عشرات القتلى بتفجير مدرسة في نيجيريا

انتحاري تنكر في زي مدرسي قام بتفجير نفسه في ثانوية للبنين

عشرات القتلى بتفجير  مدرسة في نيجيريا
TT

عشرات القتلى بتفجير مدرسة في نيجيريا

عشرات القتلى بتفجير  مدرسة في نيجيريا

ذكر التلفزيون الوطني في نيجيريا أن انتحاريا تنكر في زي مدرسي قام بتفجير نفسه أمس في مدرسة ثانوية للبنين في شمال نيجيريا، ما أسفر عن مقتل 49 شخصا. وقال التقرير إن 57 شخصا أصيبوا جراء الانفجار، بينما ذكرت تقارير أخرى أن 79 أصيبوا في الهجوم الذي وقع في منطقة بوتيسكوم بولاية يوب أثناء وقوف الطلاب في طابور الصباح في المدرسة الداخلية. وقال ماركوس دانلادي المسؤول في الشرطة إن العدد الدقيق للضحايا لا يمكن تحديده إلا بعد وصوله إلى موقع الحادث الذي يقع على بعد 120 كيلومترا من داماتورو عاصمة الولاية.
ومن المرجح أن تلقى بالمسؤولية في الحادث على جماعة بوكو حرام، إذ إنها استهدفت بصورة متكررة المدارس خلال حملتها المستمرة منذ 5 سنوات لإقامة دولة إسلامية، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف. وقال مدرس وهو يبكي بحسرة إن «الطلاب تجمعوا لطابور الصباح حينما انفجر شيء ما وسطهم وأحدث صوتا هائلا في الساعة 7:50 (06:50 بتوقيت غرينتش)»، حسبما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقل الضحايا إلى مستشفى قريب، بحسب المدرس الذي طلب عدم الكشف عن هويته. وقال شاهد عيان لـ«بي بي سي» إنه شاهد الآباء وهم ينتحبون بشدة وهم يرون جثث أبنائهم في المستشفى. وأفادت مصادر أمنية بمقتل ما لا يقل عن 47 تلميذا وإصابة 79 بجروح أمس في عملية انتحارية استهدفت مدرسة شمال شرقي نيجيريا، متهمة جماعة بوكو حرام بتنفيذ الهجوم. وقال المتحدث باسم شرطة نيجيريا إيمانويل أوجوكوو إن الانفجار الذي وقع في مدرسة في بوتيسكوم بولاية يوبي نفذه انتحاري. وأضاف أن هناك 47 قتيلا و79 جريحا بين التلاميذ، موجها أصابع الاتهام إلى جماعة بوكو حرام.
وقال أحد أولياء الأمور ويدعى ماهي إبراهيم، لوكالة الأنباء الألمانية إن أحد المعلمين في المدرسة أكد سقوط 30 قتيلا، لدى اتصاله هاتفيا للاستفسار عن ابنه. وتابع: «لقد انتهيت من التحدث إلى مدير المدرسة وقال إنه تم نقل نحو 30 جثة في سيارات الإسعاف. وأبلغني أن طفلي بخير، أشعر بحزن عميق على أهالي الضحايا». وقال أحمد يونس وهو أحد المتطوعين لصحيفة «دايلي تراست» اليومية «توفي نحو 15 طالبا، تشوهت أجسامهم من الانفجار وكانوا ينزفون، وذلك أثناء نقلهم إلى المستشفى».
من جانبه، قال أحد السكان المحليين ويدعى أحمد إبراهيم لصحيفة «ذا بانش»: «أستطيع أن أقول لكم إن جميع المدارس في البلدة أغلقت الآن وذهب الآباء لاصطحاب أطفالهم. هناك نحيب في كل مكان، وخصوصا حول المدرسة التي وقع فيها الحادث». وقالت الشرطة إنه تم نقل المصابين إلى المستشفى، ويتم حاليا التحقيق في الحادث.
ويأتي هذه الانفجار بعد 6 أيام من انفجار مماثل استهدف مدرسة شيعية وسقط فيه 30 قتيلا. وتشير التقارير إلى أن الهجومين من تنفيذ جماعة «بوكو حرام» التي سبق أن استهدفت مدارس في إطار حملتها لإقامة دولة إسلامية في نيجيريا.



الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
TT

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، خلال عملية عسكرية خاصة داخل الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي. في حين أعلن الجيش الموريتاني أن المواطنين جرى توقيفهم داخل أراضي مالي، وأكد أنه «لن يسمح» بأي انتهاك لحوزته الترابية.

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

وقالت مصادر محلية إن المواطنين الموريتانيين أفرج عنهم بعد ساعات من التوقيف، وكانت وحدة «فاغنر» قد سلّمتهم إلى الجيش المالي الذي حقّق معهم ثم أفرج عنهم، ليعودوا إلى الأراضي الموريتانية ليل الأربعاء/الخميس.

