الجمعية العراقية للكاريكاتير تدين الهجوم على «شارلي إيبدو»

فنانوها: عملنا الأخطر والأكثر استفزازا للمتطرفين والجماعات الإرهابية

خضير الحميري و سلمان عبد و علي المندلاوي
خضير الحميري و سلمان عبد و علي المندلاوي
TT

الجمعية العراقية للكاريكاتير تدين الهجوم على «شارلي إيبدو»

خضير الحميري و سلمان عبد و علي المندلاوي
خضير الحميري و سلمان عبد و علي المندلاوي

وصف رسامون عراقيون مختصون بفن الكاريكاتير عملهم بأنه الأخطر في المشهد الإعلامي والأكثر تعرضا للتهديد من قبل السلطات والميليشيات والأحزاب المتشددة، وأن رسام الكاريكاتير ما زال كمن يتنقل في حقل من الألغام الموقوتة عندما يريد التعبير عن أفكاره، في حين أنهم لا يحملون من (الأسلحة) سوى أقلامهم وأفكارهم التي غدت مستفزة للمتطرفين وبوابة لاستهدافهم من دون غطاء قانوني يحميهم. وأكدوا في تصريحات لهم على خلفية الاستهداف الذي طال مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية من قبل عصابات إرهابية قبل أيام، إن التهديد لا يشمل رسام الكاريكاتير بمفرده، وإنما يطال كل المعنيين بحرية الرأي والفكر.
وسبق أن تعرض رسام الكاريكاتير العراقي محمد الربيعي إلى التهديد بتصفيته من قبل ميليشيات متشددة، بعد نشره رسما (بورتريه) لخامنئي في جريدة محلية تصدر في بغداد، وصل الأمر فيها إلى تفجير الجريدة التي يعمل فيها، مما جعله يغادر بغداد إلى أربيل لكنه توفي بعد وقت قصير بسبب الرعب والمرض.
الجمعية العراقية للكاريكاتير، (إحدى منظمات المجتمع المدني في العراق) أصدرت بياناً أكدت فيه أن «ما تعرضت إليه مجلة (شارلي إيبدو) الفرنسية الساخرة من عمل إرهابي سافر، كان من بين ضحاياه 4 من رسامي الكاريكاتير، يمثل هجوما وحشيا لا يمكن التستر عليه أو تبريره بأي شكل من الأشكال». وأضاف البيان: «رغم تحفظنا المسبق على أساليب التطاول والاستخفاف بالمعتقدات الدينية والثقافية وما ينتج عنها من احتقان وحساسيات، فإن رسامي الكاريكاتير والصحافيين لا يحملون من (الأسلحة) سوى أقلامهم وأفكارهم التي يمكن محاججتها والرد عليها بوسائل مسالمة».
يقول الفنان ورسام الكاريكاتير خضير الحميري في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لم يزل رسام الكاريكاتير هو رأس الحربة الانتقادي في الصحافة والإعلام، وهو الواجهة الأكثر تعرضا للتهديد والخطر خاصة وأنه بلا غطاء يبعد عنه الخطر والتهديد». وأكد أن «رسام الكاريكاتير العراقي يتنقل في حقل من الألغام الموقوتة في التعبير عن أفكاره التي يتناول فيها الأحداث المحلية والعالمية تحسبا من التفسيرات المجانية والأحادية لأفكاره الانتقادية، لأن نظرة الريبة والشك التي تحاصر رسام الكاريكاتير يطيب لها دائما تفسير أفكاره وتلميحاته من زاوية ضيقة تضع السخرية والتهكم في قفص الاتهام».
وختم قوله: «رسامو الكاريكاتير والصحافيون لا يحملون من (الأسلحة) سوى أقلامهم وأفكارهم التي يمكن محاججتها والرد عليها بوسائل مسالمة».
أما الفنان علي المندلاوي، فقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «يتعرض رسام الكاريكاتير في العراق مرتين للإرهاب، مرة لأنه يعيش في هذه المنطقة التي غدت الأكثر دموية بغداد ومرة ثانية نتيجة لتعرضه بالنقد والسخرية ليس فقط لشبكات الإرهاب الناشطة في العراق، وإنما للظواهر السلبية في أعمال الحكومة، والتي لا يمكن توقع رد أفعال وزرائها ونوابها الذين ينتمون إلى كتل وأحزاب لا يمكن التكهن بردود أفعال أعضائها، ولا مصادر نيرانها. وأضاف: «يمكن اعتبار المرحلة الحالية امتداداً لمرحلة سابقة كانت (القاعدة) وكثير من التنظيمات المسلحة تستبيح دماء العراقيين، وهو أيضا امتداد لعمل حكومات عراقية متتالية عجزت عن تقديم الأمن، ورسام الكاريكاتير العراقي أمامها لم يتوان عن توجيه سهام نقده الحاد في كل الاتجاهات، ولهذا فإن الخطر يحيق به من كل اتجاه». أما الفنان سلمان عبد، أحد رسامي الكاريكاتير المعروف بسخريته اللاذعة من كبار الساسة في البلاد، فقال: «في سنة 2009 أقمت معرضا في الهواء الطلق في مدينة كربلاء مستغلا الزيارات الدينية المعروفة للمدينة وللعدد الكبير من الناس، رسمت كل المسؤولين وفضحت فسادهم ومن بينهم شخصية المالكي وكان وقتها (رئيسا للوزراء) لكن لم يدم المعرض إلا ساعات قليلة، عندما داهمتني الشرطة واستولت على لوحاتي ولاحقوني حتى بيتي لاعتقالي لكن استطعت الفرار منهم».
وأضاف: «تعرضت أيضا لدعوى قضائية من قبل أحد المتنفذين بحجة الإساءة إلى (المرجعية الدينية) لكن الدعوى ردت، وتصلني بين الحين والآخر تهديدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من أشخاص مقربين، لكني لا أهتم لها».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.