وزير الخارجية الجزائري يعلن عن زيارة قريبة للمبعوث الأممي إلى ليبيا

محللون: الجزائر تؤمن بأن تفاقم الوضع ستكون له عواقب وخيمة على أمنها الداخلي

وزير الخارجية الجزائري يعلن  عن زيارة قريبة للمبعوث الأممي إلى ليبيا
TT

وزير الخارجية الجزائري يعلن عن زيارة قريبة للمبعوث الأممي إلى ليبيا

وزير الخارجية الجزائري يعلن  عن زيارة قريبة للمبعوث الأممي إلى ليبيا

يزور مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون، الجزائر «في غضون الأيام القادمة»، بحسب وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، لبحث تطورات الحوار المرتقب تنظيمه بين أطراف الأزمة الليبية بالجزائر، التي عجز مسؤولوها عن جمع الأفرقاء المتصارعين الشهر الماضي بسبب تحفظ بعضهم على حضور رموز من نظام العقيد معمر القذافي.
وقال لعمامرة أمس لصحافيين بالعاصمة، بمناسبة التوقيع على اتفاقيتي تعاون مع وزيرة الخارجية الكينية أمينة سعيد، إن «مجهودات الجزائر لحل الأزمة الليبية لا تزال متواصلة وهناك تنسيق مع الأمم المتحدة، وسيصل في الأيام المقبلة إلى الجزائر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، قصد المزيد من المشاورات مع الحكومة الجزائرية حول ملف الأزمة»، من دون ذكر متى بالتحديد سيحل ليون بالجزائر.
وأفاد لعمامرة بأن ليبيا «تشهد تحديات أمنية وتطورات سياسية خطيرة، والانفجار الذي وقع الأحد الماضي بمدينة شحات في شرق ليبيا حافز على بذل المزيد من الجهد من أجل الإسراع في ربط الحوار الشامل بين الفرقاء الليبيين، قصد الوصول إلى مصالحة وطنية وبناء مؤسسات ديمقراطية، ممثلة لكل أطياف الشعب الليبي».
وحول انتقادات تتعرض لها الحكومة الجزائرية من طرف «إخوان ليبيا»، بخصوص دعمها المفترض لرموز النظام السابق، قال لعمامرة إن بلاده «تعترف بالدول وليس بالأشخاص».
وصرح المتحدث باسم الخارجية بن علي شريف، الأسبوع الماضي، بأن الجزائر «تؤدي دور المسهل في أزمة ليبيا وليس بإمكانها إبعاد أي طرف من الحوار، إلا من أقصى نفسه بنفسه»، مشيرا إلى أن «الذين يمارسون العنف لن يشاركوا في الحوار»، من دون توضيح من يقصد بالضبط.
وقال محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الإسلامي، المحسوب على تيار الإخوان في ليبيا، لصحيفة جزائرية إنه «يبارك جهود الجزائر الرامية إلى رأب الصدع في ليبيا، خصوصا أنها تحرص على إبعاد الأجانب عن التدخل في شؤون ليبيا. ولكننا نعتقد أن دعوة من كانوا في الدائرة الأولى للعقيد القذافي إلى الحوار، لن تخدم المسعى الجزائري ولن تحل الأزمة». ورد أنصار القذافي بحدة على هذا الموقف، وقللوا من شأن معارضيهم عدديا.
وذكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر الدكتور عبد الوهاب خليف، لـ«الشرق الأوسط»، أن دعوة الجزائر الأفرقاء الليبيين للالتقاء على طاولة المفاوضات في الجزائر العاصمة: «جاءت بناء على طلب من الفاعلين السياسيين والعسكريين داخل المجتمع الليبي، للقيام بدور الوساطة بهدف وضع خريطة طريق تشمل كل المسائل العالقة السياسية والعسكرية، وفي مقدمتها جمع السلاح الموجود خارج سلطة الدولة ووقف كل المواجهات العسكرية، وصولا إلى مشروع مصالحة وطنية تخرج البلاد من هذه الأزمة الخطيرة».
وأضاف: «من هذا المنطلق، يبدو لي أن المقاربة الجزائرية حيال الأزمة، التي تقوم على ضرورة حلها بالطرق السياسية والدبلوماسية ستنجح. كما تستبعد المقاربة الجزائرية كل أشكال التدخل العسكري في ليبيا، لأنها تدرك جيدا أن أسلوب التدخلات العسكرية لن يجدي نفعا، بل بالعكس سيزيد الوضع أكثر سوءا وتعقيدا، خاصة إذا علمنا أن المجتمع الليبي هو مجتمع قبلي بامتياز لن يقبل بالحلول المفروضة عليه من الخارج».
من جهته، قال خبير القضايا الاستراتيجية الدكتور بوحنية قوي، إن الجزائر «تسعى إلى أن يكون لها دور محوري في إدارة الشأن الليبي، باعتباره يشكل حالة متفجرة تتدحرج ككرة الثلج. والجزائر تؤمن بالقطع بأن أي تفاقم في الوضع الليبي ستكون له عواقب على الأمن الداخلي الجزائري، بفعل طول الحدود بين البلدين التي تتجاوز 900 كلم. يضاف إلى ذلك تنامي الجريمة المنظمة وتزايد تدفق السلاح الثقيل والخفيف بكل أنواعه، مما سيشكل تحالفا استراتيجيا بين الجماعات المسلحة وسماسرة الجريمة المنظمة بكل أنواعها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.