أحداث العام 2014: الجديد في علاج أمراض القلب هذا العام

علاج فعال للدهون وأجهزة استشعار لا سلكية تتعرف على قصور القلب

أحداث العام 2014: الجديد في علاج أمراض القلب هذا العام
TT

أحداث العام 2014: الجديد في علاج أمراض القلب هذا العام

أحداث العام 2014: الجديد في علاج أمراض القلب هذا العام

عرضت جامعة هارفارد لأهم الأحداث والنجاحات الطبية في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية
1. علاج فعال للدهون. توصل العلماء إلى دواء فعال ينجح في خفض الدهون الضارة (منخفضة الكثافة LDL cholesterol) المسببة لتصلب الشرايين إلى النصف، من خلال الحقن مرة أو مرتين كل شهر. ويعد هذا الدواء بمثابة نجاح كبير حيث إن المريض الذي يتناول أقراصا تعمل على خفض الدهون يضطر إلى أخذها يوميا، مرة واحدة على الأقل، إضافة إلى أن تلك الأقراص تؤثر بالسلب على الكبد. وما زالت التجارب الإكلينيكية على الدواء مستمرة لمعرفة إذا كان له دور في علاج الأزمات القلبية من عدمه.
2. استبدال صمام الشريان الأورطى من دون جراحة. تم التوصل إلى استبدال صمام الشريان الأورطى الذي يعاني من الضيق والتيبس عن طريق القسطرة القلبية. وهذه التقنية تجنب المريض مشقة عمل جراحة القلب المفتوح ومخاطرها. ومن المعروف أن إجراء القسطرة القلبية لا يستغرق أكثر من دقائق معدودة ويتم من خلال مخدر موضعي. والجدير بالذكر أن هذه التقنية تكون حلا مناسبا جدا للمرضى الذين يعانون من ضعف الصحة العامة ولا تكون الجراحة إجراء مناسبا لهم، كما أن النتائج كانت تقريبا على نفس النسبة من النجاح مقارنة بالجراحة.
3. علاج جديد لفشل عضلة القلب. تم التوصل لعقار فعال للمرضى الذين يعانون من فشل القلب في القيام بالوظائف المطلوبة منه بالشكل الكامل وهم مرضى مزمنون. والدواء الجديد يعمل على تحسين صحة المريض وخفض احتمالية الحجز بالمستشفيات أو المضاعفات الخطيرة بنسبة 20 في المائة. وكانت التجارب من النجاح بشكل جعل العلماء يقروا بجدوى العقار الجديد سريعا.
4. التخلي عن إتلاف العصب المغذي للكلى. أثبتت التجارب هذا العام أنه لا جدوى تذكر من الإجراء الذي كان متبعا في حالات ارتفاع ضغط الدم غير القابل للعلاج، وهو عبارة عن إتلاف العصب المؤدي للكلى Renal denervation والذي يوجد في الشريان الكلوي. وكانت التقنية تتم عبر إتلاف العصب الكلوي من خلال استغلال تردد موجات الراديو. ومن المعروف أن الكلى تلعب دورا كبيرا في تنظيم ارتفاع الضغط من خلال إنزيم معين يتم إفرازه ويتحكم في إنزيمات أخرى وتؤدي في النهاية إلى ارتفاع ضغط الدم وعلى ذلك كانت فكرة إتلاف العصب الكلوي فكرة جيدة ولكن الأبحاث أكدت أن فوائدها لا تتعدى فوائد بقية الأدوية المستخدمة في العلاج.
5. أجهزة استشعار لا سلكية لقصور القلب. في شهر مايو (أيار) من هذا العام تمت الموافقة من قبل (FDA) على جهاز جديد يساعد الأطباء في متابعة مرضى فشل القلب أو القصور في أداء وظائف القلب heart failure بشكل دقيق ويقلل من احتمالية الحجز في المستشفيات. ويقوم الجهاز بقياس عدد ضربات القلب كما يقوم بقياس ضغط الشريان الرئوي (الشريان الرئوي هو الشريان الوحيد في الجسم الذي يحمل الدم غير المؤكسد من الرئتين إلى القلب). ويتكون من جهاز استشعار من دون أسلاك ومن دون بطارية يتم زرعه بشكل دائم في الشريان الرئوي عن طريق القسطرة ويرسل المعلومات إلى الأطباء التي تمكنهم من وصف العلاج الملائم على وجه التحديد.
6. جراحة لإنقاص الوزن لمرضى السكري. في هذا العام كانت التوصيات للمرضى الذين يعانون من مرض السكري ولديهم وزن زائد بأفضلية أن يقوموا بإجراء جراحة للتخلص من الوزن الزائد بدلا من الاعتماد على النظم الغذائية المختلفة (يمكن ألا تناسب الجراحة جميع المرضى ويجب استشارة الطبيب قبل أخذ القرار بأجرائها) فضلا عن أن إجراء الجراحة يقلل من جرعات الأدوية اللازمة لتنظيم مستوى الجلوكوز في الدم وكذلك الضغط والكولسترول. ومن المعروف أن مرضى السكري الذين يعانون من البدانة تزيد احتمالية إصابتهم بالأزمات القلبية.
7. علاج توقف النفس أثناء النوم وضغط الدم. لاحظ العلماء أن المرضى المصابين بتوقف النفس أثناء النوم sleep apnea (حالة مألوفة تمثل مشكلة من مشكلات النوم لتوقف التنفس لفترة قصيرة) يمكن أن يستفيدوا من الطريقة المتبعة لمعالجة هذه الحالة، ويمكن أن ينخفض ضغط الدم المرتفع لديهم (هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن علاج ضغط الدم يكون على المدى القصير بمعنى ضرورة تناول علاج للضغط). والجهاز المستخدم في العلاج يضخ الهواء بضغط مستمر CPAP لدفعه داخل الجهاز التنفسي عن طريق ماسك طبي حول الوجه.
8. علاج جديد لمنع التجلط في الدم. تمت هذا العام الموافقة من قبل إدارة FDA الأميركية على العقار الجديد الخاص بمنع حدوث جلطات في الدم من خلال منع تجمع الصفائح الدموية (من المعروف أن صفائح الدم تلعب دورا أساسيا في وقف النزيف وتكوين جلطة خفيفة clot في حالة النزيف ولكن في بعض الأشخاص خاصة الذين سبق تعرضهم لجلطة في القلب أو أزمة قلبية تكون نسبة تجمع الصفائح الدموية أكبر من اللازم ويمكن أن تؤدى إلى توقف سريان الدم لعضو معين في الجسم ولذلك يتناول المرضى الذين سبق تعرضهم للجلطة أو مهددون باحتمالية حدوثها أدوية تسمى بموانع التجلط anti - clotting drug) والعقار الجديد فعال ويتلافى الأعراض الجانبية لتلك الأدوية ومنها النزيف وآلام المعدة.
9. توصيات جديدة لمرضى الجلطة. صدرت هذا العام من رابطة القلب الأميركية توصيات جديدة بضرورة سرعة علاج الجلطات في المستشفيات وأشارت إلى أن العلاج العاجل يمكن أن يقلل من حالات الوفاء جراء الجلطات ويقلل أيضا من فترة النقاهة للمريض وكذلك فترة العلاج الطبيعي نظرا لسرعة تلافي حدوث تلفيات جراء الجلطة وإذابتها سريعا.
10. نصائح لتلافي حدوث الجلطة الثانية. كما أصدرت توصيات لتلافي إمكانية حدوث جلطة ثانية second stroke للمرضى الذين أصيبوا بجلطة سابقة وذلك بضرورة عمل مسح الأفراد الأكثر عرضة لحدوثها ثانية مثل مرضى السكري وكذلك الأفراد الذين يعانون من البدانة وضرورة اتباع نظام غذائي صحي والتقليل من الدهون وتناول الأدوية التي تمنع الجلطات الأقل إحداثا للنزيف.



التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
TT

التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد ماكس بلانك للطب النفسي بألمانيا، أنّ الشبكية بمنزلة امتداد خارجي للدماغ وتشترك في الجينات عينها، ما يجعلها طريقة سهلة للعلماء للوصول إلى دراسة اضطرابات الدماغ بمستويات أعلى من الدقة.

وأفادت النتائج بأنّ العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً، وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية وبطريقة فائقة السهولة؛ «لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ»، وفق الباحثين. وهم أكدوا على أن فهم الآليات البيولوجية حول هذا الأمر من شأنه مساعدتهم على تطوير خيارات علاجية أكثر فاعلية وأكثر شخصية.

وحلَّل باحثو الدراسة المنشورة في دورية «جاما سيكاتري»، الارتباط الجيني بين خلايا الشبكية وعدد من الاضطرابات العصبية النفسية. ومن خلال الجمع بين البيانات المختلفة، وجدوا أنّ جينات خطر الفصام كانت مرتبطة بخلايا عصبية محدّدة في شبكية العين.

وتشير جينات الخطر المعنيّة هذه إلى ضعف بيولوجيا المشابك العصبية، وبالتالي ضعف قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض. ويرجح الباحثون أن يكون هذا الضعف موجوداً أيضاً في أدمغة مرضى الفصام.

وبناءً على تلك الفرضية، أظهر الباحثون أنّ الاتصال العصبي يبدو معوقاً في شبكية العين لدى مرضى الفصام بالفعل.

وأوضحوا، في بيان، الجمعة أنّ «العثور على هذا الخلل في العين يشير إلى أنّ العمليات في الشبكية والدماغ متشابهة جداً؛ وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية، لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ».

في دراستهم السابقة، وجد باحثو معهد ماكس بلانك للطب النفسي، برئاسة فلوريان رابي، تغيّرات في شبكية العين لدى مرضى الفصام أصبحت أكثر حدّة مع زيادة المخاطر الجينية. وبناءً على ذلك، اشتبهوا في أنّ التغيرات الشبكية ليست نتيجة لأمراض مصاحبة شائعة مثل السمنة أو مرض السكري فحسب، وإنما قد تكون ناجمة عن آليات أمراض مدفوعة بالفصام بشكل مباشر.

إذا كانت هذه هي الحال، فإنّ معرفة مزيد عن هذه التغيّرات قد تساعد الباحثين على فهم الآليات البيولوجية وراء الاضطراب. وبالإضافة إلى الفصام، لوحظت تغيرات في الشبكية لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب والتصلّب المتعدّد ومرض ألزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية.

باستخدام بيانات من دراسات كبيرة سابقة، دمج رابي والمؤلّف الأول إيمانويل بودريوت من معهد ماكس بلانك للطب النفسي وجامعة لودفيغ ماكسيميليان ميونيخ في ألمانيا، بيانات المخاطر الجينية من الاضطرابات العصبية النفسية مع بيانات تسلسل الحمض النووي الريبي للشبكية.

أظهرت النتائج أنّ جينات المخاطر كانت مرتبطة بخلايا شبكية مختلفة في الاضطرابات المذكورة أعلاه.

كما ارتبط الخطر الجيني للإصابة بالتصلّب المتعدّد بخلايا المناعة في الشبكية، بما يتماشى مع الطبيعة المناعية الذاتية للاضطراب. وكذلك ارتبطت جينات الخطر للإصابة بالفصام بفئة محددة من الخلايا العصبية الشبكية تشارك في الوظيفة المشبكية، وتحدّد قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض.