مستشار رئيس الوزراء المصري لـ «الشرق الأوسط» : المنظومة التشريعية للانتخابات اكتملت وننتظر دعوة الناخبين

اللجنة العليا تقر ضوابط التغطية الإعلامية.. وتستعد لفتح باب الترشح للبرلمان

مصرية تدلي بصوتها في إحدى لجان الاقتراع أثناء الدورة الأولى لانتخابات الرئاسة في مايو الماضي (أ. ب)
مصرية تدلي بصوتها في إحدى لجان الاقتراع أثناء الدورة الأولى لانتخابات الرئاسة في مايو الماضي (أ. ب)
TT

مستشار رئيس الوزراء المصري لـ «الشرق الأوسط» : المنظومة التشريعية للانتخابات اكتملت وننتظر دعوة الناخبين

مصرية تدلي بصوتها في إحدى لجان الاقتراع أثناء الدورة الأولى لانتخابات الرئاسة في مايو الماضي (أ. ب)
مصرية تدلي بصوتها في إحدى لجان الاقتراع أثناء الدورة الأولى لانتخابات الرئاسة في مايو الماضي (أ. ب)

قال اللواء رفعت قمصان، مستشار رئيس الوزراء المصري لشؤون الانتخابات، إن «المنظومة التشريعية للانتخابات البرلمانية المقبلة، اكتملت مع إصدار رئيس الجمهورية قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، قبل أيام»، مشيرا في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أمس إلى أن المرحلة المقبلة تخص اللجنة العليا للانتخابات التي ستدعو الناخبين، وتحدد الجدول الزمني للعملية.
ولم يتم تحديد موعد رسمي لإجراء انتخابات مجلس النواب (المسمى الجديد لمجلس الشعب)، حتى الآن، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي تعهد سابقا بإجرائها خلال الربع الأول من العام المقبل.
وقالت اللجنة العليا للانتخابات أمس، إنها «تعكف حاليا على الانتهاء من إعداد جميع الإجراءات المتعلقة بالعملية، تمهيدا لفتح باب الترشح، وإعلان الجداول الانتخابية ومراحل التصويت في أقرب وقت ممكن، كما أصدرت اللجنة أمس ضوابط التغطية الإعلامية لوسائل الإعلام».
وتجري الانتخابات وفقا لنظام مختلط يجمع بين (الفردي والقائمة). وأصدر السيسي الأحد الماضي، قرارا بقانون بشأن تقسيم دوائر انتخابات مجلس النواب. ويقسم القانون البلاد إلى 237 دائرة انتخابية تخصص للانتخاب بالنظام الفردي، كما يقسمها إلى 4 دوائر انتخابية تخصص للانتخاب بنظام القوائم.
وحدد قانون الانتخابات، الذي يواجه باعتراضات حزبية متفاوتة، عدد أعضاء مجلس النواب في 540 عضوا بالانتخاب (420 وفقا للنظام الفردي، و120 بنظام القائمة)، إضافة لنسبة 5 في المائة، يعينها رئيس الجمهورية، ليصبح عدد الأعضاء 567، بينهم، وبحد أدنى، 21 مقعدا للنساء، و24 للمسيحيين، و16 للشباب، ومثلها للعمال والفلاحين، في حين تخصص 8 مقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة، والمصريين المقيمين في الخارج.
وأوضح اللواء قمصان أنه بعد استكمال المنظومة التشريعية التي تنظم العملية الانتخابات، ووفق الدستور والقانون، فإن اللجنة العليا للانتخابات ستصدر قرارين في الفترة المقبلة، الأول، وهو دعوة الناخبين للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، وقرار آخر بتحديد الجدول الزمني لها، منوها بأنها قد تصدرهما معا أو منفصلين. وتابع «في كل الأحوال يجب إتمام جميع إجراءات الانتخابات خلال مدة أقصاها شهر من قرار دعوة الناخبين».
