ارتفاع عدد المتبرعين بالأعضاء في السعودية والخليج بنسبة 30 %

في أحدث إحصائية لمركز زراعة الأعضاء في المملكة

ارتفاع عدد المتبرعين بالأعضاء في السعودية والخليج بنسبة 30 %
TT

ارتفاع عدد المتبرعين بالأعضاء في السعودية والخليج بنسبة 30 %

ارتفاع عدد المتبرعين بالأعضاء في السعودية والخليج بنسبة 30 %

ارتفع عدد المتبرعين بالأعضاء في السعودية بنسبة تصل إلى 30 في المائة خلال العام الحالي 2014 مقارنة بعام 2013، حيث ارتفعت وفرة الأعضاء من قبل المتبرعين بالأعضاء بتوصية من ذويهم قبل التعرض للوفاة الدماغية أو بقرار من الأهل أنفسهم رغبة في كسب الأجر والمثوبة من هذا العمل الخيري، لكون الأعضاء البشرية التي يتم التبرع بها تسهم في إنقاذ حياة بشر آخرين من المحتاجين لبعض الأعضاء خصوصا مرضى الفشل الكلوي والكبد والقلب وغيرها من الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان.
كشف ذلك لـ«الشرق الأوسط» الدكتور فيصل شاهين، رئيس المركز السعودي لزراعة الأعضاء، الذي اعتبر هذا الرقم مشجعا جدا، ويؤكد أن هناك وعيا متزايدا بأهمية التبرع بالأعضاء كعمل خيري يعظم جزاؤه عند الله تعالى بكون العضو الذي يتم التبرع به يسهم في إنقاذ حياة آخر من المحتاجين لهذه الأعضاء. وبين أن وجود المتوفى دماغيا على الأجهزة دون داعي يكلف الدولة تقريبا أكثر من 90 مليون ريال في العام الواحد، وفي المقابل يحرم المرضى الآخرون من الأسرّة، وبالتالي يموتون.
وأجرى المركز السعودي لزراعة الأعضاء زراعة 13 عضوا لمرضى الفشل العضوي، وذلك بعد الحصول على موافقة ذوي 3 متوفين دماغيا داخل السعودية وخارجها للتبرع بأعضاء المتوفين لصالح مرضى الفشل العضوي خلال الأسبوعين الماضيين، حيث تعتبر هذه النسبة كبيرة مقارنة بما كان عليه الوضع قبل سنوات معدودة.
وتحصلت «الشرق الأوسط» على بيانات رسمية مجدولة من قبل المركز السعودي لزراعة الأعضاء، حيث كشفت البيانات أرقاما على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي وليس على مستوى المملكة فحسب. وبلغ عدد الحالات الموثقة للوفاة الدماغية 337 مقابل 304 حالات في العام الماضي. وكان عدد الحالات التي تمت مقابلتها 267، مقابل 243 حالة العام الماضي.. وكان الاستئصال الناجح 95 في المائة مقابل 77.67 في المائة العام الماضي. وبلغ مجموع زراعة الكلى في عدد من المجمعات والمدن الطبية والمستشفيات على مستوى المملكة 119 حالة مقابل 96.
أما حالات زراعة الكبد فبلغ عددها 32 مقابل 26 العام الماضي، فيما ارتفع عدد زراعة القلب الكامل إلى 30 هذا العام مقابل 21 العام الماضي، وبقي عدد الصمامات للقلب متعادلا تحت الرقم 19. فيما كان هناك انخفاض في زراعة الرئة من 3 إلى واحدة، كما كان هناك انخفاض في زراعة الرئتين من 28 إلى 18، وحالات الاستئصال من 18 إلى 10، كما وانخفضت زراعة القرنية من 16 إلى 13.
وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان، بلغت زراعة الكبد 67 مقابل 49.. في المقابل كان استئصال الكبد 72 مقابل 48، وحالات استئصال الكلية 127 مقابل 113. وأخيرا كان الارتفاع الأكبر في استئصال العظام حيث وصل إلى 111 حالة مقابل 20 العام الماضي.
وانطلقت قبل أسابيع في المنطقة الشرقية حملة لتنشيط التبرع بالأعضاء على مستوى المنطقة بعنوان «خلونا نحييها»، بتنظيم من جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء (إيثار) بالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالرياض وعدد من الجهات الحكومية والخاصة، حيث شملت الحملة محافظات الشرقية الكبرى وهي الخبر والدمام والأحساء والجبيل، وذلك بهدف توعية جميع شرائح المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء من الأحياء والمتوفين دماغيا لصالح المرضى الذين يعانون من الفشل العضوي سواء كان فشلا قلبيا، أو رئويا، أو كبديا، أو كلويا، وغيرها من الأعضاء التي تساعد المرضى وتحولهم من أشخاص عاجزين إلى أعضاء فاعلين في المجتمع، بالإضافة إلى توضيح النواحي الشرعية والاجتماعية والصحية والاقتصادية المتعلقة بالتبرع بالأعضاء لتشجيع المجتمع على دعم رسالة التبرع بالأعضاء، حيث انطلقت الحملة برعاية ومتابعة من قبل أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف.
وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء والمشرف العام على الحملة الدكتور عبد العزيز بن علي التركي أن الحملة تأتي لإرساء مبادئ الشريعة الإسلامية ومقاصدها السمحة في الحث على التبرع بالأعضاء، وتحقيق مصالح التبرع من خلال تعزيز القيم المجتمعية النبيلة، وكذلك لإحياء روح الإيثار بين أفراد المجتمع وتحفيزهم على رفع المعاناة عن بعضهم، وتنمية الحس الوطني المرتبط بالتبرع بالأعضاء لسد حاجة مرضى الفشل العضوي، بالإضافة إلى نشر ثقافة العمل الخيري التطوعي في مجال تنشيط التبرع بالأعضاء، وزيادة عدد الأعضاء التي يتم التبرع بها لصالح مرضى الفشل العضوي لتقليل قوائم الانتظار.
وأشار التركي إلى أن نسبة المتبرعين ما زالت متدنية في المملكة، فالفجوة كبيرة جدا بين عدد المحتاجين للزراعة وبين أعداد المتوفين دماغيا، والجمعية تسعى إلى تثقيف الأهالي بأهمية التبرع بالأعضاء والتواصل مع ذوي المتوفين دماغيا من خلال لجنة الشفاعة الحسنة بالجمعية، وذلك لزيادة أعداد المتبرعين ورفع نسبة التبرع بالأعضاء، خصوصا إذا علمنا أن كل متوفى دماغيا يمكنه أن ينقذ 9 أشخاص هم في أمس الحاجة إلى تلك الأعضاء مثل القلب الكبد والكلى والرئة والقرنية وغيرها من الأعضاء الأساسية، مؤكدا على أن الحملة فيها إحياء لروح التكافل بين أفراد المجتمع لحثهم على رفع المعاناة عن بعضهم، وذلك من خلال تكامل الدور بين المؤسسات المجتمعية في الحث على التبرع بالأعضاء، واستنهاض القيم والهمم الإسلامية والبشرية.
بينما قال رئيس لجنة الشفاعة الحسنة المهندس محمد الدبل إن اللجنة التابعة لجمعية «إيثار» تقوم بدور كبير في المجتمع من خلال إقناع ذوي المتوفين دماغيا للتبرع بالأعضاء، ويشرف على هذه اللجنة مجموعة من القضاة وأئمة المساجد ورجال الأعمال، مبينا أن الجمعية تسعى إلى غرس مفهوم التبرع من خلال الزيارات التي يقوم بها أعضاء الجمعية والمتعاونين معها للجهات الحكومية والوجود في المجمعات التجارية، وذلك للحث على التبرع، واستطاعت اللجنة خلال الفترة الماضية مقابلة ذوي 21 متوفى دماغيا للحث على التبرع، وحصلت على موافقة 9 منهم.
وأبدى نائب رئيس لجنة الشفاعة الحسنة بجمعية «إيثار»، الشيخ الدكتور محمد علي البيشي، أسفه من وقوف بعض أهالي المتوفى دماغيا عائقا في سبيل تحقيق الأجر للمتوفى خاصة إذا وقّع على البطاقة الخاصة بالتبرع، التي تكون رافدا للأجر له ولهم، مرجعا ذلك للغموض الذي يكتنف موضوع التبرع بالأعضاء، رغم صدور الفتوى من مجمع الفقه الإسلامي مجيزة للتبرع في حال الوفاة الدماغية، والتي تعد وفاة معتبرة شرعا.
وبين الدكتور البيشي أن عمليات الزراعة حققت نجاحا باهرا في مجال الطب الحديث، وأعطت أجسادا قتلها اليأس وأنهكتها كثرة الإنفاق وآلمها العذاب أملا جديدا وحياة كريمة، بل أزالت العبء الاجتماعي عن أسرهم، مؤكدا على أنه لا علاج لهؤلاء - بعد رحمة الله - إلا بالتبرع من أعضاء غيرهم سواء كانوا على قيد الحياة أو بعد الممات.
وعاد الدكتور فيصل شاهين ليؤكد أن الحملات التوعوية كان لها أثر إيجابي لتعزيز ثقافة أهمية التبرع بالأعضاء، متمنيا أن يشهد العام الجديد 2015 ارتفاعا إضافيا في عدد المتبرعين بالأعضاء خصوصا ممن بقي ذووهم طريحي الفراش لسنوات وهم في وفاة دماغية ويعيشون بعد قدرة الله على الأجهزة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.