تقدم المعارضة في درعا بعد السيطرة على «نوى» يمهد لطرد النظام من القنيطرة

اغتيال 5 مهندسين يعملون في الطاقة النووية بدمشق.. وأكثر من ألف قتيل في معارك كوباني

تقدم المعارضة في درعا بعد السيطرة على «نوى» يمهد لطرد النظام من القنيطرة
TT

تقدم المعارضة في درعا بعد السيطرة على «نوى» يمهد لطرد النظام من القنيطرة

تقدم المعارضة في درعا بعد السيطرة على «نوى» يمهد لطرد النظام من القنيطرة

سيطر مقاتلو المعارضة السورية أمس، على بلدة نوى الواقعة في الريف الغربي لمحافظة درعا جنوب البلاد، بعد أشهر من الاشتباكات، وهو ما وصفته مصادر المعارضة السورية بـ«التقدم الاستراتيجي» كونه «يقطع خطوط إمداد النظام إلى محافظة القنيطرة في الغرب، ما يمهد للسيطرة الكاملة على المحافظة» الحدودية مع إسرائيل. وأعلنت كتائب معارضة تنتمي إلى الجيش السوري الحر في بيان نشر على الإنترنت، أنها تمكنت من تحرير عدة مناطق في نوى، وأن المدينة باتت اليوم «محررة بالكامل»، فيما نشرت «جبهة النصرة» على الإنترنت أيضا صورا لأعلام لها قالت: إنها رفعت في نوى.
في المقابل، نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري سوري قوله: إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة نفذت «في منطقة نوى بريف درعا مناورة لإعادة الانتشار والتموضع، بما يتناسب مع طبيعة الأعمال القتالية المقبلة».
وجاءت السيطرة على المدينة، بعد أشهر من المعارك العنيفة، تخللها قصف عنيف أطلقته القوات النظامية بالصواريخ والطائرات لأنحاء في المدينة والمناطق المحيطة فيها، وذلك منذ شهر يونيو (حزيران) الفائت.
وقالت مصادر المعارضة السورية في الجبهة الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التقدم «يعد استراتيجيا في المنطقة»، كونه يتيح لقوات المعارضة «قطع طرق الإمداد من مواقع النظام في درعا إلى القنيطرة»، وهي المحافظة الحدودية مع إسرائيل التي سيطرت المعارضة قبل شهرين على معبرها الأساسي مع بلدات هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وتحكم السيطرة الآن على جزء كبير من المحافظة. وقالت المصادر إن هذا التقدم «يعني تسهيل عملية السيطرة على القنيطرة بالكامل التي تمر الإمدادات إليها عبر الريف الغربي لدرعا، وفتح طريق العبور إلى جنوب دمشق عبر بلدات الغوطة الغربية».
وأكدت مصادر المعارضة أن الهجوم كان «واسع النطاق، وشاركت فيه فصائل بارزة في الجيش السوري الحر إلى جانب كتائب من جبهة النصرة» التي يعد جنوب سوريا معقلا لها، وتقاتل بنحو 1800 مقاتل، بحسب مصادر هيئة الأركان في الجيش السوري الحر، مشيرة إلى أن معظمهم «من أبناء المنطقة، وينسقون بشكل دائم مع فصائل الحر».
وتأتي سيطرة الكتائب المعارضة وجبهة النصرة معا على مدينة نوى، بعد أيام قليلة من تقدم جبهة النصرة في ريف إدلب شمال غربي سوريا إثر قيامها بطرد مقاتلين معارضين ينتمون إلى كتائب معتدلة منها.
وقال ناشط في درعا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إنه «في الشمال، هناك اختلافات آيديولوجية بين مقاتلي الجيش السوري الحر ومقاتلي جبهة النصرة. لكن هنا في درعا، العلاقات العشائرية هي التي تطغى، ولذا فإنه لا اختلافات مماثلة هنا». وفي دمشق، قتل 5 مهندسين يعملون في مجال الطاقة النووية في هجوم استهدف حافلة كانت تقلهم في منطقة تقع على الأطراف الشمالية لدمشق. وقال المرصد إن «مجهولين اغتالوا اليوم (أمس) 5 مهندسين يعملون في مجال الطاقة النووية في مركز البحوث العلمية في حي برزة في شمال دمشق»، مشيرا إلى أن جنسيات هؤلاء المهندسين لم يتم التأكد منها بعد.
من جهة أخرى، قتل 21 مدنيا بينهم طفل وامرأة وأصيب 100 شخص آخر في غارات وقصف بالبراميل المتفجرة نفذته طائرات النظام السوري واستهدف مدينة الباب الواقعة في ريف محافظة حلب (شمال) الشمال الشرقي أول من أمس، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويعد الهجوم الجوي، الأعنف على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» منذ أواخر العام الماضي، وكانت مواقع «داعش» قد تعرضت لقصف من قبل طائرات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، 4 مرات على الأقل.
وأفاد المرصد بأن التنظيم «استدعى السبت العشرات من عناصره، من مقراته وتمركزاته بالقرب من الحدود السورية – التركية، بريف حلب الشمالي الشرقي، وجمعهم في مقار له بمدينة الباب، أحد معاقله بريف حلب الشرقي وأرسلهم الأحد في دفعات متتابعة، إلى مدينة منبج التي يسيطر عليها التنظيم، كمرحلة تمهيدية، لإرسالهم من أجل المشاركة في القتال بمدينة كوباني»، التي بدأ التنظيم هجومه على ريفها في 16 من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وقتل نحو ألف شخص من الطرفين منذ إطلاق الهجوم. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن 1013 شخصا قتلوا في معارك مدينة كوباني بين تاريخ بدء الهجوم ومنتصف الليل (الماضي)، أغلبهم من مقاتلي تنظيم «داعش» وعددهم 609 مقاتلين. وأشار إلى أن 363 مقاتلا ينتمون إلى (وحدات حماية الشعب الكردية) التي تدافع عن المدينة «إلى جانب 16 مقاتلا مواليا لها، ومتطوعا سوريا واحدا قاتل معها، و24 مدنيا».
وأوضح أن الحصيلة تلك لقتلى المعارك في محيط وداخل المدينة لا تشمل أعداد مقاتلي التنظيم الذين قتلوا في غارات التحالف الدولي على مواقع التنظيم في كوباني وأطرافها.
كما ينفذ عناصر قوات البيشمركة الكردية الذين دخلوا المدينة الشمالية قبل أكثر من أسبوع «قصفا مكثفا» ضد مواقع «داعش» في إطار هذه المعركة. وأفاد المرصد بأن الريف الغربي للمدينة شهد أمس قصفا عنيفا من قبل قوات البيشمركة الكردية ووحدات حماية الشعب حيث استهدف القصف تمركزات لتنظيم «داعش»، إلى جانب تبادل لإطلاق في عدة مناطق.
في موازاة ذلك، شهدت مدينة حلب في اليومين الماضيين 3 عمليات اغتيال نفذها مسلحون مجهولون، استهدفت إحداها قياديا ينتمي إلى الجبهة الإسلامية، والثانية قياديا في جبهة النصرة، والثالثة قياديا في تجمع ألوية مقاتلة، وفقا للمرصد السوري.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».