مقتل ضابط وجندي مصريين في سيناء.. والجيش يتعهد باقتلاع «الإرهاب»

توقيف العشرات من عناصر «الإخوان» في القاهرة والمحافظات أثناء مظاهراتهم

دورية للجيش المصري في رفح على الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
دورية للجيش المصري في رفح على الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مقتل ضابط وجندي مصريين في سيناء.. والجيش يتعهد باقتلاع «الإرهاب»

دورية للجيش المصري في رفح على الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
دورية للجيش المصري في رفح على الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)

قتل ضابط وجندي مصريان، وأصيب جندي آخر من قوات الأمن في انفجار عبوة ناسفة استهدفت مركبة عسكرية على طريق في شمال سيناء، والتي تشهد اضطرابات أمنية منذ فترة، في حين تعهد بيان للقوات المسلحة المصرية باقتلاع «جذور الإرهاب»، في إشارة إلى استمرار الحملة الأمنية التي تشنها قوات مشتركة من الجيش والشرطة حاليا.
وكثفت جماعات مسلحة من هجماتها ضد عناصر الجيش والشرطة في سيناء، ومناطق أخرى في مصر، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، مطلع يوليو (تموز) العام الماضي. وذكر تقرير لجنة تقصي الحقائق في أحداث ما بعد 30 يونيو (حزيران) 2013، أن «عدد قتلى الجيش والشرطة والمدنيين في أحداث سيناء فقط بلغ 450، حتى يوليو 2014، بالإضافة إلى إتلاف وتدمير عدد من المنشآت والمعدات».
وعادة ما تتبنى جماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابية، والتي تعمل في سيناء، مسؤوليتها عن تلك الهجمات.
وأوضح مصدر أمني، أمس، أن ضابطا وجنديا قتلا، وأصيب جندي آخر من قوات الأمن في انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة أثناء سيرها الليلة جنوب مدينة العريش (شمال سيناء)، مشيرا إلى أن مسلحين زرعوا عبوة ناسفة خلف كمين المحاجر على طريق المطار جنوب العريش، فانفجرت العبوة أثناء مرور دورية مكونة من سيارتي هامر، مما أدى إلى مقتل ضابط وجندي وإصابة جندي آخر كانوا في إحدى السيارتين، بينما مرت السيارة الثانية دون إصابات.
كما انفجرت عبوة ناسفة أخرى في الطريق الدائري جنوب مدينة العريش لاستهداف مدرعتين لقوات الأمن أثناء مرورهما على الطريق، إلا أن العبوة انفجرت بعد مرور المدرعتين، ولم ينتج عن ذلك أي إصابات أو خسائر بشرية أو مادية. وأوضح المصدر أن قوات الأمن تقوم بتمشيط المنطقة والمناطق المحيطة بها بحثا عن أي متفجرات، وللوصول إلى المسلحين.
من جانبه، نعى العميد محمد سمير، المتحدث العسكري، القتيلين من أبناء القوات المسلحة من قوة قطاع شمال سيناء، وهما النقيب محمد أحمد شتا والمجند محمود ربيع عبد العزيز. وقال المتحدث، في بيان له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «تنعي القوات المسلحة ببالغ الحزن والأسى شهيدي الوطن من أبنائها الأبطال من قوة قطاع تأمين شمال سيناء الذين استشهدا أثناء أدائهما لواجبهما في تنفيذ دورية تأمين على طريق مطار العريش - بئر لحفن على أثر عملية إرهابية خسيسة بتفجير عبوة ناسفة في المركبة التي كانا يستقلانها، وهو ما أدى أيضا لإصابة الجندي أبانوب عديل رسالة محارب، وتم نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم».
وأضاف: «إذ تتقدم القوات المسلحة بخالص التعازي لأسرتي الشهيدين تؤكد أن مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة لن تزيد أبطالها إلا عزيمة وإصرارا على اقتلاع جذور العناصر الإرهابية الخسيسة من أرض مصر الطيبة المباركة».
وفي حادث منفصل، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصدر أمني بوزارة الداخلية قوله، إن مسلحين اثنين قتلا وأصيب 3 من أفراد الشرطة واثنان من المواطنين في تبادل لإطلاق النار بين دورية أمنية و3 مسلحين كانوا يستقلون سيارة في مدينة السلام في ضواحي القاهرة.
وأوضح المصدر، أن المسلحين من أخطر عناصر تنظيم بيت المقدس الإرهابي، مشيرا إلى أن قطاع الأمن الوطني كان يرصد منذ فترة تحركاتهم بعد اشتراكهم في تنفيذ الكثير من العمليات الإرهابية، من بينها واقعة قتل عميد بالقوات المسلحة وإصابة مجند بمنطقة جسر السويس خلال مظاهرات 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
من جهة أخرى، أوقفت قوات الأمن المصرية أمس العشرات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، خلال مظاهراتهم عقب صلاة الجمعة، الرافضة للسلطة الحالية، والمطالبة بعودة مرسي والإفراج كل المسجونين.
ونظم تحالف دعم الشرعية، الذي تقوده «الإخوان»، عدد من المظاهرات المحدودة أمس في بعض الأحياء بالقاهرة والمحافظات، في إطار ما يسمى جمعة «مكملين والله مولانا»، التي دعا إليها استعدادا لمظاهرات 25 يناير (كانون الثاني) المقبل. وقالت مصادر أمنية إنه تم ضبط 24 من عناصر تنظيم الإخوان مطلوب ضبطهم في قضايا إضرام النيران بالمنشآت الشرطية والعامة وقطع الطرق في إطار المتابعات الأمنية. كما تمكنت قوات الأمن بالمنيا من ضبط 8 متهمين مطلوب ضبطهم على ذمة قضية بشأن التعدي على قوات الأمن. وألقت أجهزة الأمن بمحافظة أسوان بالتعاون مع الأمن الوطني القبض على أحد العناصر الإخوانية النشطة بعد اتهامه بالتحريض والعنف ومناهضة نظام الحكم.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.