وزير الدفاع المصري يستبق مظاهرات إسلاميين بتأكيد تنسيق الجيش مع الشرطة

مقتل 11 إرهابيا في سيناء.. ومحكمة عسكرية أيدت سجن قادة بتحالف «الإخوان»

طالبة تسير بجوار عربة مصفحة تابعة للشرطة أمام جامعة القاهرة أمس وسط تساقط غزير للأمطار («الشرق الأوسط»)
طالبة تسير بجوار عربة مصفحة تابعة للشرطة أمام جامعة القاهرة أمس وسط تساقط غزير للأمطار («الشرق الأوسط»)
TT

وزير الدفاع المصري يستبق مظاهرات إسلاميين بتأكيد تنسيق الجيش مع الشرطة

طالبة تسير بجوار عربة مصفحة تابعة للشرطة أمام جامعة القاهرة أمس وسط تساقط غزير للأمطار («الشرق الأوسط»)
طالبة تسير بجوار عربة مصفحة تابعة للشرطة أمام جامعة القاهرة أمس وسط تساقط غزير للأمطار («الشرق الأوسط»)

استبق وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي، مظاهرات دعا لها إسلاميون متحالفون مع جماعة الإخوان يوم الجمعة القادم، مؤكدا أن الجيش ينسق مع الشرطة «للتصدي بكل قوة لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الشعب أو المساس بالمنشآت والأهداف الحيوية». وتأتي كلمة القائد العام للجيش بعد ساعات من إعلان جماعة الإخوان دعمها لتلك المظاهرات من دون أن تعلن صراحة مشاركاتها فيها.
وبينما أيدت محكمة عسكرية أمس حكما بالسجن لمدة عام على قادة إسلاميين في تحالف جماعة الإخوان، قتل ضابط شرطة في انفجار عبوة ناسفة بمحافظة شمال سيناء، التي باتت مسرحا للحرب على جماعات إسلامية متشددة. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش العميد محمد سمير إن «عناصر الجيش قتلت 11 إرهابيا خلال مواجهات أول من أمس».
وقال الفريق أول صبحي، خلال لقاء أعضاء هيئة التدريس ودارسي أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن «بلاده تخوض معركة وجود من أجل استعادة مكانتها ودورها الرائد إقليميا ودوليا وبناء حضارة جديدة ومستقبل أفضل».
وأعرب الفريق أول صبحي عن اعتقاده بأن الشعب المصري يدرك جيدا حجم المخاطر والتحديات التي تمر بها مصر، والتي تحتاج من الجميع إلى العمل بكل إخلاص وتجرد من أجل حماية ركائز الأمن القومي على كل الاتجاهات الاستراتيجية.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي الشهر الماضي مرسوما بقانون يتيح لقوات الجيش تأمين الانتشار في المدن وتأمين المنشآت واعتبارها منشآت عسكرية، مما يسمح بمحاكمة المعتدين عليها أمام محاكم عسكرية.
وانتشرت في الشوارع والميادين الرئيسية أمس قوات أمنية مشتركة من الجيش والشرطة، ونقلت تقارير إعلامية محلية على لسان مصادر أمنية تشكيل غرفة عمليات مشتركة من وزارتي الدفاع والداخلية لإدارة خطة تأمين البلاد، خلال مظاهرات 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وظلت الدعوة للتظاهر منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، تخرج من تحالف تقوده جماعة الإخوان، لكن الجبهة السلفية تصدت هذه المرة إلى الدعوة للتظاهر يوم الجمعة المقبلة وطالبت أنصارها برفع المصاحف خلالها.
وامتنعت جماعة الإخوان عن التعليق على دعوة 28 نوفمبر خلال الأسبوعين الماضيين، لكنها أصدرت مساء أول من أمس بيان بدا غامضا ثمنت فيه دعوة الجبهة السلفية، من دون أن تشير صراحة إذا ما كانت ستدفع بأنصارها للمشاركة فيها أم لا.
ونشرت جماعة الإخوان على موقعها الرسمي بيانا بعنوان «هوية أمة.. ثورة تنتصر» قالت فيه إن «يوم الجمعة المقبل يمثل موجة جديدة للثورة»، بعد ساعات من القبض على أبرز قادتها في مصر الدكتور محمد علي بشر، فيما بدا رسالة تصعيد جديدة من السلطات المصرية ضد الجماعة التي صنفت كجماعة إرهابية.
في غضون ذلك، قضت محكمة عسكرية أمس، في حكم قابل للطعن، بحبس 5 من قيادات تحالف الإخوان، لمدة عام في اتهامهم بالتسلل إلى الأراضي السودانية، بطريقة غير شرعية، بحسب مصدر قضائي.
وأوضح المصدر أن محكمة مستأنف عسكري، قررت تأييد قرار سابق صادر من المحكمة عسكرية بأسوان ضد 5 من قيادات حزب البناء والتنمية (الذراع السياسية للجماعة الإسلامية)، والمتهمين بالتسلل إلى الأراضي السودانية، بطريقة غير شرعية، وحبسهم لمدة عام. وقال المصدر إن «للمتهمين حق النقض أمام محكمة طعون عسكرية، خلال 60 يوما».
وكانت قوات حرس الحدود ألقت القبض في 13 يوليو (تموز) الماضي، على المتهمين صفوت عبد الغني عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وعلاء أبو النصر أمين عام حزب البناء والتنمية، وطه الشريف عضو مكتب الدراسات بالحزب، بالإضافة إلى رمضان جمعة، وطارق عبد المنعم القياديين بالحزب، أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود الجنوبية للبلاد.
وعلى صعيد التطورات الميدانية، قالت وزارة الداخلية إن «ضابط شرطة قتل مساء أول من أمس في انفجار استهدف مدرعة بمدينة العريش في شمال سيناء، بينما أصيب أمين شرطة جراء الانفجار».
ومنذ عزل مرسي المنتمي لجماعة الإخوان كثف إسلاميون متشددون ينشطون في شمال سيناء هجماتهم على أهداف للجيش والشرطة. وقتل مئات من رجال الجيش والشرطة في تلك الهجمات.
وتقول السلطات المصرية إن «مئات المتشددين قتلوا أيضا في حملة بدأها الجيش والشرطة منذ نحو عامين في سيناء». وقال المتحدث باسم الجيش على صفحته الرسمية على «فيسبوك» إن «11 من المتشددين الإسلاميين قتلوا في مواجهات يوم الأحد الماضي، في تبادل لإطلاق النار بين عناصر الجيش والمتشددين استخدم خلاله أسلحة ثقيلة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.