تتكثّف الاجتماعات التمهيدية بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» بحيث بات اللقاء الذي سيجمع «الخصمين المسيحيين»، النائب ميشال عون وسمير جعجع «ليس بعيدا»، وفق ما أكّدت مصادر مطّلعة على المباحثات التي يقوم بها كل من أمين سرّ تكتّل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان، وملحم رياشي المستشار الإعلامي لجعجع، في دارة عون وحضوره في منطقة الرابية في المتن بجبل لبنان.
وأشارت المصادر في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ البحث لا يرتكز فقط على الانتخابات الرئاسية والاستحقاقات الدستورية بشكل عام، بل يشمل المواضيع التي تشكّل هواجس لدى الطرفين، إضافة إلى الملفات الوطنية والمسيحية، وتلك المتعلقة بالسيادة الوطنية والمالية العامة. وأكّدت المصادر أنّ هناك إصرارا من الطرفين على أن يكون الحوار منتجا وغير مشروط، لكن وفق قواعد المنطق والواقعية السياسية، لافتة إلى أن هناك اتفاقا ليكون أسلوب التعاطي وفق 3 نقاط أساسية هي: الشفافية والمصارحة، وتحسين آداب التخاطب، إضافة إلى فتح الملفات على مصراعيها في مختلف الملفات وعدم تحويل أي اختلاف إلى خلاف.
وعن المباحثات الرئاسية، أشارت المصادر إلى أنّه لغاية الآن، هناك تصلب من عون تجاه إصراره على المضي قدما في ترشيحه، مشيرة في الوقت عينه إلى أنّ «القوات» لم تطلب منه الانسحاب، بل تحاول مقاربة الموضوع انطلاقا من اقتراحات جعجع السابقة، ومنها التراجع عن مقاطعة جلسات الانتخاب والنزول إلى البرلمان وانتخاب رئيس بطريقة ديمقراطية، واستعداده للانسحاب لصالح مرشّح توافقي، وذلك بما يتلاءم مع «القناعات القواتية».
وفيما عقدت لغاية الآن 6 جلسات بين رياشي وكنعان بحضور عون، أكّدت المصادر أنّ موعد لقاء عون وجعجع ليس بعيدا، وأوضحت أنّ تحديده بانتظار أن تصل المباحثات إلى مرحلة متقدمة؛ لأن الهدف منه ليس «فلكلوريا» ولن يكون خاتمة للمحادثات بل دفعا لها، كما أنّه يرتبط كذلك بدواع أمنية.
وهو ما أكّده أيضا كنعان، وأوضح «أن موعد اللقاء لم يحدد بعد تقنيا، لأسباب لها علاقة بأمن الرجلين وببعض التفاصيل السياسية الأخرى، وأي كلام عن تحديد موعد اللقاء في الأسبوع الأول من العام الجديد هو كلام غير دقيق».
وفي الإطار نفسه أكّد كنعان في حديث إذاعي أن هناك قناة واحدة للاتصال بين عون وجعجع، كانت تعمل في شكل غير معلن منذ فترة، إلى أن حصل اتصال المعايدة بمناسبة «أعياد الميلاد» بين الرجلين.
وأكد كنعان «أن استحقاق رئاسة الجمهورية مطروح في شكل أساسي ويشكل المدخل الجدي لحل كل الأزمات انطلاقا من تجديد الشرعية بالنظام، ولتحقيق خرق ما بجدار التمديد إن على مستوى المجلس النيابي أو المؤسسات الأمنية وسواها».
وأشار إلى «أن التواصل الدائر يبحث في نقاط مبدئية تتعلق بالرؤية للرئاسة والموقع والدور المطلوب منها، وإمكان تصحيح الخلل ومن خلال أي آليات»، مشيرا إلى «أن التكتل والتيار يعدان الشراكة هي الأساس في بناء الدولة والمؤسسات في شكل سليم».
ورفضت المصادر المطلعة على المباحثات بين «القوات» و«التيار» ربطها بالحوار بين «حزب الله» و«المستقبل» الذي بدأ الأسبوع الماضي، انطلاقا من الكلام عن «حذر مسيحي» من هذا التقارب الذي قد ينعكس سلبا على التحالفات السياسية الحالية، وهو ما لفت إليه كنعان، قائلا: «المبادرات من قبلنا حصلت منذ فترة، وإذا ما كان من تزامن فهو ليس بالشيء السلبي. وقد كانت هناك مواقف إعلامية من عون وجعجع في شأن الاستحقاق الرئاسي، واليوم فالتواصل يهدف إلى الوصول إلى قواسم مشتركة».
من جهة أخرى، كان لافتا أمس الإعلان عن استقالة عضو المكتب السياسي في «حزب الله» غالب أبو زينب من مهامه في ملف الحوار المسيحي - الإسلامي.
لقاء «عون ـ جعجع» ليس بعيدا.. والمباحثات تتخطى «الرئاسة»
عون متمسك بترشحه.. واستقالة مسؤول الملف المسيحي في «حزب الله»
لقاء «عون ـ جعجع» ليس بعيدا.. والمباحثات تتخطى «الرئاسة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة