العبادي ورئيس الوزراء الأسترالي يبحثان تعزيز التعاون العسكري

آبوت من بغداد: حرب العراق ضد «داعش» هي حرب العالم كله

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لدى استقباله نظيره الأسترالي توني آبوت أمس (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لدى استقباله نظيره الأسترالي توني آبوت أمس (رويترز)
TT

العبادي ورئيس الوزراء الأسترالي يبحثان تعزيز التعاون العسكري

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لدى استقباله نظيره الأسترالي توني آبوت أمس (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لدى استقباله نظيره الأسترالي توني آبوت أمس (رويترز)

أكد رئيس الوزراء الأسترالي توني آبوت أمس استعداد بلاده لدعم العراق عسكريا في حربه ضد تنظيم داعش وتلبية احتياجاته العسكرية.
وحسب بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فإن آبوت، الذي وصل في وقت سابق أمس إلى بغداد في زيارة غير معلنة، أبدى استعداد أستراليا لـ«تقديم كل أنواع الدعم للعراق وتسليح القوات العراقية وتسريع التدريب». ونقل البيان عن آبوت قوله للعبادي بأن «معركتكم هي معركة كل العالم». وأكد آبوت أن «أستراليا صديق جيد للعراق وشعبه، وطائراتنا تقوم بطلعات جوية ولدينا مستشارون، ونحن مستعدون لتلبية احتياجات القوات العراقية في مجالات التدريب والتسليح لدحر تنظيم (داعش) الذي لا يستهدف العراقيين فقط وإنما كل العالم».
بدوره، قال العبادي إن «القوات العراقية تمكنت وبتعاون أبناء المدن المحررة من تخليص تلك المدن من تنظيم (داعش)». وأضاف أن «الإجراءات والإصلاحات التي قامت بها الحكومة العراقية كان لها الدور في تعزيز الوحدة الوطنية». ودعا رئيس الوزراء العراقي أستراليا إلى «زيادة التسليح وتسريع التدريب وتوفير ما تحتاجه القوات العراقية من أجل حسم المعركة والقضاء على تنظيم (داعش)».
وتابع: «اليوم نحن في العراق ربما الدولة الوحيدة التي تحارب (داعش) على الأرض بقوات أمنية عسكرية عراقية (...) وحققنا انتصارات باهرة في هذا الإطار، ولن أستغرب أن يتم القضاء على داعش في فرصة جدا قريبة وخلال فترة قياسية»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
والتقى آبوت أيضا الرئيس العراقي فؤاد معصوم الذي قال خلال الاجتماع: «نثني على الدور الحيوي لأستراليا في دعم العراق في مجال المساعدات الإنسانية والجهد العسكري وهو يخوض حربه ضد الإرهاب». ونقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية قوله: إن «العلاقات المتنامية بين البلدين ستتعزز أكثر وسيحفظ العراقيون لأستراليا دورها الداعم والمساند، بما يجعل منها دولة حليفة سواء في القضاء على الديكتاتورية والحرب ضد الإرهاب أو في بناء وإعمار العراق».
من جانبه، عبر رئيس الوزراء الأسترالي عن تقدير «الشعب الأسترالي واهتمامه بالدور الكبير الذي يقوم به العراقيون في العمل من أجل القضاء على الإرهاب». وقال: إن «حرب العراق مع الإرهاب هي ليست حرب العراق فقط، وإنما حرب العالم كله ضد الخطر الإرهابي الذي يتهدد الجميع».
وتعد أستراليا جزءا من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وينفذ ضربات جوية منذ أشهر ضد مواقع التنظيم في العراق وسوريا المجاورة. وتقتصر مشاركة أستراليا على ضربات جوية في العراق، بينما تقوم واشنطن وحلفاء عرب بتوجيه ضربات ضد التنظيم في سوريا. وقامت دول منضوية في التحالف، بينها أستراليا، بنشر عدد من أفراد قواتها العسكرية للمساهمة في تدريب القوات الأمنية العراقية على استعادة المناطق التي فقدت السيطرة عليها لصالح التنظيم المتطرف.
وبعد انهيار الكثير من قطعات الجيش في وجه هجوم «داعش» في يونيو (حزيران) الماضي، لا سيما في الموصل كبرى مدن شمال البلاد، تمكنت القوات العراقية والكردية في الأسابيع الماضية من استعادة بعض الزخم، وشن عمليات هجومية لاستعادة بعض المناطق من التنظيم الذي ما زال يسيطر على مدن رئيسية في شمال البلاد وغربها. ويقاتل الكثير من الأجانب، بينهم أستراليون، في صفوف التنظيم المتطرف، ما يثير مخاوف دولهم من عودتهم إليها وتنفيذ عمليات فيها.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.