقال نائب رئيس الائتلاف هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الموقف «مدعوم من أعضاء الائتلاف على الرغم من عدم مناقشته بعد، لكنه يحظى بتأييد من جميع الأعضاء لأن النظام السوري، وبحسب تقارير حقوقية ودولية، ثبت أنه منظمة إرهابية متورطة بجرائم موثقة، بينها جرائم التطهير العرقي والتعذيب في السجون وقتل الشعب والقصف بالسلاح الكيماوي».
وأوضح أن ما صرح به المسلط «مؤكد عند المجتمع الدولي بأن الأسد متورط في جرائم حرب، وقد وثقت تلك الجرائم بقرارات أممية نتيجة تصرفات قام بها الأسد ونظامه»، مشيرا إلى أن «الإرهاب مكون أساسي من بنية النظام الذي يقتل شعبه، ويصفي خصومه». وقال: «نحن أمام حالة إرهاب جدية، من النظام و(داعش)»، مشددا على أن «المعارضة المعتدلة هي الوحيدة القادرة على أن تكافح الإرهاب، بدليل إنجازات حققتها في السابق، قبل أن يشح الدعم عنها، ما تسبب في تصاعد نفوذ (داعش)».
وقال سالم في تصريح رسمي له: «إن سجل نظام الأسد في الإشراف على تصنيع وبناء خلايا وتنظيمات إرهابية بكل طريقة ممكنة بات موثقا من خلال شبكات حقوقية عالمية، ومفضوحا في المحاكم الدولية، فإرهاب النظام على المستوى الخارجي يعتمد على تجنيد وتدريب المتطرفين عبر أجهزته الأمنية في معسكرات سرية على الأراضي السورية، في منطقتي اليعربية وعين الصاحب، وهي أمثلة من قائمة طويلة».
ووصف المسلط تجاهل العالم للدور الذي لعبه نظام الأسد في تصنيع تنظيم داعش الإرهابي وتنظيمات إرهابية أخرى، بأنه «ذو أبعاد كارثية»، كما جدد تأكيد الائتلاف الوطني «إدانته لجميع العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين الآمنين في أوطانهم، أو التي تسعى لإسكات الثائرين أو فرض آراء سياسية أو القضاء على حرية التعبير»، مؤكدا «تضامننا مع عوائل الضحايا لأي عدوان ووقوفنا معهم».
وجاءت دعوة المسلط غداة دعوة صحيفة «إندبندنت» البريطانية الغرب إلى إنهاء الصراع مع الأسد، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار بينه وبين قوات المعارضة المعتدلة بهدف حشد الطاقات لمحاربة المتشددين، مطالبة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وحلفائهم بالتراجع عن إسقاط الأسد، كما طالبت الأسد بالقبول بأنه لن يستعيد السيطرة على كامل الأراضي السورية.
واستغرب مروة دعوات مشابهة، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كانوا يتحدثون عن الأسد لمكافحة الإرهاب فهم مخطئون»، مؤكدا أن «ذاكرة المجتمع السياسي ليست قصيرة، وتعرف أن سوريا وضعت على لوائح العقوبات منذ عام 1985، بعد ارتكاب نظام الأسد الأب مجزرة حماه». ورأى أن «محاربة الإرهاب هي لعبة القذافي ولم ينجح بها، والآن يلعبها النظام السوري على الرغم من أنه رعى الإرهاب، بدليل أنه لم يضرب المنظمات الإرهابية لفترة طويلة قبل أن تتمدد في أنحاء سوريا».
وبينما تتصاعد الدعوات الروسية لحوار بين المعارضة والنظام في موسكو في 26 من الشهر الحالي، قالت مصادر المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» إن المؤشرات على فشل اللقاء «تتزايد»، مسندة إلى رفض فصائل المعارضة للمشاركة في الحوار، كان آخرهم الرئيس الأسبق للائتلاف أحمد معاذ الخطيب، ما يشكل ضربة أخرى لجهود روسيا لإيجاد حل للصراع السوري.
وقالت المصادر إن الخطيب «منذ البداية لا يقبل بخطة تعيد إنتاج الأسد رئيسا، وتكرس وجوده في السلطة، وهو ما دفعه إلى رفض المشاركة»، مشيرا إلى أن الطرف الروسي «لا يملك خطة إلا تنفيذ الهدن العسكرية، التي تساعد الأسد على التقاط أنفاسه».
وانضم وقف الخطيب إلى رفض الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة حضور الاجتماع، وقال إن الأعضاء الذين سيحضرونه سيطردون من الائتلاف.
وأعلن الخطيب، في بيان نشره في صفحته في موقع «فيس بوك»، أنه رفض دعوة للمشاركة في اجتماع بموسكو لمسؤولين من الحكومة السورية، قائلا: «قررنا الاعتذار عن المشاركة بصفة شخصية أو معنوية بسبب أن الظروف التي تعتقد بضرورة حصولها لإنجاح اللقاء لم تتوفر».
وأرسلت روسيا الحليف الرئيسي للأسد دعوات إلى شخصيات معارضة كبيرة داخل سوريا وخارجها للاجتماع مع ممثلين للحكومة السورية في أواخر يناير (كانون الثاني) الحالي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.