وقالت مصادر قضائية: إن «قرار اللجنة بدعوة الناخبين إلى الاقتراع سيكون بنهاية ديسمبر (كانون الأول) الحالي، على أن تتم العملية الانتخابية على 3 مراحل». لكن مستشار رئيس الوزراء قال لـ«الشرق الأوسط»: إن «تحديد المدة الزمنية للانتخابات وانتهائها، أمر في يد اللجنة فقط»، مشيرا إلى أن هناك مواعيد إلزامية لإجراءات العملية ومراحلها وهناك مواعيد تقديرية تتحكم بها اللجنة.
وحول شبهة عدم دستورية قوانين الانتخابات، أكد قمصان أن تلك القوانين أعدها لجان تحتوي على قمم دستورية وقانونية على جميع المستويات، راعت أن يمثل النائب في أي دائرة من الدوائر الانتخابية ذات العدد من الناخبين الذي يمثله باقي النواب في الدوائر الأخرى لأعمال التمثيل المتكافئ للناخبين في مجلس النواب، فضلا عن انضباط تقسيم الدوائر بحيث يتناسب عدد السكان في كل دائرة، بالإضافة إلى تطبيق النصوص الدستورية الخاصة بالفئات المهمشة في المجتمع.
من جهته، قال المستشار مدحت إدريس المتحدث الرسمي للجنة العليا للانتخابات، إن «اللجنة تعكف حاليا على الانتهاء من إعداد جميع الإجراءات المتعلقة بالانتخابات البرلمانية، بدءا من فتح باب الترشح وشروط الترشح مرورا بإجراءات التصويت وتنقية الجداول الانتخابية، وكذلك مراجعة تشكيل اللجان العامة المشرفة على الانتخابات بالمحافظات واللجان الفرعية، ومراجعة أعداد القضاة المشرفين على العملية الانتخابية، تمهيدا للإعلان عن فتح باب الترشح للبرلمان، وإعلان الجداول الانتخابية ومراحل التصويت».
وأشار إدريس إلى أن اللجنة تعقد اجتماعات مستمرة من أجل الانتهاء من تحديد الجدول الزمني للانتخابات وإعلانه في أقرب وقت.
وأصدرت لجنة الانتخابات، برئاسة المستشار أيمن عباس، قرارا أمس بتحديد ضوابط التغطية الإعلامية لانتخابات مجلس النواب المرتقبة، والتي تتضمن السماح لجميع وسائل الإعلام، المطبوعة والمسموعة والمرئية والرقمية، بالتغطية الإعلامية لإجراءات الاقتراع والفرز للانتخابات البرلمانية، وفقا للضوابط والإجراءات المتبعة قانونا.
وقال المستشار إدريس القرار شمل التصريح بالتغطية الإعلامية لكل من الصحافيين المحليين التابعين لمؤسسات مصرية عامة أو حزبية تتبع المجلس الأعلى للصحافة والإعلاميين المحليين التابعين لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، والقنوات الفضائية المصرية المرخص لها من قبل الهيئة العامة للاستثمار.
وأشار إلى أن القرار شمل التصريح بالتغطية الإعلامية للإعلاميين الدوليين المعتمدين لدى الهيئة العامة للاستعلامات، موضحا أن القرار تضمن أيضا ضوابط التغطية الإعلامية واستطلاعات الرأي وآلية تقديم الطلبات والأعداد المطلوب التصريح لهم وإصدار التصاريح الخاصة بهم بعد تسجيل بياناتهم، إلى جانب النص على تشكيل لجنة من أعضاء الأمانة العامة لتلقي تلك الطلبات وفحصها.
ولا تزال الأحزاب والتكتلات السياسية المصرية تواصل مشاورتها لإعداد قوائمها النهائية، التي تعتزم خوض انتخابات مجلس النواب مع اقتراب الإعلان النهائي عن موعد تلك الانتخابات
ومن التحالفات التي يتم الإعداد لها حاليا، «القائمة الوطنية» التي يعدها رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري، وشارف على إتمامها، وتضم عددا من الوزراء السابقين، وأساتذة الجامعات، وبعض الشخصيات العامة، إضافة إلى أحزاب ائتلاف الجبهة المصرية، وحزب المصريين الأحرار. وكذلك تحالف الوفد المصري، الذي يقوده حزب الوفد الليبرالي، ويضم أحزاب المصري الديمقراطي الاجتماعي، والمحافظين، والإصلاح والتنمية، والوعي.



