مجلس الأنبار يحمل وزير الدفاع مسؤولية عدم إرسال الأسلحة إلى الرمادي

رئيس البرلمان العراقي يدعو إلى تطويق أزمة حكم الإعدام بحق العلواني

وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي يقدم هدية لرئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال راي أوديرنو خلال لقائهما في بغداد أول من أمس (أ.ب)
وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي يقدم هدية لرئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال راي أوديرنو خلال لقائهما في بغداد أول من أمس (أ.ب)
TT

مجلس الأنبار يحمل وزير الدفاع مسؤولية عدم إرسال الأسلحة إلى الرمادي

وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي يقدم هدية لرئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال راي أوديرنو خلال لقائهما في بغداد أول من أمس (أ.ب)
وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي يقدم هدية لرئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال راي أوديرنو خلال لقائهما في بغداد أول من أمس (أ.ب)

حمل مجلس محافظة الأنبار وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي مسؤولية عدم إرسال الأسلحة والمعدات الكافية إلى مدينة الرمادي التي تتعرض منذ نحو أسبوع إلى أخطر هجوم من قبل تنظيم «داعش».
وقال المجلس في بيان أمس: «نحمل وزير الدفاع خالد العبيدي المسؤولية الكاملة لعدم تقديم الدعم العسكري لمحافظة الأنبار». وأضاف المجلس أنه «في حالة عدم وصول الدعم الفوري سيتخذ مجلس المحافظة كل السبل القانونية بحقه».
من جانبها أعلنت قيادة شرطة الأنبار أن القوات العسكرية تمكنت من السيطرة على المجمع الحكومي وسط مدينة الرمادي. وقال قائد شرطة المحافظة اللواء كاظم محمد الدليمي في تصريح إن «القوات الأمنية تسيطر بشكل كامل على المجمع الحكومي». وأضاف أن «قوات الشرطة وبإسناد جوي مباشر تمكنت من صد هجوم لتنظيم (داعش) على المجمع الحكومي وتكبيدهم خسائر كبيرة».
على الصعيد نفسه، أعلن مصدر أمني أن «طيران التحالف الدولي قصف رتل تعزيزات لتنظيم (داعش) قادم من صحراء الأنبار باتجاه مدينة الرمادي». وأضاف المصدر أن «الضربات الجوية كانت دقيقة ومباشرة تسببت في تدمير رتل التعزيزات بالكامل».
وفي هذا السياق أكد الشيخ حميد العسافي أحد شيوخ عشائر الأنبار التي تقاتل تنظيم «داعش» في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «طيران التحالف الدولي بمقدوره حسم المعركة في وقت أسرع لو كثف غاراته الجوية ضد تنظيم داعش»، مشيرا إلى أن «هناك مسألة يعرفها جميع أبناء الأنبار إن منطقة الجزيرة التي تأتي منها كل هجمات (داعش) هي تحت سيطرة هذا التنظيم منذ بداية هذا العام وهي التي تقع فيها معسكراته ومخازن أسلحته وهي التي انطلقت منها أخيرا عملية الهجوم الواسع والمباغت الذي كاد أن يجعل الرمادي تسقط كلها». وأوضح أن «الحجة الدائمة عند الأميركيين هي أنه ليس بمقدورهم الاعتماد على المعلومات العراقية الاستخباراتية لأنهم سبق أن تورطوا أكثر من مرة بناء على تلك المعلومات، إما بقصف أهداف خاطئة أو حتى إنزال أسلحة ومواد إغاثة إلى (داعش) بدلا من الجانب العراقي».
وبالنسبة لموقف عشيرة البوعلوان من المعارك الدائرة الآن في الأنبار والتي تزامنت مع صدور حكم الإعدام بحق النائب السابق أحمد العلواني، وهو أحد شيوخ العشيرة، فقد أكد الشيخ العسافي أنه «لا صحة للأنباء التي تحدثت عن انسحاب العشيرة من قتال (داعش) بسبب حكم الإعدام»، مشيرا إلى أن «الحكم على تسرعه وتوقيته الخاطئ أمر آخر بالقياس إلى القتال الحالي لأن البوعلوان وغيرهم من عشائر الأنبار لا يقاتلون من أجل الحكومة العراقية التي لم تقف إلى جانبهم بما يكفي بل تقاتل من أجل تطهير المحافظة من هؤلاء الغرباء».
بدوره، دعا رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري إلى تطويق أزمة الحكم الصادر بحق العلواني. ولفت الجبوري في مؤتمر صحافي عقده أمس في بغداد إلى «وجود مساع لتطويق الأزمة التي خلقها حكم الإعدام»، مشيرا إلى أن «حيثيات الحكم سارت وفقا لمسارها القانوني وأخذت مجراها الطبيعي»، مشددا على ضرورة استيعاب الأزمة وتطويقها، من خلال التعاون الداخلي وتوحيد الصف ضد الإرهاب.
لكن عضو البرلمان عن محافظة الأنبار، فارس طه الفارس، أبلغ «الشرق الأوسط» أن «الحكم سيكون له دور سلبي في الجهود الرامية لتطويق الأزمة لأن هناك جهودا عشائرية كانت تبذل طوال الفترة الماضية لحل القضية عشائريا»، مشيرا إلى أن «الجهود كانت قد وصلت إلى مراحل متقدمة، وقد تم إبلاغ المحكمة بضرورة التريث بسبب هذه الجهود، حيث حصل تقارب لكن صدور الحكم قوّض إلى حد كبير هذه الجهود».
على صعيد متصل، وفي الوقت الذي تستمر فيه المعارك في منطقه الحوز وسط الرمادي بين مسلحي التنظيم وأنصاره والقوات الأمنية يساندها مقاتلو العشائر فإنه، وطبقا لما أعلنه شيخ عشيرة البوفهد رافع عبد الكريم الفهداوي فقد وصل المئات من أبناء العشائر لدعم القوات الأمنية في تحرير منطقتين وسط مدينة الرمادي. وقال الفهداوي في تصريح صحافي أمس الأربعاء إن «300 مقاتل من أبناء عشائر البوعسيى والبوفهد والبوعلوان وصلوا إلى مدينة الرمادي». وأضاف الفهداوي أن «هذه القوة من أبناء العشائر ستشارك القوات الأمنية في تحرير منطقتي الحوز والمعلمين وسط مدينة الرمادي».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.