جماهير الإمارات تعلق أحلامها الآسيوية على «عموري»

أيقونة الوسط يأمل استثمار مهاراته لتحقيق منجز كروي في أستراليا

عمر عبد الرحمن
عمر عبد الرحمن
TT

جماهير الإمارات تعلق أحلامها الآسيوية على «عموري»

عمر عبد الرحمن
عمر عبد الرحمن

تعلق جماهير الأبيض الإماراتي آمالها على نجمها الشاب ذي الـ23 عاما عمر عبد الرحمن (عموري) لتحقيق منجز كروي في نهائيات آسيا 2015 المقرر أن تجري منافساتها بعد أيام قليلة على الأرض الأسترالية. وأصبح عموري علامة ساطعة في تاريخ كرة القدم الإماراتية وعاملا أساسيا في صنع انتصارات الفريق خلال السنوات القليلة الماضية.
وعلى الرغم من امتلاء صفوف المنتخب الإماراتي بالكثير من النجوم لموهوبين في مختلف المراكز، تبرز موهبة عموري بشكل لافت للنظر مما يجعل اللاعب هو الأمل الحقيقي لجماهير الكرة الإماراتية في بطولة كأس آسيا.
ومنذ المشاركات الأولى له مع فريق العين الإماراتي ومنتخبات الإمارات للناشئين فرض عموري نفسه كنجم للمستقبل، وبمرور الوقت أصبح القلب النابض للمنتخب الإماراتي، حيث يعلق عليه الفريق كثيرا من آماله في كل مشاركة بالبطولات المختلفة، خصوصا أن اللاعب لا يكتفي بدوره في الخط الهجومي وإنما يستخدم مهارته بشكل ذكي وفعال للتخلص من التكتلات الدفاعية وصناعة الأهداف لنفسه ولزملائه مما يجعله العقل المحرك للفريق داخل المستطيل الأخضر.
وولد عموري في السعودية ولكنه انتقل من الرياض إلى الإمارات في سن مبكرة ليبدأ سطوعه في سماء الكرة الإماراتية. وكان عموري دون السادسة عشرة من عمره عندما انضم إلى فريق العين في عام 2007، ولكنه لم يترك الفريق منذ ذلك الوقت رغم العروض المغرية التي تقدم إليه.
وكانت المرة الوحيدة التي فكر فيها عموري في الرحيل عن العين عندما تلقى عرضا من مانشستر سيتي الإنجليزي في أغسطس (آب) 2012 وانتقل اللاعب بالفعل للاختبار في صفوف الفريق وخاض معه أكثر من مباراة ودية ونال إعجاب مسؤولي النادي والجهاز الفني، ولكن مشكلة تصريح العمل حالت دون استكمال التجربة وخوض عالم الاحتراف الأوروبي.
لكن هذا لم يؤثر على اللاعب سلبيا وإنما منحه دفعة هائلة لمواصلة التألق في صفوف العين ومع المنتخب الإماراتي الأبيض.
وقبل هذا بعامين كان عموري قد توج مع المنتخب الإماراتي بلقب كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية (تحت 23 عاما) في 2010 كما فاز مع المنتخب الأولمبية بالميدالية الفضية لدورة الألعاب الآسيوية في نفس العام.
ولعب عموري دورا بارزا في تأهل المنتخب الأولمبي الإماراتي إلى دورة الألعاب الأولمبية عام 2012 بلندن وقدم مع الفريق عروضا رائعة في الدورة الأولمبية قبل أن يتوج جهوده مع الفريق في نهاية نفس العام ومطلع عام 2013 بلقب بطولة كأس الخليج الحادية والعشرين (خليجي 21) في البحرين.
وكان كل هذا متزامنا مع فوزه بالكثير من الألقاب مع فريق العين على مدار السنوات الماضية، إضافة إلى فوزه بالكثير من الألقاب والجوائز الشخصية. ويدرك عموري جيدا أن الفرصة الحقيقية لشق طريقه إلى عالم الاحتراف الأوروبي ستأتيه من بوابة الكأس الآسيوية في أستراليا.
