الثلوج توقف المعارك في القلمون ومقتل 5 من عناصر حزب الله اللبناني

قذائف هاون على دمشق بالتزامن مع زيارة الأسد لأحد المساجد

الثلوج توقف المعارك في القلمون  ومقتل 5 من عناصر حزب الله اللبناني
TT

الثلوج توقف المعارك في القلمون ومقتل 5 من عناصر حزب الله اللبناني

الثلوج توقف المعارك في القلمون  ومقتل 5 من عناصر حزب الله اللبناني

أكدت مصادر سورية ميدانية في القلمون السورية أمس، أن المعارك العسكرية في القلمون «هدأت بعد ظهر اليوم (أمس)» بين عناصر حزب الله والقوات الحكومية السورية من جهة، ومقاتلي «جبهة النصرة» من ناحية ثانية «من غير أن يتمكن أحد الطرفين من السيطرة على مرتفعي المسروب وجب اليابس المتاخمين لبلدة فليطا الحدودية مع لبنان»، وذلك بفعل «العواصف الثلجية التي ضربت المنطقة بعد ظهر أمس»، مشيرة إلى وقوع قصف مدفعي متقطع في ظل غياب تام لسلاح الجو.
بموازاة ذلك، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 105 حوادث وفاة بسبب التعذيب داخل مراكز الاحتجاز النظامية وغير النظامية، في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في حين تواصل قصف أحياء في دمشق بقذائف الهاون بالتزامن مع مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في الاحتفال الديني بعيد المولد النبوي الشريف في جامع الأفرم بدمشق، ويقع في حي المهاجرين، وهو مسجد من العهد المملوكي قريب من القصر الرئاسي.
وأكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن الثلوج والجو العاصف: «أوقفا تحركات المسلحين من الطرفين في القلمون»، مشيرة إلى أن وتيرة القصف «هدأت تماما عصر اليوم (أمس) بعدما شهدت صباحا قصفا متقطعا من كلا الطرفين». وقالت: إن التلتين «لم يسيطر أحد الطرفين عليهما، إذ بقيتا مسرحا للقصف المدفعي، في ظل غياب تام لسلاح الجو السوري النظامي».
وكانت «جبهة النصرة» وهي فرع تنظيم «القاعدة» في بلاد الشام، شنت هجوما ليل الجمعة – السبت على موقعين لحزب الله قرب بلدة فليطا في القلمون، التي تبعد 5 كيلومترات عن تلال عرسال اللبنانية، أسفر عن سيطرتها على الموقعين، بعد مقتل 3 عناصر من حزب الله أعلنت مواقع مقربة منه عن أسمائهم، ومقتل 4 عناصر من القوات الحكومية السورية.
وقال ناشطون إنه إثر ذلك الهجوم: «شن حزب الله والقوات النظامية السورية هجوما مضادا لاستعادة السيطرة على الموقعين، من غير أن يسفر عن تقدمهم»، وأكدوا أن الموقعين تعرضا «لقصف مدفعي عنيف من الطرفين».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بارتفاع عدد خسائر النظام وحزب الله إلى 12 شخصا، موضحا أن 5 من عناصر حزب الله اللبناني قتلوا، بالإضافة إلى 7 من عناصر قوات النظام في جرود فليطة بالقلمون، مشيرا إلى «معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف جبهة النصرة»، لافتا إلى أن قوات النظام جددت قصفها لمناطق في جرود القلمون.
ويعد ذلك الهجوم أول خرق جدي لمناطق نفوذ حزب الله في القلمون، بعد الهجوم الذي شنته «النصرة» على مواقع الحزب داخل الأراضي اللبنانية في جرود بريتال في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأعلنت «جبهة النصرة» في بيان نشرته في موقعها الرسمي في «تويتر» أمس، أن هذا «العمل النوعي» الذي نفذه عناصر «النصرة»، جاء بعد رصد دام 15 يوما لموقعي «المسروب» و«جب اليابس»، وتبين أنه يُدار من عناصر حزب الله، مشيرة إلى «تضافر الجهود قبل الهجوم عليهما». وفي المقابل، أفادت قناة «المنار» التابعة لحزب الله، بسقوط 6 قتلى و17 جريحا من «جبهة النصرة» إثر استهداف الجيش السوري اجتماعا لهم عند معبر مرطبيا شرق عرسال.
في غضون ذلك، تواصل القصف على مواقع في ريف دمشق، إذ أفاد ناشطون بتعرض حرستا ودوما ومناطق في الزبداني لقصف مدفعي من القوات النظامية، فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني وعناصر حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، في حي جوبر، ما أدى لإعطاب 3 آليات لقوات النظام وخسائر بشرية في صفوفها. كما تجددت المعارك في محيط مدينة معضمية الشام بالغوطة الغربية، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في بلدة الطيبة بريف دمشق الغربي.
وفي المقابل، تجدد القصف على مدينة دمشق بقذائف الهاون، إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بإصابة أكثر 5 مواطنين بينهم 3 مواطنات بجروح جراء سقوط عدة قذائف على أماكن بالقرب من منطقة القصاع، فيما أكدت الوكالة الرسمية السورية للأنباء (سانا) بإصابة 9 مواطنين بجروح جراء اعتداء بقذائف هاون على حي القصاع السكني بدمشق. ويقع القصاع غرب حي جوبر. ويأتي الهجوم بعد يومين على استهداف منطقتي البرامكة وساروجة بقذيفتي هاون ما أدى إلى وقوع أضرار مادية.
إلى ذلك، قتل رجل وسقط عدد من الجرحى جراء سقوط قذيفة أطلقها مقاتلو لواء «شهداء بدر» بقيادة المدعو خالد الحياني، على منطقة في حي الخالدية بمدينة حلب، بحسب ما أفاد المرصد السوري، بموازاة تتواصل المعارك في جمعية الزهراء بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضم (جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام) من طرف، وقوات النظام مدعمة بكتائب البعث وعناصر من حزب الله اللبناني من طرف آخر، بالتزامن مع سقوط قذيفة على الأقل عل مناطق سيطرة قوات النظام في الحي.
وفي درعا جنوب البلاد، أفاد ناشطون بأن قوات النظام قصفت مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، كما تعرضت مناطق في الجهة الجنوبية والجهة الغربية لبلدة عتمان لقصف مدفعي، إضافة إلى قصف مناطق في بلدة الكرك الشرقي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.