طيران التحالف يقصف لأول مرة مواقع لـ«داعش» في ريف الحسكة

اللجنة السورية لحقوق الإنسان: نحو 70 شخصا يقتلون يوميا.. ومليونين و800 ألف طفل حرموا من التعليم

صورة نشرها مركز الرقة الإعلامي تظهر أحد عناصر تنظيم داعش مسلحا بسكين ورشاش آلي ويأسر عشرات من جنود وضباط الجيش السوري، بعد معركة القاعدة الجوية بالرقة في أغسطس الماضي (أ.ف.ب)
صورة نشرها مركز الرقة الإعلامي تظهر أحد عناصر تنظيم داعش مسلحا بسكين ورشاش آلي ويأسر عشرات من جنود وضباط الجيش السوري، بعد معركة القاعدة الجوية بالرقة في أغسطس الماضي (أ.ف.ب)
TT

طيران التحالف يقصف لأول مرة مواقع لـ«داعش» في ريف الحسكة

صورة نشرها مركز الرقة الإعلامي تظهر أحد عناصر تنظيم داعش مسلحا بسكين ورشاش آلي ويأسر عشرات من جنود وضباط الجيش السوري، بعد معركة القاعدة الجوية بالرقة في أغسطس الماضي (أ.ف.ب)
صورة نشرها مركز الرقة الإعلامي تظهر أحد عناصر تنظيم داعش مسلحا بسكين ورشاش آلي ويأسر عشرات من جنود وضباط الجيش السوري، بعد معركة القاعدة الجوية بالرقة في أغسطس الماضي (أ.ف.ب)

