أحكام بالسجن على أردنيين أدينا بالتسلل إلى سوريا

«أمن الدولة» اتهمتهما بالالتحاق بالمقاتلين ضد النظام

أحكام بالسجن على أردنيين أدينا بالتسلل إلى سوريا
TT

أحكام بالسجن على أردنيين أدينا بالتسلل إلى سوريا

أحكام بالسجن على أردنيين أدينا بالتسلل إلى سوريا

قضت محكمة أمن الدولة بهيئتها المدنية برئاسة القاضي أحمد القطارنة وعضوية القاضيين أحمد العمري ومخلد الرقاد بحبس متهمين اثنين في قضيتين بالتسلل إلى سوريا والالتحاق بالمقاتلين ضد النظام السوري.
وفي التفاصيل؛ قضت المحكمة على معتصم الخطيب، المتهم بالتسلل إلى سوريا عن طريق تركيا بالحبس خمس سنوات.
وقال موسى العبد لات، وكيل الدفاع عن المتهم محامي التنظيمات الإسلامية، إن المحكمة أدانت موكله بتهمة التسلل إلى سوريا عبر تركيا والتحاقه بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وأشار إلى أن «موكله عمل بقسم الإعلام في (حلب نيوز) وعاد عبر مطار الملكة علياء الدولي وألقي القبض عليه في المطار».
وأضاف العبد لات في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن «هيئة المحكمة لم تخفف الحكم على موكله وباتت الوجه الآخر للمحكمة العسكرية».
وفي سياق متصل، قضت المحكمة بحبس المتهم (م.ز) سنتين ونصف السنة مع الأشغال الشاقة في قضية «القيام بأعمال لم تجزها الحكومة من شأنها تعريض المملكة ومواطنيها لخطر أعمال انتقامية تقع عليهم وعلى أموالهم».
ووفقا لهيئة المحكمة فإنه ثبت لها أن «المحكوم عليه كان تسلل إلى سوريا بطريقة غير مشروعة بقصد الالتحاق بالمقاتلين هناك، وعند وصوله مكث خمسة أيام وبعدها قرر العودة إلى الأردن متسللا عبر الحدود وجرى إلقاء القبض عليه».
من جهة أخرى، رفعت الهيئة المدنية لدى محكمة أمن الدولة خلال جلسة عقدتها أمس جلسة استكمال النظر بقضية متهم فيها سوريان إلى العاشر من الشهر المقبل للاستماع إلى بينة الدفاع التي سيقدمها وكيل المتهمين.
واستمعت هيئة المحكمة، أمس، برئاسة القاضي المدني سالم القلاب وعضوية القاضيين المدنيين الدكتور خالد الكواليت وبلال البخيت، إلى شاهد نيابة عامة من مرتبات الأمن العسكري كان حرر ضبط المتهمين عند إلقاء القبض عليهما من قبل قوات حرس الحدود إذ «أكد ما ورد بالضبط».
وبحسب نيابة أمن الدولة، فإن المتهمين كانا ينويان إدخال 28 قطعة سلاح أوتوماتيكي نوع بومب أكشن إلى الأردن و26 قطعة سلاح «غير مكترثين لما لهذه الأفعال من أضرار على أمن المجتمع واستقراره».
ووجهت لهما تهمة تصدير أسلحة نارية وذخائر دون ترخيص، خلافا لأحكام المادة (11) من قانون الأسلحة النارية والذخائر، وتهمة التسلل إلى أراضي المملكة بطريقة غير مشروعة خلافا لأحكام المادة (153) لقانون العقوبات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.