لغز «المتطرف» البريطاني الأبيض صاحب الوجه الطفولي

مراهق أوروبي انضم لـ«داعش» يثير الذعر بين أجهزة الأمن الغربية

جوناثان إدواردز المتطرف صاحب الوجه الطفولي بين اثنين من اليمن وخلفهم علم «داعش»
جوناثان إدواردز المتطرف صاحب الوجه الطفولي بين اثنين من اليمن وخلفهم علم «داعش»
TT

لغز «المتطرف» البريطاني الأبيض صاحب الوجه الطفولي

جوناثان إدواردز المتطرف صاحب الوجه الطفولي بين اثنين من اليمن وخلفهم علم «داعش»
جوناثان إدواردز المتطرف صاحب الوجه الطفولي بين اثنين من اليمن وخلفهم علم «داعش»

حمل شاب أبيض مشتبه في انتمائه لـ«داعش» لقب «الجهادي الأبيض». وظهر الشاب في صورة عبر موقع «تويتر»، بالأمس، حاملا بندقية أمام علم «داعش».
وبالأمس، عكف خبراء بمجال مكافحة الإرهاب على محاولة تحديد هوية المقاتل، في خضم تكهنات بأن الصورة ربما تكون مزيفة. وادعى بعض مستخدمي «تويتر» أنه بريطاني أو أسترالي، بينما أشارت تعليقات غير مؤكدة إلى أن هذا الجهادي الشاب يحمل اسم جوناثان إدواردز. ويبدو أن الصورة ظهرت للمرة الأولى عبر شبكة الإنترنت في مطلع ديسمبر (كانون الأول). وإذا ثبتت صحة الصورة، فإن تجنيد شاب أبيض يعد بمثابة انقلاب هائل بالنسبة للتنظيم الإرهابي.
في هذا الصدد، قال هاراس رفيق، مسؤول منظمة «كويليام» الفكرية المعنية بمكافحة الإرهاب، إن المنظمة تعكف على تفحص مدى صحة الصورة. وقال «لم أر هذه الصورة من قبل. كما أنه من الغريب أن الصورة أشارت لهذا الشاب باسم جوناثان إدواردز، بدلا من إطلاق اسم إسلامي عليه. ومع ذلك، لا يمكنني الجزم بزيفها». واستطرد موضحا أن «داعش» يملك برمجيات «معقدة للغاية» لتعديل وتحرير الصور على غرار تلك التي يستخدمها خبراء التأثيرات الخاصة في هوليوود. وتوحي تعليقات رواد «تويتر» بأن هذه الصورة جرى التلاعب فيها.
وأوضح مصدر آخر أنه ليست هناك معلومات عن رجال بيض اعتنقوا الإسلام في سوريا، علاوة على أن الصورة لم يتشارك فيها «داعش» أو «يبدي احتفاء بها». وأضاف المصدر «لو أن هذا الشاب يجلس هناك بالفعل سعيدا من دون غطاء على وجهه، لكنا رأينا هذه الصورة في إطار حملة دعائية أضخم». وقد صاحب الصورة تعليق يقول إن الشاب يدعى «جوناثان إدوارد»، وهو شاب انضم لـ«داعش» بعد فشله في الالتحاق بجامعة، دون ذكر البلد الذي جاء منه أو مزيد من التفاصيل. وبدأت أجهزة الأمن الغربية في دراسة الصورة لمعرفة إذا كانت مفبركة أم حقيقية، مع آراء تعتقد أن الشاب قد يكون أستراليا أو بريطانيا رغم عدم ورود أي بلاغات عن اختفاء شاب يحمل اسمه في كلا البلدين. ويقول الباحثون في مراكز مكافحة الإرهاب في الدول الغربية إن أغلبية المنضمين إلى تنظيم داعش من حملة الجنسيات الغربية تعود أصولهم إلى دول شرق أوسطية أو أفريقية، مما يجعل هذا الشاب الحالة الأولى لانضمام شاب أوروبي أبيض متحول إلى الإسلام إلى «داعش».
وتتخوف أجهزة الأمن أن تكون بروباغندا التنظيم المسلح سببا في انضمام الشاب إلى صفوف التنظيم، رغم الشكوك حول صحة الصورة نظرا لقدرة التنظيم على فبركة الصور لما يمتلكه من أدوات تكنولوجية متطورة في هذا الصدد. ويقول المشككون في صحة الصورة إنه في حال انضمام شاب أوروبي أبيض إلى التنظيم كان سيتحول إلى وسيلة لإذكاء بروباغندا الآلة الإعلامية في «داعش»، وهو الأمر الذي لم يحدث، أيضا ذكر اسمه «جوناثان إدوارد» دون أي كنية كما هو المعتاد في التنظيم الإرهابي أمر يثير الشك في صحة الصورة.