«خط أحمر»... «الحكومة الموزاية» تثير مخاوف مصرية من تفكك السودان

وزراء الخارجية والري في مصر والسودان خلال اجتماع تشاوري عقد بالقاهرة قبل نحو أسبوع (الخارجية المصرية)
وزراء الخارجية والري في مصر والسودان خلال اجتماع تشاوري عقد بالقاهرة قبل نحو أسبوع (الخارجية المصرية)
TT

«خط أحمر»... «الحكومة الموزاية» تثير مخاوف مصرية من تفكك السودان

وزراء الخارجية والري في مصر والسودان خلال اجتماع تشاوري عقد بالقاهرة قبل نحو أسبوع (الخارجية المصرية)
وزراء الخارجية والري في مصر والسودان خلال اجتماع تشاوري عقد بالقاهرة قبل نحو أسبوع (الخارجية المصرية)

تثير تحركات تشكيل «حكومة موازية» في السودان، مخاوف مصرية من تفكك البلاد، التي تعاني من حرب داخلية اندلعت قبل نحو عام ونصف العام، وشردت الملايين. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد، إن «بلاده مع استقرار السودان ومع بسط سيادته على كل الأراضي السودانية»، مشيراً إلى أن «هذا أمر ثابت في السياسة الخارجية المصرية ولا يمكن أن تتزحزح عنه».

واعتبر وزير الخارجية، في مؤتمر صحافي مشترك، مع المفوضة الأوروبية لشؤون المتوسط دوبرافكا سويتشا، «تشكيل أي أطر موازية قد تؤدي إلى تفكك الدولة السودانية خطاً أحمر بالنسبة لمصر ومرفوضاً تماماً»، مضيفاً: «ندعم الشرعية. ندعم مؤسسات الدولة السودانية، وندعم الدولة، لا ندعم أشخاصاً بأعينهم».

ويرى خبراء ومراقبون، تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أن الموقف السياسي المصري الداعم بقوة لمؤسسات الدولة، والرافض لتشكيل أي أطر موازية، هدفه حماية السودان من التمزق، لكنه يظل رهن تباينات إقليمية تعقد حل الأزمة.

ويمهد توقيع «قوات الدعم السريع» وحركات مسلحة وقوى سياسية ومدنية متحالفة معها بنيروبي، الأسبوع الماضي، على «الميثاق التأسيسي»، الطريق لإعلان حكومة أخرى موازية في السودان، في مواجهة الحكومة التي يقودها رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، وتتخذ من مدينة بورتسودان مقراً لها.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من القاهرة، قبل أيام، عدَّ وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، أن تحرك تشكيل «حكومة موازية» في مناطق سيطرة قوات «الدعم السريع» لا يحظى باعتراف دولي، مشيراً إلى أن «دولاً إقليمية ودولية تدعم موقف بلاده في هذه القضية».

وجددت مصر، الأحد، رفضها مساعي تشكيل «حكومة موازية» بالسودان، ووصفت الخارجية المصرية، في بيان رسمي، الأحد، ذلك، بأنه «محاولة تهدد وحدة وسيادة وسلامة أراضي السودان».

وأضاف البيان أن تشكيل حكومة سودانية موازية «يُعقد المشهد في السودان، ويعوق الجهود الجارية لتوحيد الرؤى بين القوى السودانية، ويفاقم الأوضاع الإنسانية»، فيما طالبت كافة القوى السودانية بتغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد والانخراط في إطلاق عملية سياسية شاملة دون إقصاء أو تدخلات خارجية.

وحسب الوزير المصري عبد العاطي، فإن «مصر على تواصل مع كل الأطراف المعنية لنقل وجهه نظرها وموقفها الواضح والثابت»، وأضاف: «بالتأكيد نحن مع السودان كدولة، ومع السودان كمؤسسات، ومع السودان بطبيعة الحال لفرض سيادته وسيطرته على كل الأراضي السودانية».

