النجيفي يدافع عن زيارته إلى واشنطن وبايدن يهاتف المالكي للمرة الثالثة

رئيس البرلمان: لم أذهب شاكيا بل قدمت حلولا لمشكلات العراق

النجيفي يدافع عن زيارته إلى واشنطن وبايدن يهاتف المالكي للمرة الثالثة
TT

النجيفي يدافع عن زيارته إلى واشنطن وبايدن يهاتف المالكي للمرة الثالثة

النجيفي يدافع عن زيارته إلى واشنطن وبايدن يهاتف المالكي للمرة الثالثة

دافع أسامة النجيفي، رئيس البرلمان العراقي، عن زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، معلنا أنه لم يذهب إلى هناك لتقديم «شكاوى»، ردا على اتهامات بهذا الشأن من قياديين في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقال النجيفي في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان، أمس، إن «ما قدمه للمسؤولين الأميركيين كان رؤى وحلولا للمشكلات»، مضيفا أن «زيارته كانت محط اهتمام مسؤولي الصف الأول من الإدارة الأميركية». وأضاف النجيفي «طرحنا كل الأمور في زيارتنا إلى واشنطن وأكدنا على معالجة المشكلات السياسية والتصدع الأمني الموجود في العراق». وتابع «نؤكد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية وسنرفع دعوى قضائية ضد أي دولة تدعم الإرهاب في البلاد».
وبشأن الأزمة التي يواجهها العراق حاليا في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» في محافظة الأنبار، قال النجيفي إنه «نقل رأيه للأميركيين بضرورة تزويدنا بالأسلحة لمكافحة الإرهاب وإعطاء الدور للعشائر في الأنبار وإعطاء المحافظات الصلاحيات وكل هذه الأشياء طرحت وقلنا، إن العراق قادر على الخروج من الأزمة». وأوضح النجيفي أن «عشائر الأنبار هزمت (القاعدة) في 2008 وكانت اللحمة مع الجيش حاضرة وساعدت على النصر، لكن كثرة الخلافات السياسية وعدم التوازن في الدولة أدى إلى تراجع هذا المنهج وعدم إعطاء الحكومة الرواتب للصحوات سبب لهم إحباطا ولم تبق صحوات حقيقية في الأنبار وإذا وضعنا الحلول فإن (القاعدة) ستهزم وهذا الأمر يحتاج إلى لحمة وتعاون الحكومة المركزية مع الأنبار».
وبخصوص خلافاته مع المالكي، قال النجيفي «لا خلاف شخصيا لدي مع المالكي، لكني أختلف معه في بعض السياسات»، مشيرا في الوقت نفسه أن «لقائي برئيس مجلس الوزراء نوري المالكي ممكن».
على صعيد متصل أشادت كتلة «متحدون»، التي يتزعمها النجيفي، بزيارة رئيسها إلى الولايات المتحدة. وقالت الكتلة في بيان لها، إن «ائتلاف متحدون للإصلاح عقد اجتماعا مهما برئاسة أسامة النجيفي رئيس الائتلاف تناول فيه نتائج الزيارة المهمة والناجحة للولايات المتحدة الأميركية». وأوضح البيان أن النجيفي «قدم شرحا تفصيليا للنتائج التي تمخضت عنها الزيارة وأهم النقاط والأوراق التي بحثها مع الرئيس الأميركي ونائبه ووزير الخارجية والدفاع ورئيس هيئة الأركان، فضلا عن لقائه بالجالية العراقية، والمحاضرة التي ألقاها في معهد بروكنغز والكثير من اللقاءات الصحافية والتلفزيونية التي أجراها مع الإعلام الأميركي والإعلام العربي والمحلي».
وأشار البيان إلى أن «الشأن العراقي بتفاصيله الكاملة كان محور بحث بما يتفق مع الثوابت الوطنية». ولفت البيان إلى أن «المجتمعين ثمنوا الزيارة، وقرروا تشكيل وفود من الائتلاف للتواصل مع الكتل والكيانات السياسية لوضعهم في صورة النتائج المتمخضة عن الزيارة مع أهمية البحث عن مشتركات تؤهل الجميع للمضي قدما في إيجاد حلول وطنية للمشكلات العالقة ومعالجة الأزمات». وتابع البيان أن «الاجتماع تناول الوضع في محافظة الأنبار، وتم اتخاذ سلسلة من الإجراءات للتخفيف من معاناة المواطنين».
وفي هذا السياق أكد محمد الخالدي، مقرر البرلمان والقيادي في كتلة «متحدون»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك إساءة فهم مقصودة لزيارة النجيفي إلى الولايات المتحدة لا سيما مع الاهتمام الذي أولته الإدارة الأميركية لهذه الزيارة وهو ما أثار حفيظة البعض دون سبب منطقي». وأضاف الخالدي أن «نتائج الزيارة مثلما شرحها النجيفي والنتائج التي تمخضت عنها ستصب في مصلحة الشعب العراقي ومؤسساته الدستورية، وفي مقدمتها البرلمان، لأن الزيارة رسمية وبالصفة الرسمية التي يحملها النجيفي وهو رئيس البرلمان»، مبينا أن «الإدارة الأميركية استمعت إلى النجيفي جيدا وأبلغته موقفها الواضح في دعم العراق في مواجهة الإرهاب طبقا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين».
من ناحية ثانية، أكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن استمرار بلاده في دعم العراق في معركته ضد تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار وذلك خلال اتصال هاتفي مع المالكي، هو الثالث منذ بدء الأزمة. وقال البيت الأبيض في بيان صحافي أمس إن «بايدن رحب بالجهود التي تبذلها الحكومة بدمج القوات العشائرية التي تقاتل (القاعدة) مع القوات الأمنية العراقية وإعطاء التعويضات للذين يقتلون أو يجرحون أثناء قتالهم للمسلحين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.