مسؤول كردي: «داعش» أعدم واليه السابق في الموصل بتهمة التجسس بحضور البغدادي

ناشط من داخل المدينة كشف لـ(«الشرق الأوسط») عن أن التنظيم سحب غالبية مسلحيه وأسلحته الثقيلة من أطرافها

معمر توحلة
معمر توحلة
TT

مسؤول كردي: «داعش» أعدم واليه السابق في الموصل بتهمة التجسس بحضور البغدادي

معمر توحلة
معمر توحلة

أكد مسؤولون أكراد أن تنظيم داعش أعدم أمس واليه السابق في الموصل، معمر توحلة، و9 آخرين من مسلحيه في معسكر الغزلاني جنوب الموصل رميا بالرصاص. وكان التنظيم اعتقل توحلة السبت الماضي بتهمة التجسس لصالح الحكومة العراقية والتحالف الدولي.
وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن توحلة «بعد عزله من منصبه وسجنه أعدم صباح اليوم (أمس) رميا بالرصاص». بدوره، قال غياث سورجي، العضو العامل في مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»: «بحسب مصادرنا من داخل الموصل، التنظيم أعدم معمر توحلة و9 آخرين في معسكر الغزلاني بحضور خليفة (داعش) أبو بكر البغدادي». وأضاف سورجي: «بعد مقتل والي (داعش) في الموصل، رضوان طالب حمدون، بقصف طائرات التحالف الدولي، عين التنظيم معمر توحلة واليا على الموصل بالوكالة، ومن ثم اعتقل الأخير بتهمة التجسس». وبين سورجي، أن «داعش» يعدم مسلحيه بتهمة التجسس لصالح العراق وإقليم كردستان والتحالف الدولي وإيران.
بدوره، أوضح ناشط مدني من داخل الموصل لـ«الشرق الأوسط»، أن معمر توحلة «ينتمي إلى إحدى العوائل الموصلية العريقة، المعروفة خلال السنوات الماضية بدعم العمليات المسلحة والجماعات المتشددة في محافظة نينوى. أما المسلحون الـ9 الآخرون الذين أعدموا فإن التهمة التي وجهت إليهم هي الهروب من المعركة وإلقاء السلاح، وهم عراقيون من قضاء البعاج».
وعن حملة الإعدامات التي ينفذها تنظيم داعش في صفوف مسلحيه، قال مموزيني: «خلال الأسابيع القليلة الماضية نفذ التنظيم عمليات إعدام جماعية رميا بالرصاص في صفوف مسلحيه، الذين انسحبوا من المعارك ورموا أسلحتهم، وآخرون اتهموا بالتجسس لصالح حكومة الإقليم والحكومة العراقية والتحالف الدولي، بلغ عدد المسلحين الذين أعدموا في الموصل 211 مسلحا، وأكثرهم عراقيون، مع وجود عدد قليل من الجنسيات العربية». وأضاف: «بحسب معلوماتنا، فإن وزير الحرب في تنظيم داعش طلب رسميا في رسالة من البغدادي الانسحاب من أطراف الموصل، بعد أن تكبدوا خسائر فادحة أمام قوات البيشمركة في المعارك». ومضى قائلا: «يواصل التنظيم الآن عمليات سلب ونهب أملاك المواطنين والدولة في أطراف الموصل، ومنها سرقة 5 معامل للطحين في بعشيقة، و(داعش) نقل محتويات هذه المعامل إلى داخل الموصل». وكشف مموزيني أيضا عن أن مسلحي «داعش» فجروا أمس مقر قائمقامية الموصل وسط المدينة «ضمن سلسلة الأعمال التفجيرية التي ينفذها داخل الموصل، والتي طالت خلال الأشهر الماضية الكثير من الأبنية والمناطق الأثرية والمساجد والكنائس والمعابد ودوائر الدولة ومنازل المواطنين».
من جانبه، قال الناشط المدني الآنف الذكر، إن التنظيم «سحب غالبية مسلحيه وأسلحته الثقيلة من أطراف الموصل إلى داخل المدينة، وأبقى عددا قليلا من المسلحين في تلك المناطق، خصوصا من أبناء القرى الذين انضموا مؤخرا إلى صفوفه بهدف المشاركة في عمليات السلب والنهب، والآن تشهد الموصل حملة اعتقالات بحق أبناء المدينة لزجهم في الحرب خاصة بعد النقص في المقاتلين بعد الهزائم التي مني بها في المعارك الأخيرة مع البيشمركة». وأشار إلى أن مسلحي «داعش» أنشأوا سواتر وحفروا الخنادق في كل المناطق المتاخمة لإقليم كردستان التي يتوقع أن تنطلق منها العملية المرتقبة لتحرير الموصل ووزع التنظيم الأسلحة على مؤيديه في الموصل وأطرافها.
وقال الناشط، إن الاتصالات منعدمة في الموصل، وإن المواطنين يضطرون إلى التوجه إلى الأماكن العالية في بعض الأحياء كحي العربي لاستقبال شبكة ضعيفة، مبينا أن «داعش» يفرض مراقبة شديدة على أهل الموصل مع قرب بدء العملية العسكرية لتحرير المدينة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.