محللون: تركيا قد تكون شريكاً رئيسياً في ظل سعي أوروبا وأوكرانيا لإطار أمني جديد

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث بينما يستمع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة فبراير الماضي (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث بينما يستمع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة فبراير الماضي (رويترز)
TT

محللون: تركيا قد تكون شريكاً رئيسياً في ظل سعي أوروبا وأوكرانيا لإطار أمني جديد

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث بينما يستمع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة فبراير الماضي (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث بينما يستمع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة فبراير الماضي (رويترز)

يقول دبلوماسيون ومحللون إن تركيا برزت كشريك رئيسي محتمل في إعادة هيكلة الأمن الأوروبي في وقت تسعى فيه القارة جاهدة لتعزيز دفاعها والبحث عن ضمانات لأوكرانيا في أي اتفاق لوقف إطلاق النار يتم التوصل إليه بمساعٍ من الولايات المتحدة.

وتشعر الدول الأوروبية بالقلق من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، التي شكلت تحولاً جذرياً في سياسة واشنطن وأنهت عزلة روسيا مع ورود احتمال للتقارب أيضاً وزادت في المقابل الضغوط على كييف بعد مشادة غير مسبوقة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعرّضت العلاقات عبر الأطلسي للخطر.

ويقول محللون إن مساعي الأوروبيين للحفاظ على القدرات العسكرية لأوكرانيا والاتفاق على ضمانات أمنية بالتوازي مع تعزيز دفاعاتهم دون واشنطن أتاحا فرصة نادرة لتركيا لتعميق العلاقات مع أوروبا رغم خلافات مستمرة بشأن سيادة القانون ومشكلات بشأن الحقوق البحرية مع اليونان وقبرص ومحاولة أنقرة التي تراوح مكانها منذ فترة طويلة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال سنان أولجن، الدبلوماسي التركي السابق ومدير مركز الدراسات الاقتصادية والسياسات الخارجية: «الدول الأوروبية التي اعتقدت حتى اليوم أنها تتمتع برفاهية إقصاء تركيا ترى الآن أنها لم تعد قادرة على استبعادها»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك بعد محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة، أمس (الأربعاء)، إنه قدم «مقترحاً واضحاً لتركيا لتتحمل أكبر قدر ممكن من المسؤولية المشتركة» من أجل السلام في أوكرانيا والاستقرار الإقليمي.

وقال دبلوماسي أوروبي كبير إن تركيا لديها «وجهات نظر مهمة للغاية» بشأن ما هو مطلوب لتحقيق السلام في أوكرانيا.

وأضاف الدبلوماسي أن إردوغان نجح في تحقيق توازن في علاقته مع زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الحرب «لذلك من المنطقي أن يكون مشاركاً».

ولدى تركيا ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي. وبدأت في السنوات القليلة الماضية في إنتاج طائراتها ودباباتها وحاملات طائراتها كما تبيع طائرات مسيرة مسلحة لدول حول العالم بما في ذلك أوكرانيا. وبلغ إجمالي صادراتها من الصناعات الدفاعية 7.1 مليار دولار في 2024.

ويقول إردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان إن على أوروبا إشراك تركيا في إعادة هيكلة بنيتها الأمنية بطريقة «مستدامة ورادعة».

وقال مسؤول تركي، طلب عدم ذكر اسمه، إنه ليس هناك أي خطط واضحة حتى الآن بشأن هيكل أمني أوروبي جديد أو المساهمات المحتملة لتركيا فيه لكن هناك خطوات من شأنها أن تعزز التعاون.

وأكد مسؤول بوزارة الدفاع التركية أن أنقرة وأوروبا لديهما مصالح مشتركة، من بينها مكافحة الإرهاب والهجرة، وأن المشاركة التركية الكاملة في جهود الدفاع التي يتبناها الاتحاد الأوروبي أمر بالغ الأهمية لكي تصبح أوروبا لاعباً عالمياً. وأضاف أن تركيا جاهزة لفعل ما في وسعها للمساعدة في تشكيل الإطار الأمني الجديد.