وعلى الرغم من رغبته في قيادة الأبيض لإنجاز في البطولة القارية، يحلم عموري أيضا بجذب أنظار الأندية الكبيرة من خلال المستوى الذي يظهر به في هذه البطولة التي تمثل بالنسبة له الفرصة الذهبية في هذه السن المبكرة وأمام أبرز منتخبات القارة.
يذكر أن الجيل الحالي في المنتخب الإماراتي لم يحقق ما يليق به ويتناسب مع إمكانيات لاعبيه وقدرات وإخلاص مديره الفني الوطني مهدي علي، وهو ما يسعى الفريق إلى تغييره في بطولة كأس آسيا.
ويتمتع الجيل الحالي لكرة القدم الإماراتية بوجود الكثير من المواهب الفذة في صفوفه وفي مختلف خطوط الفريق، وخصوصا في الوسط والهجوم مما يجعل الفريق مرشحا دائما للمنافسة بقوة على اللقب في مختلف البطولات التي يخوضها.
ويخوض المنتخب الإماراتي (الأبيض) فعاليات البطولة الآسيوية بطموحات كبيرة وتوقعات هائلة في ظل الخبرة التي اكتسبها اللاعبون على مدار السنوات القليلة الماضية التي تجعل فرصهم أفضل في المنافسة عن مشاركتهم في النسخ السابقة من البطولة.
ولم يشارك المنتخب الإماراتي في النسخ الست الأولى من البطولة الآسيوية، ولكنه أصبح من الوجوه القليلة المنتظمة في البطولة بداية من النسخة السابعة التي أقيمت عام 1980 باستثناء غيابه عن نسخة عام 2000 بعدما عانده الحظ في التصفيات.
وعلى مدار المشاركات الثماني السابقة للفريق كان الإنجاز الأفضل للأبيض عندما استضافت بلاده البطولة في 1996، حيث بلغ الفريق المباراة النهائية للبطولة بقيادة مدربه الكرواتي توميسلاف إيفيتش ووصل الفريق إلى ركلات الترجيح بعد التعادل السلبي على مدار 120 دقيقة مع نظيره السعودي في أول نهائي عربي خالص للبطولة.
ولكن ركلات «الحظ» الترجيحية بددت آمال الأبيض في رفع الكأس الآسيوية للمرة الأولى ومنحت اللقب للأخضر السعودي للمرة الثالثة في تاريخه. وكانت هذه المباراة النهائية بمثابة خط النهاية للجيل الذهبي للكرة الإماراتية في التسعينات من القرن الماضي والذي بلغ نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا، كما بلغ المربع الذهبي في كأس آسيا 1992 واحتل المركز الرابع في البطولة.
وبخلاف هاتين البطولتين 1992 و1996 كانت المشاركة الإماراتية في البطولة الآسيوية متوسطة المستوى ولم يعبر الفريق الدور الأول للبطولة في النسخ الثلاث الماضية. ولكن الفرصة تبدو سانحة هذه المرة للمنافسة بقوة في النسخة الجديدة بأستراليا، لا سيما أن كثيرين يرون في الجيل الحالي عناصر أفضل من الجيل الذهبي الذي تألق في التسعينات، كما كان لنظام الاحتراف المطبق حاليا في الإمارات دوره البارز في التطور الكبير لمستوى الدوري الإماراتي من ناحية والأبيض من ناحية أخرى. وأسفرت هذه الطفرة عن فوز الأبيض بلقبيه الخليجيين في 2007 بالإمارات و2012 بالبحرين. وبات الحلم الجديد والتحدي الأهم الذي يخوضه الفريق هو المعترك الآسيوي، حيث يسعى الفريق الحالي إلى استعادة أمجاد بلاده الكروية على الساحة القارية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».