استبق الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف في إسطنبول، بإعلانه تأسيس تيار سياسي جديد يحمل اسم «مجموعة سوريا الوطن»، محددا في أول بياناته موقفه من أي مبادرات تدعو لحل سياسي للأزمة في سوريا.
وجاء الإعلان عن التيار في بيان حمل توقيعه أصدره على صفحته الخاصة في «فيس بوك»، واعتبر فيه أن التفاوض السياسي إحدى الوسائل لحقن الدماء وإيقاف الخراب، وأن من مقدماته إطلاق سراح المعتقلين، خصوصا النساء والأطفال، وذلك عشية التئام الهيئة العامة للائتلاف التي تبدأ اجتماعاتها اليوم، التي تمتد على مدى 3 أيام، وتناقش فيها الوضع الميداني والتقرير السياسي، إضافة إلى الملفات الداخلية، وتنتخب رئيسا جديدا للائتلاف، وهيئتين؛ رئاسية وأخرى سياسية، في آخر أيام الاجتماع.
وقال عضو اللجنة القانونية في الائتلاف الدكتور هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» إن الأولوية في هذا الاجتماع «تعود إلى البحث في القضايا السياسية، على حساب القضايا الإجرائية»، التي تتمثل في مناقشة النظام الأساسي أو النظام المالي وإقرارهما. وأوضح أن أهم ما سيبحث فيه الائتلاف «التوصل إلى موقف موحد حول خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، والحوار مع باقي فصائل المعارضة السورية، والمشاركة في مؤتمر موسكو» المزمع عقده في 26 يناير (كانون الثاني) الحالي في العاصمة الروسية. وفي ما يخص انتخاب رئيس للائتلاف، قال إن فكرة انتخابه «ستكون وفق قاعدة (من سيقود فريق الائتلاف في المرحلة السياسية الحالية؟)، وليس على سبيل إقصاء أي أحد خارج إطار المشاركة في العملية السياسية».
ويأتي موقف الائتلاف على ضوء مبادرة روسية لعقد مباحثات بين أطياف المعارضة السورية في العاصمة الروسية نهاية يناير الحالي، يمكن أن تفضي إلى حوار مباشر مع الحكومة السورية لإيجاد حل للأزمة.
وجدد مروة تأكيد الائتلاف على أن تكون مقررات مؤتمر جنيف «قاعدة أساسية للانطلاق في الحل السياسي»، مشيرا إلى أن المعارضة «لا تتخلى عن مبدأ تنحية (الرئيس السوري) بشار الأسد». وفي سياق متصل، حدد الخطيب موقفه من أي مبادرات تدعو لحل سياسي للأزمة في سوريا، قائلا: «تدعونا المأساة التي صبت على شعبنا، وسيول دمائه، وصرخات حرائرنا في السجون، وأنين المعذبين في معتقلات الموت، وآلام أهلنا في المخيمات والمهاجر، والإجلال لشهدائنا، والمساندة لشبابنا الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم لينال شعبنا حريته، ومواجهة الصمت الدولي عن قتل شعبنا».
وأشار في بيان أصدره أمس، باسم «مجموعة سوريا الوطن»، وحمل توقيعه، إلى أنه «لن يجتمع شمل سوريا ثانية أرضا وشعبا بوجود النظام ورأسه، لذا فلا حل من دون رحيل رأس النظام والمجموعة التي ساقت سوريا إلى المصير البائس الذي وصلته اليوم». وقال في البيان: «لا بد من إجراءات جدية لأية مؤتمرات ترعاها جهات داعمة للنظام، وأولها إلزامه بإيقاف القصف الوحشي لشعبنا، والذي يستهدف المشافي والمدارس والمدنيين والأماكن السكنية، مما هو من أكبر الجرائم في تاريخ الإنسانية».
واعتبر الخطيب أن بيان جنيف يشكل الأرضية لكل عملية سياسية تؤدي إلى وضع انتقالي لإنقاذ سوريا. ورأى أنه «لا يمكن أن تكون الجهات المولودة من رحم النظام ممثلة لثورة شعبنا العظيم». وأكد أن «استقلال القرار السياسي السوري، ووحدة بلادنا أرضا وشعبا، ونيل حريتنا، مطالب أساسية لا يمكن التفريط بها بحال».
إلى ذلك، تفتتح فعاليات الدورة الـ18 من اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف، بمناقشة الوضعين الميداني والسياسي؛ إذ تخصص اجتماعات اليوم الأول لتقديم التقرير الرئاسي وتقرير الأمانة العامة والتقرير المالي، ومناقشة أوضاع الجبهات (الشرقية، والشمالية، والغربية، والوسطى) في سوريا، ومناقشة أوضاع الجبهة الجنوبية وجبهة حمص، ومناقشة المبادئ الأساسية المقدمة في مؤتمر جنيف، وزيارة مصر، ومراسلات هيئة التنسيق الوطنية، والأوضاع السياسية في سوريا، بينها خطة دي ميستورا والتحركات الروسية واتفاقية دهوك. وتخصص مناقشات اليوم الثاني، للملفات الداخلية، بينها النظام الأساسي، والنظام المالي، ومناقشة وضع وحدة تنسيق الدعم، والاستماع إلى البرامج الانتخابية للمرشحين للانتخابات الرئاسة ومناقشتها. وبحسب جدول الأعمال، تخصص مداولات اليوم الثالث للاستحقاق الانتخابي، حيث تقام انتخابات الهيئة الرئاسية (رئيس+ 3 نواب+ أمين عام)، وانتخابات الهيئة السياسية واستكمال انتخابات الحكومة السورية المؤقتة.
تلقى 28 معارضا سوريا دعوة من روسيا لعقد اجتماع يتوقع له منتصف يناير (كانون الثاني) الحالي، بهدف التحضير لحوار محتمل مع النظام، كما أعلن مصدر في المعارضة السورية بالمنفى لوكالة الصحافة الفرنسية أمس.
وقال هذا المصدر: «هناك 28 معارضا تلقوا الدعوة للاجتماع المتوقع في موسكو».
وبين هؤلاء رئيس الائتلاف السوري المعارض في المنفى المدعوم من الدول الغربية هادي البحرة، والرئيسان السابقان للائتلاف معاذ الخطيب وعبد الباسط سيدا.
وتضم اللائحة أيضا أعضاء في معارضة الداخل الذين يوجدون في المناطق التي يسيطر عليها نظام الرئيس بشار الأسد، وبينهم حسن عبد العظيم، وعارف دليلة، وفاتح جاموس. ودعي أيضا قدري جميل، وهو نائب سابق لرئيس الوزراء السوري أقيل من منصبه عام 2013 ويقيم علاقات جيدة مع موسكو.
ولم يوضح المصدر ما إذا كان المعنيون قبلوا الدعوة.
الخطيب يستبق اجتماعات الائتلاف بإعلان تيار سياسي جديد
عضو في اللجنة القانونية للائتلاف: سنبحث الموقف في خطة دي ميستورا ومؤتمر موسكو

سكان حي صلاح الدين المنقسم بين النظام والمعارضة بمدينة حلب استعدوا لدخول السنة بالشموع وعلم الجيش الحر (رويترز)
الخطيب يستبق اجتماعات الائتلاف بإعلان تيار سياسي جديد

سكان حي صلاح الدين المنقسم بين النظام والمعارضة بمدينة حلب استعدوا لدخول السنة بالشموع وعلم الجيش الحر (رويترز)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة