لبنان لن يتجاوب مع مطالب «داعش».. وتشكيك في وساطة المصري

أهالي عرسال يرفضون احتلال التنظيم لبلدتهم بحجة «المنطقة الآمنة»

عرسال
عرسال
TT

لبنان لن يتجاوب مع مطالب «داعش».. وتشكيك في وساطة المصري

عرسال
عرسال

بدا واضحا بعد مرور يومين على نقل إمام وخطيب مسجد «أبو الأنوار» في مدينة طرابلس شمال لبنان، الشيخ وسام المصري، أن الدولة اللبنانية ليست بصدد التجاوب مع شروط «داعش» لتحرير العسكريين المختطفين أو الدخول بمفاوضات حولها بعد تشكيك معنيين بالملف بوساطة المصري، باعتبار أنه وحتى الساعة لم يصدر التنظيم أي توكيل له بالقضية.
واستهجنت مصادر وزارية شروط «داعش» التي نقلها المصري، معتبرة أنها تندرج في إطار المحاولات المتكررة لـ«ابتزاز» الدولة، وإذ أكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة ليست بصدد التجاوب معها، دعت للتعاطي بـ«الكثير من الدقة والحذر مع الوسطاء الذين يدخلون فجأة على خط المفاوضات».
واستبعد رئيس بلدية عرسال، علي الحجيري، أن يكون المصري قد زار حقيقة تنظيم «داعش» في جرود البلدة الحدودية الواقعة شرق البلاد، وأن تكون المطالب التي تلاها قد صدرت عن خاطفي العسكريين. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «قد يكون يخطط لشيء ما مع جماعات بالداخل».
وتناقل أهالي عرسال يوم أمس بيانا صادرا باسمهم يرفض السير بشروط «داعش»، وأبرزها «المطالبة بإنشاء منطقة آمنة مساحتها 660 كلم، ومن ضمنها بلدتنا عرسال، حيث سيتحول هذا المطلب إلى احتلال هذه البلدة التي ليس لها من معين سوى الله والدولة اللبنانية ممثلة بالجيش الوطني اللبناني».
ولفت البيان إلى أن «الأغلبية من أهالي عرسال يرفضون هذه المطالب جملة وتفصيلا، وهم لا يريدون عن الجيش بديلا، فهو وحده من يصون الأرض والكرامة»، وأكد أنه «إذا تمت الموافقة على هذه الشروط تحت أي ضغط وظرف فإننا سنتصدى لهؤلاء بما نملك، ولن نسمح لهم باحتلال أرضنا واستملاكها، وناشد الأهالي الدولة اللبنانية ممثلة بالحكومة تكثيف وجودها في البلدة لحفظ الأمن فيها وعدم السماح للتعدي على الكرامات من قبل هؤلاء المسلحين».
وكان المصري الذي قال إنه زار عناصر «داعش» في جرود عرسال يوم الثلاثاء الماضي، تحدث عن 3 شروط رئيسية للتنظيم لتحرير العسكريين المختطفين منذ أغسطس (آب) الماضي. أولها تأمين اللاجئين السوريين من اعتداءات «حزب الله»، من خلال إقامة منطقة منزوعة السلاح، تمتد من وادي حميد مرورا بجرد الطفيل وصولا إلى عرسال. كما اشترط إنشاء مستشفى متطور من أجل علاج المصابين والمرضى، بالإضافة إلى مستودع من الأدوية. وطالب «داعش» بإطلاق سراح جميع النساء المسلمات المعتقلات في لبنان لأسباب تتعلق بالملف السوري، وبالتحديد سجى الدليمي طليقة زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، وعلا العقيلي زوجة أبو علي الشيشاني أحد قادة «جبهة النصرة».
وظل أهالي العسكريين المختطفين ملتزمين الصمت والتكتم حيال مستجدات الملف، بعدما كانوا قد قطعوا وعدا لرئيس الحكومة تمام سلام بالتوقف عن إعطاء تصريحات إعلامية ووضع وسائل الإعلام بتفاصيل القضية حرصا على الوصول إلى خواتيم سعيدة.
وهم التقوا أمس وزير الصحة وائل أبو فاعور، الموكل من قبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بمتابعة الملف. وأشار الأهالي في مؤتمر صحافي بعد اللقاء إلى أنهم لمسوا «جدية» تحرك الحكومة، لافتين إلى أن أبو فاعور أكد لهم أن «الملف يسير على الطريق الصحيح». وقال الأهالي إنهم باتوا «على يقين بأن الكل موافق على المقايضة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.