اختراق الحدود

بعد توقيف الموريتانيين من طرف وحدة «فاغنر»، المرافقة للجيش المالي، تداول ناشطون موريتانيون على وسائل التواصل الاجتماعي معلومات تُفيد بأن مقاتلي «فاغنر» وقوات الجيش المالي «اخترقوا» الحدود، وأوقفوا مواطنين موريتانيين.

ولكن الحكومة الموريتانية نفت أن يكون قد حدث أي اختراق للحدود، وقال الوزير الناطق باسم الحكومة، الحسين ولد أمدو: «إن وحدات من الجيش المالي كانت تتحرك في مناطق تابعة لحدودها، وأثناء مرورها اعتقلت هذه المجموعة».

وأضاف ولد أمدو، في مؤتمر صحافي مساء الأربعاء، أن القرية التي دخلها الجيش المالي وقوات «فاغنر»، «تابعة لدولة مالي»، مشيراً إلى أن «اتصالات جرت بين السلطات العسكرية الموريتانية والمالية أسفرت عن إطلاق سراح الموقوفين».

لا تسامح

وأصدر الجيش الموريتاني بياناً صحافياً حول الحادثة، وقال إن ما تداولته الصحف المحلية وبعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي حول اختراق الحدود «مجرد معلومات مغلوطة وأخبار زائفة»، وقال: «إنه لن يسمح لأي كان بانتهاك الحدود».

وأوضح الجيش الموريتاني أن «الأمر يتعلق بوصول وحدة من الجيش المالي إلى قرية الأغظف الموجودة داخل التراب المالي»، وشدّد على أنه «لم تصل القوات المالية مطلقاً إلى خط الحدود بين البلدين».

وقال الجيش الموريتاني: «إن الوحدة العسكرية المالية أوقفت 18 شخصاً في المناطق التي مرت بها، قبل أن يجري إطلاق سراح الموقوفين لاحقاً، بعد اتصالات ميدانية بين الجهات المعنية بموريتانيا ومالي».

وخلص الجيش الموريتاني إلى «طمأنة المواطنين بأن الوحدات العسكرية الموريتانية المرابطة على الحدود، لن تسمح لأي كان بانتهاك الحوزة الترابية للبلاد»، وفق نص البيان الصحافي.

احتفاء محلي

كان توقيف المواطنين الموريتانيين قد أثار حالة من الرعب في أوساط السكان المحليين، في ظل مخاوف من تصفيتهم، كما سبق أن حدث مع موريتانيين خلال العامين الماضيين، أوقفتهم «فاغنر» وعثر عليهم في مقابر جماعية، ما كاد يقود إلى أزمة في العلاقات بين مالي وموريتانيا.

وبعد الإفراج عن الموقوفين سادت حالة من الارتياح في أوساط السكان المحليين، وأصدرت مجموعة من السياسيين والمنتخبين المحليين بياناً، قالت فيه إن سكان محافظة باسكنو الحدودية «يثمنون إطلاق سراح المختطفين على الحدود المالية».

وقال النائب البرلماني، محمد محمود ولد سيدي، إن الإفراج عن الموقوفين «لحظة تحمل في طياتها فرحة كبرى، وترسم أفقاً جديداً من الأمل والطمأنينة في قلوب الجميع».

وأضاف عضو البرلمان الموريتاني عن دائرة باسكنو، أن السكان يشكرون الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني «الذي قاد بحكمة وحزم مسار الجهود المبذولة لتحقيق هذا الإنجاز الوطني الكبير».

وأرجع النائب جهود الإفراج عن الموقوفين إلى ما سمّاه «الدبلوماسية العسكرية (الموريتانية) التي أظهرت قدرتها على إدارة الأزمات بفاعلية، وأثبتت بالدوام نجاعة وحنكة عاليتين في التعامل مع هذا التحدي الأمني الكبير».

حرب مالي

وتعيش دولة مالي على وقع حرب، منذ أكثر من 10 سنوات، ضد مجموعات مسلحة موالية لتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وقبل سنوات قاد ضباط ماليون انقلاباً عسكرياً، وسيطروا على الحكم في البلد، ليعلنوا التحالف مع روسيا، وجلب مئات المقاتلين من «فاغنر» لمساعدتهم في مواجهة المجموعات الإرهابية.

ويثير وجود «فاغنر» داخل الأراضي المالية، خصوصاً في المناطق الحدودية، مخاوف الموريتانيين؛ إذ تسببت عمليات «فاغنر» في مقتل عشرات الموريتانيين داخل الشريط الحدودي بين البلدين.

وتوجد في الشريط الحدودي عشرات القرى المتداخلة، بعضها تتبع موريتانيا ويقطنها مواطنون ماليون، وأخرى تتبع مالي ويقطنها مواطنون موريتانيون، وذلك بسبب عدم ترسيم الحدود بشكل نهائي بين البلدين.