وتستهدف مصر من رفض مسار الحكومة الموازية «دعم المؤسسات الوطنية في السودان، حفاظاً على وحدته واستقراره، وسلامته الإقليمية»، وفق عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير صلاح حليمة، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر تعمل على حشد الدعم الدولي والإقليمي لوقف الحرب ونفاذ المساعدات الإنسانية، ووضع خطط لإعادة الإعمار».

وتنظر القاهرة لحكومة بورتسودان باعتبارها الممثل الشرعي للسودان، والمعترف بها دولياً، وفق حليمة، ودلل على ذلك بـ«دعوة رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، للأمم المتحدة، وزيارة دول مختلفة، كممثل شرعي عن بلاده».

وترأس البرهان وفد السودان، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، سبتمبر (أيلول) الماضي.

ويعتقد حليمة أن إجهاض مساعي «الحكومة الموازية» لن يتحقق سوى بـ«التوافق على مسار سياسي، من خلال حوار سوداني - سوداني، تشارك فيه كل الأطراف، ويفضي لتشكيل حكومة مدنية مستقلة لفترة انتقالية»، وطالب بالبناء على مبادرة مصر باستضافة مؤتمر للقوى السياسية السودانية العام الماضي.

وجمعت القاهرة، في شهر يوليو (تموز) الماضي، لأول مرة، الفرقاء المدنيين في الساحة السياسية السودانية، في مؤتمر عُقد تحت شعار «معاً لوقف الحرب»، وناقش ثلاث ملفات لإنهاء الأزمة السودانية، تضمنت «وقف الحرب، والإغاثة الإنسانية، والرؤية السياسية ما بعد الحرب».

في المقابل، يرى المحلل السياسي السوداني، عبد المنعم أبو إدريس، أن «التحركات المصرية تواجه تحديات معقدة، بسبب دعم دول إقليمية مؤثرة للقوى الساعية لتشكيل حكومة موازية، في مقدمتها (الدعم السريع)»، مشيراً إلى أن «الموقف المصري مرهون بقدرتها على تجاوز الرفض الدبلوماسي، وقيادة تحركات مع الفرقاء السودانيين وحلفائها في الإقليم».

ويعتقد أبو إدريس، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن اختراق القاهرة لأزمة «الحكومة الموازية»، «لن يكون سهلاً، في ضوء تأثير الجهات الدولية والأطراف الداعمة للقوى السودانية التي تقف خلف هذه الحكومة»، وقال إن «مصر تخشى أن تقود تلك التحركات إلى انفصال جديد في السودان، ما يمثل تهديداً لمصالحها الاستراتيجية».

ورغم هذه الصعوبات، يرى القيادي بالكتلة الديمقراطية السودانية، مبارك أردول، أن الموقف المصري مهم في مواجهة الأطراف الإقليمية الداعمة لمسار الحكومة الموازية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «رفض القاهرة يؤكد أن السودان لا يقف وحده في هذه الأزمة»، وأن «هناك أطرافاً إقليمية داعمة لوحدة واستقرار السودان».

وتعتقد مديرة وحدة أفريقيا في «مركز الأهرام للدراسات السياسية»، أماني الطويل، أن «المواقف الرافضة لهذه الحكومة، التي صدرت من مصر والأمم المتحدة ودول أخرى، يمكن أن تُضعف من الاعتراف الدولي والإقليمي للحكومة الموازية، دون أن تلغيها».

وباعتقاد الطويل، «سيستمر مسار الحكومة الموازية بسبب رغبة شركات عالمية في الاستفادة من موارد السودان، ولن يتحقق لها ذلك إلا في وجود سلطة هشّة في السودان»، وقالت: «الإجهاض الحقيقي لتلك التحركات يعتمد على التفاعلات الداخلية بالسودان، أكثر من الموقف الدولي، خصوصاً قدرة الجيش السوداني على استعادة كامل الأراضي التي تسيطر عليها (الدعم السريع) وخصوصاً دارفور».