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن 3 من مقاتلي تنظيم داعش قتلوا في سوريا في ثالث هجوم يتعرض له التنظيم في المنطقة خلال الأسبوع الماضي وأوائل الأسبوع الحالي.
وقع هذا الهجوم الأخير في بلدة البوليل بمحافظة دير الزور على مقربة من منطقة أفادت أنباء بأن شخصية كبيرة في قوة الشرطة الخاصة بتنظيم داعش قتلت فيها، يوم الثلاثاء الماضي. وقالت أنباء أخرى إن 3 على الأقل من أعضاء التنظيم اختطفوا يوم الأربعاء الماضي.
وقال المرصد، ومقره بريطانيا، الذي يتابع تطورات الحرب الأهلية في سوريا من خلال شبكة من النشطاء، إن «التقارير الأولية أوضحت أن 3 من مقاتلي (داعش) قتلوا. وحدد الهدف على أنه مكتب (داعش) في البوليل». وأضاف أن «القتل وقع بعد منتصف الليلة الماضية».
بدوره، سجّل «مكتب أخبار سوريا» قصف طائرات التحالف الإقليمي - الدولي أول من أمس الجمعة ولأول مرة مواقع تابعة لـ«داعش» في محيط بلدة تل حميس الخاضعة لسيطرته في الريف الجنوبي لمدينة القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا. ونقل المكتب عن الناشط المدني المعارض محمد العمر قوله إنها المرة الأولى التي تقصف فيها طائرات التحالف محيط تل حميس، فيما لم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى في صفوف التنظيم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات متقطعة دارت بعد بين كتائب المعارضة من جهة وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني و«لواء القدس الفلسطيني» ومقاتلي «حزب الله» من جهة أخرى في محيط قرية البريج وفي منطقة الميسات بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، كما في محيط بلدتي نبل والزهراء، وذلك بعدما كان مقاتلون موالون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد صدوا أول من أمس هجوما واسعا شنته «جبهة النصرة» ضد بلدتي نبل والزهراء ذات الأغلبية الشيعية في ريف حلب الشمالي، بعد تمكنها من دخول البلدتين للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية قبل نحو 4 أعوام.
في هذا الوقت، بدأت «جبهة النصرة» محاولة بسط سيطرتها على المناطق الخاضعة للمعارضة في ريف حماه الجنوبي متذرعة بما وصفته «القضاء على المفسدين». وأوضح «مكتب أخبار سوريا» أن الجبهة لا تمتلك مقرات عسكرية حاليا في ريف حماه الجنوبي، وإنما تعمل ليكون لها ذلك وتسعى لخلق قوى فاعلة على الأرض في جميع مناطق ريف حماه، لافتا إلى أنها تمتلك مقرات في بلدة الرستن التي تبعد نحو 10 كم فقط عن ريف حماه الجنوبي والذي يعد المنفذ الوحيد لتلبية الاحتياجات اليومية لعناصر الجبهة فيها.
من جهتها، تحدثت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن قضاء وحدات من الجيش والقوات المسلحة على العشرات من «متزعمي التنظيمات الإرهابية التكفيرية» خلال عمليات نفذتها بريف حمص. ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري تأكيده «سقوط عدد من أفراد التنظيمات الإرهابية التكفيرية قتلى بينهم متزعمون، وتدمير عدة أوكار وآليات لهم خلال عمليات للجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية في تلبيسة شمال مدينة حمص».
وعلى صعيد أخر, وثّقت اللجنة السورية لحقوق الإنسان مقتل 60 ألف شخص في سوريا في عام 2014، لافتة إلى أن العام الماضي هو العام الأكثر دموية منذ اندلاع «الانتفاضة الشعبية» في سوريا في عام 2011.
وقالت اللجنة، في تقرير نشرته يوم أمس السبت، إن القوات السورية قصفت المناطق السكنية بأكثر من 11 ألف برميل متفجر، مشيرة إلى أن نحو 70 شخصا يقتلون يوميا في سوريا «مع ملاحظة أن نظام الأسد زاد من كمية استخدامه للمواد السامة والمواد الكيماوية». وأشارت اللجنة إلى أن نحو مليونين و800 ألف طفل حرموا من حقهم في التعليم ويعيشون ظروفا يومية بائسة ومعقدة وغير صحية، مضيفة أن هناك «ثلاثة ملايين و242 ألف مهجر خلال عام 2014». ووصف التقرير العام المنصرم بأنه «الأكثر دموية منذ اندلاع الثورة في وجه نظام الأسد»، مشيرا إلى أن «تنظيم داعش قطع وقتل واعتقل ونكّل ومارس أبشع أنواع العقاب والصلب لكثيرين، وأنه ارتكب أبشع وأضخم مجزرة في يوم واحد حيث أعدم نحو 700 شخص».
وقال التقرير الحقوقي إن المنظمات الدولية وتقاريرها قدرت عدد المعتقلين والمفقودين بنحو 215 ألفا، لافتا إلى أن لديه 150 شهادة موثقة حول هذه النتائج.
وقال وليد سفور، رئيس اللجنة السورية لحقوق الإنسان، إن الأرقام الحقيقية للضحايا ربما تكون أكبر مما تم توثيقه، موضحا أن منظمته تواصلت مع نشطاء بالداخل والدول المجاورة. ولفت سفور إلى أن رقم الـ60 ألف قتيل يشمل ضحايا العمليات الحربية، سواء بين النظام والمعارضة أو بين فصائل المعارضة ذاتها، وأن قرابة 95 في المائة من إجمالي الضحايا سقطوا على يد النظام وبراميله المتفجرة. وأوضح سفور أن «الأسلوب الأكثر فتكا والذي أسقط أكبر عدد من القتلى بين صفوف المدنيين كان البراميل الحارقة والغازات السامة»، لافتا إلى أن تنظيم داعش استخدم «الأسلحة المتوسطة وتفنن في الذبح بالسكاكين وقطع الرؤوس والصلب والرجم والسحل بطرق بشعة».
ووثقت اللجنة السورية لحقوق الإنسان مقتل 19 صحافيا خلال عام 2014، منهم سبعة غير سوريين، ومقتل 51 ناشطا إعلاميا سوريا. وأوضحت أنه وفي ما يتعلق بعدد اللاجئين السوريين الذين سجلوا عام 2014 فقد بلغ قرابة ثلاثة ملايين و242 ألفا بزيادة مليون لاجئ عن العام الماضي.



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.