بدء معركة الدورة الثانية بتونس بين المرزوقي والسبسي

الطرفان يبحثان عن كسب دعم الخاسرين في الانتخابات

بدء معركة الدورة الثانية بتونس بين المرزوقي والسبسي
TT

بدء معركة الدورة الثانية بتونس بين المرزوقي والسبسي

بدء معركة الدورة الثانية بتونس بين المرزوقي والسبسي

بدأت في تونس معركة الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية بين الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي والباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب «نداء تونس».
ورغم أن النتائج الرسمية لم تعلن بعد، غير أن النتائج الأولية تشير إلى أن السبسي حصل على أكثر من 40 في المائة من الأصوات، متبوعا بالمرزوقي الذي حصل على أكثر من 30 في المائة. في انتخابات تاريخية بلغت نسبة المشاركة فيها 64 في المائة.
ووصف رئيس «الهيئة العليا المستقلة للانتخابات» شفيق صرصار نسبة المشاركة بأنها «مشرفة».
وأعلن محسن مرزوق مدير حملة قائد السبسي في مؤتمر صحافي مساء أمس (الأحد) أن السبسي هو بحسب التقديرات الأولية، متصدر السباق بفارق كبير عن أقرب منافسيه الذي لم يسمه. مؤكدا أن السبسي ليس بعيدا كثيرا عن 50 في المائة المطلوبة لحسم المعركة من الدورة الأولى.
في المقابل قال عدنان منصر مدير حملة المرزوقي في مؤتمر صحافي إنه «في أدنى الحالات هناك تعادل بين الطرفين» «وفي الحالات الجيدة نحن متفوقون بنسبة تتراوح بين نقطتين و4 نقاط».
وانتقد منصر نتائج استطلاعات رأي نشرتها وسائل إعلام محلية وأشارت إلى تقدم قائد السبسي على المرزوقي، معتبرا أن الهدف من نشرها هو دفع المراقبين التابعين لحملة المرزوقي إلى الانسحاب من مراكز الفرز ما يسهل «تزوير» النتائج على حد تعبيره.
ودعا محمد المنصف المرزوقي «كل القوى الديمقراطية» إلى دعمه في الدورة الثانية حتى يفوز على قائد السبسي.
وقال المرزوقي «أتوجه الآن إلى كل القوى الديمقراطية التي ناضلت معي وناضلت معها طيلة الـ30 سنة الماضية من أجل دولة ديمقراطية حقيقية من أجل القطع مع الماضي. أطلب منها الآن أن تلتف حول مرشح الآن. أنا أصبحت الآن مرشحها الطبيعي».
وقرأ مراقبون دعوة المرزوقي على أنها موجهة بالأساس إلى «الجبهة الشعبية» (ائتلاف لأحزاب يسارية راديكالية) التي تشير النتائج الأولية إلى أنها حلت في المركز الثالث.
وأعلن حمة الهمامي مرشح الجبهة الشعبية للانتخابات الرئاسية الذي حل ثالثا بنحو 9 في المائة، أن الجبهة ستجتمع «في أسرع وقت» لبحث تحديد تعليمات انتخابية جديدة للدورة الثانية.
ويعتقد أنصار «نداء تونس» أن «حركة النهضة» التي حلت الثانية في الانتخابات التشريعية التي أجريت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تدعم بشكل غير معلن المرزوقي في الانتخابات، فيما تنفي الحركة ذلك.
وقال السبسي في مقابلة إذاعية إن منافسه المرزوقي «هو مرشح للإسلاميين والسلفية الجهادية» حسب تعبيره.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».