آلاف المغاربة يشيعون جنازة «حكيم الحكومة» في موكب مهيب بالرباط

حضرها الأمير مولاي رشيد وعدد كبير من الشخصيات

الأمير مولاي رشيد شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس وبجانبه ابن كيران رئيس الحكومة  خلال تشييع جثمان عبد الله باها وزير الدولة أمس في الرباط (تصوير: مصطفى حبيس)


عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية وإلى جانبه سعد الدين العثماني وزير الخارجية السابق  ومصطفى الرميد وزير العدل والحريات قبيل تشييع جثمان عبد الله باها وزير الدولة أمس في الرباط (تصوير: مصطفى حبيس)
الأمير مولاي رشيد شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس وبجانبه ابن كيران رئيس الحكومة خلال تشييع جثمان عبد الله باها وزير الدولة أمس في الرباط (تصوير: مصطفى حبيس) عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية وإلى جانبه سعد الدين العثماني وزير الخارجية السابق ومصطفى الرميد وزير العدل والحريات قبيل تشييع جثمان عبد الله باها وزير الدولة أمس في الرباط (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

آلاف المغاربة يشيعون جنازة «حكيم الحكومة» في موكب مهيب بالرباط

الأمير مولاي رشيد شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس وبجانبه ابن كيران رئيس الحكومة  خلال تشييع جثمان عبد الله باها وزير الدولة أمس في الرباط (تصوير: مصطفى حبيس)


عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية وإلى جانبه سعد الدين العثماني وزير الخارجية السابق  ومصطفى الرميد وزير العدل والحريات قبيل تشييع جثمان عبد الله باها وزير الدولة أمس في الرباط (تصوير: مصطفى حبيس)
الأمير مولاي رشيد شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس وبجانبه ابن كيران رئيس الحكومة خلال تشييع جثمان عبد الله باها وزير الدولة أمس في الرباط (تصوير: مصطفى حبيس) عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية وإلى جانبه سعد الدين العثماني وزير الخارجية السابق ومصطفى الرميد وزير العدل والحريات قبيل تشييع جثمان عبد الله باها وزير الدولة أمس في الرباط (تصوير: مصطفى حبيس)

في موكب جنائزي مهيب شيع الآلاف من المغاربة، أمس، جثمان عبد الله بها، وزير الدولة المغربي والقيادي في حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية متزعم الائتلاف الحكومي، إلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى بمقبرة الشهداء في الرباط عقب الصلاة عليه بمسجد الشهداء، بعد صلاة الظهر.
وكان الراحل عبد الله بها (60 عاما)، والذي يعد «حكيم الحكومة» قد غيّبه الموت بشكل مفاجئ مساء الأحد الماضي في حادث مفجع، إذ صدمه قطار وهو يحاول عبور خط السكة الحديدية مشيا على الأقدام ببلدة بوزنيقة (جنوب الرباط)، حيث كان يعتزم تفقد القنطرة التي توفي فيها أحمد الزايدي القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض غرقا قبل نحو شهر.
وخرج نعش الراحل عبد الله بها من منزل رفيق دربه عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة الأمين العام للحزب، وتقدم الجنازة رئيس الحكومة وعدد من الشخصيات السياسية، والتحق الأمير مولاي رشيد شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس بمسجد الشهداء للصلاة على الفقيد، ثم تقدم الجنازة برفقة ابن كيران نحو المقبرة، حيث حضر مراسم الدفن. كما حضر الجنازة مستشارو العاهل المغربي وعدد من الوزراء، ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين، محمد الطالبي العلمي، ومحمد الشيخ بيد الله، والجنرال بوشعيب عروب، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، وبعض الضباط السامين بالقيادة العليا للقوات المسلحة، والجنرال حسني بنسليمان، قائد الدرك الملكي، وبوشعيب أرميل، المدير العام للأمن الوطني. وتبع الجنازة الآلاف مشيا على الأقدام حتى المسجد ثم إلى المقبرة.
وحضر رجال الأمن بكثافة لتأمين مرور موكب الجنازة بسلاسة من الشوارع الرئيسة التي مرت منها، كما ساهم عدد من الشباب المنتمين للحزب في تنظيم مسيرة الجنازة والحشود التي تبعتها مشكلين سلاسل بشرية تحرسها من الجانبين.
وبكى ابن كيران أمس بحرقة وهو يحتضن أبناء الراحل عبد الله بها أمام بيته، الذي واصل فيه تلقي العزاء، وكان يرتدي جلبابا أسود أضفى مزيدا من الحزن على محياه، جراء فقده رفيق عمره بشكل مفاجئ وصادم.
في غضون ذلك، أعلن الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء مساء أول من أمس، أن التحريات الأولية الحالية بشأن وفاة الوزير بها أفضت إلى أن الفقيد كان بصدد عبور خط السكة الحديدية مشيا على الأقدام أثناء مرور القطار رقم 45 المتجه نحو مدينة الرباط.
وأوضح النائب العام في بيان، أن «سائق القطار استعمل الإشارات الضوئية والمنبه الصوتي لتحذير الفقيد، الذي حاول الرجوع إلى الخلف، غير أن القطار أدركه ورمى بجثته على بعد عدة أمتار من خط السكة الحديدية».
وأضاف البيان، أن الحادث وقع مساء الأحد الماضي بالنقطة الكيلومترية عدد 50 و600 من خط السكة الحديدية الرابط بين الدار البيضاء والرباط، مشيرا إلى أن مكان الحادث يقع على بعد أمتار قليلة من القنطرة التي توفي بها في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي النائب أحمد الزايدي. وخلص البيان إلى أن الأبحاث لا تزال جارية في الموضوع.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.