عشرات القتلى في قصف للنظام على الرقة وطائرات التحالف تقصف مواقع لـ«داعش» في كوباني

في غارات هي الأعنف على المدينة أدت أيضا إلى سقوط أكثر من 100 جريح

عشرات القتلى في قصف للنظام على الرقة  وطائرات التحالف تقصف مواقع لـ«داعش» في كوباني
TT

عشرات القتلى في قصف للنظام على الرقة وطائرات التحالف تقصف مواقع لـ«داعش» في كوباني

عشرات القتلى في قصف للنظام على الرقة  وطائرات التحالف تقصف مواقع لـ«داعش» في كوباني

تضاربت المعلومات حول عدد القتلى الذين سقطوا بقصف لطائرات النظام السوري في مدينة الرقة، شمال سوريا أمس، إذ في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن العدد وصل مساء إلى 63 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، أعلن «مكتب أخبار سوريا المعارض» عن مقتل أكثر من 87 وإصابة نحو 100 جريح. وفي غضون ذلك، استمرت الاشتباكات على أكثر من جبهة في كوباني (عين العرب) واستهدف طيران التحالف الدولي عدة أحياء في المدينة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية «إن من بين قتلى المجزرة التي وقعت في الرقة هناك 36 مدنيا على الأقل، كما أنه لم يتم التعرف بعد على 20 جثة يمكن أن تكون لمدنيين أو مقاتلين إضافة إلى أشلاء 7 جثث»، مشيرا كذلك إلى سقوط «عشرات الجرحى بعضهم في حالة الخطر». وأوضح أن «معظم الضحايا سقطوا عندما استهدفت غارتان متتاليتان المنطقة الصناعية في المدينة»، مضيفا أن «السكان هرعوا لإسعاف الضحايا بعد الغارة الأولى عندما شن النظام الغارة الثانية».
ويسيطر تنظيم «داعش»، منذ ربيع 2013 على مدينة الرقة، لتكون أول مدينة سورية كبرى تخرج عن سيطرة النظام منذ بدء الأزمة في سوريا.
ويستهدف الطيران السوري منذ أسابيع مواقع للتنظيم في شرق سوريا وشمالها، إلا أن هذه الغارات غالبا ما توقع قتلى بين المدنيين.
من جهته، قال «مكتب أخبار سوريا» إن الطيران الحربي التابع للجيش السوري النظامي شن 8 غارات، بالصواريخ على الرقة أدت إلى مقتل أكثر من 87 شخصا وإصابة 100 على الأقل، وذلك في غارات تعد الأعنف على المدينة منذ سيطرة تنظيم «داعش».
في موازاة ذلك، لم تتوقف الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلي تنظيم «داعش» في كوباني (عين العرب) الكردية واستهدف طيران التحالف الدولي عدة أحياء في المدينة بريف حلب الشرقي بـ10 صواريخ.
وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن الطيران استهدف الحي الشرقي من المدينة بـ6 صواريخ، فيما توزعت الصواريخ الـ4 الأخرى على باقي الأحياء، الأمر الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 15 عنصرا من «تنظيم داعش».
وفي حمص استمرت الاشتباكات بين تنظيم «داعش» وقوات النظام في محيط حقل شاعر للغاز في ريف حمص الشرقي، بالتزامن مع قصف من قبل قوات النظام على أماكن في منطقة تدمر، في حين نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق الاشتباك، كما قصفت قوات النظام أماكن في حي الوعر بمدينة حمص، وفق ما أفاد المرصد.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».