العشائر العربية تتعاون مع البيشمركة في تحرير عدد من المناطق في نينوى

قائد كردي: أبناؤهم شاركوا قواتنا في المعارك الأخيرة لتطهير مناطقهم

العشائر العربية تتعاون مع البيشمركة في تحرير عدد من المناطق في نينوى
TT

العشائر العربية تتعاون مع البيشمركة في تحرير عدد من المناطق في نينوى

العشائر العربية تتعاون مع البيشمركة في تحرير عدد من المناطق في نينوى

شارك أبناء القبائل والعشائر العربية في الآونة الأخيرة مع قوات البيشمركة الكردية في عدد من المعارك في محاور مخمور وكوير وغرب دجلة لاستعادة السيطرة على مناطقهم التي استولى عليها تنظيم داعش في أغسطس (آب) من عام 2014 الماضي.
وقال سيروان بارزاني، قائد قوات البيشمركة في محوري مخمور وكوير، الذي يقود المعارك ضد تنظيم داعش بشكل مباشر منذ شهور في المحور، لـ«الشرق الأوسط»: إن «قوات البيشمركة تمكنت من إبعاد خطر داعش عن مدينة أربيل تماما، لدينا في هذا المحور 3 خطوط دفاعية، وهم بعيدون كل البعد من أربيل، قوات التحالف الدولي تواصل تقديم الدعم للبيشمركة، هناك غرفة عمليات مشتركة هنا، والتنسيق بيننا وبين التحالف أصبح الآن أكثر دقة وأكبر من قبل، كذلك هناك تنسيق مع الجيش العراقي فهم متواجدون معنا في المحور».
أما عن دور العشائر العربية في المعارك التي خاضتها البيشمركة ضد داعش في المحور، قال سيروان بارزاني «هناك تنسيق مع العشائر العربية في هذا المحور، وشاركوا مع قوات البيشمركة في المعارك الأخيرة التي خضناها ضد داعش، خاصة في معارك تحرير قرية تل الشعير وسلطان عبد الله في منطقة القيارة»، مؤكدا بالقول: «إذا اقتضت الحاجة بالتقدم في العمق باتجاه القيارة جنوب الموصل سنتقدم، بالتنسيق مع أبناء العشائر العربية في هذه المنطقة»، مشيرا في ذات الوقت إلى وجود تنسيق بين البيشمركة وقوات الحشد الشعبي من أبناء عشائر نينوى لتحرير الموصل، وقال: «هناك خطط جاهزة لتحرير كافة المناطق، لكن كما تعلمون مشاركة البيشمركة في عملية تحرير الموصل يحتاج إلى قرار سياسي، ولم يصدر هذا القرار بعد».
قبيلة الشمر واحدة من القبائل العربية التي تعاونت مع قوات البيشمركة منذ بدء العمليات العسكرية لتحرير مناطق سهل نينوى وغرب دجلة وشرقها، وكان لها دور بارز في عملية استعادة السيطرة على ناحية الربيعة الحدودية. وقال الشيخ عبد الله حميدي عجيل آلياور، شيخ قبيلة الشمر في لـ«الشرق الأوسط» بعد «سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل وأجزاء كبيرة من العراق في يونيو (حزيران) من العام الماضي، اتصلنا بالتحالف الدولي، واتصلنا بكافة الأطراف العراقية لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي، إلا أننا لم نتلق أي رد من هذه الأطراف العراقية في حينها، باستثناء رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، الذي رحب بالفكرة، وأكد على إمكانية العمل المشترك لمواجهة التنظيم، فعلاقاتنا مع الكرد علاقات قوية تمتد إلى أكثر من 100 سنة الماضية، وبعد أحداث سنجار وسيطرة داعش على أغلب مناطق محافظة نينوى، أصبح الأمر أكثر إلحاحا وأهمية»، مشيرا إلى أن «التحالف الدولي بدأ ينفذ غاراته، التي لها دور بارز في المعركة، لذا توصلنا إلى تنسيق بيننا وبين البيشمركة وقوات التحالف الدولي لقتال تنظيم داعش كل حسب طريقته».
ومضى آلياور بالقول: «شكلنا نحن أبناء قبيلة الشمر تحديدا مع الجانب الكردي وقوات التحالف الدولي غرفة عمليات خاصة لردع التنظيم واستعادة السيطرة على ناحية ربيعة غرب دجلة (إحدى مناطق قبيلة الشمر في العراق)، واتفقنا على تقاسم الأدوار من خلال عدة اجتماعات، وبعدها بدأ التحالف الدولي هجوما قويا على تنظيم داعش في ربيعة، وكان لأبناء القبيلة دور كبير في مقاتلة التنظيم المتطرف»، منبها إلى أن «أبناءنا في تلك المناطق لم يساندوا داعش ولم يوفروا له مكانا للاختباء، وكانوا عونا لنا في الهجوم، حيث شاركنا من خلال فريقين في الهجوم مع قوات البيشمركة والتحالف الدولي، وتقدمنا باتجاهين، وتمكنا أن نحرر ربيعة خلال ساعات».
وأضاف آلياور: «سوف نتعاون مع الحكومة الاتحادية وقوات البيشمركة، ونعمل على تطويع أبنائنا، لحماية مناطقهم لتنعم بالأمان، ونطمح بتحقيق هذا تحت أي مسمى بشرط أن تكون في إطار مؤسساتي لضمان حقوق المقاتلين، ونبحث عن أي دعم لتنفيذ هذا الهدف الذي سينيط حماية المناطق لأبنائها».
من جانبها أعلنت العشائر العربية الأخرى في المنطقة استعدادها للسيطرة على منطقة القيارة، وطرد مسلحي تنظيم داعش منها، وذلك بعد التقدم الذي أحرزته قوات البيشمركة في المنطقة.
وقال الشيخ فارس عبد الله الفارس رئيس عشيرة السبعاويين في محافظة نينوى، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» لقد: «تمكنا بالتنسيق مع قوات البيشمركة من استعادة السيطرة على قرية النعناعة وقرى دويزات العليا والسفلى، وتل الشعير وسلطان عبد الله جنوب الموصل، والأيام القليلة القادمة سنحرر قضاء القيارة بالكامل من داعش».
وكشف الفارس أن أبناء العشائر في المنطقة لم يتلقوا أي دعم عسكري من محافظة الموصل، إقليم كردستان هي الجهة الوحيدة التي قدمت لنا الدعم لحد الآن، وننتظر من الحكومة الاتحادية توفير الأسلحة والتجهيزات اللازمة لنا لنواصل التقدم وتحرير الموصل من تنظيم داعش.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».