«داعش» يسيطر على ثاني حقل للغاز في حمص.. ويعدم 8 رجال في «البوكمال»

«الائتلاف» يتخوف من «زيادة الحضانة الشعبية للتنظيم»

«داعش» يسيطر على ثاني حقل للغاز  في حمص.. ويعدم 8 رجال في «البوكمال»
TT

«داعش» يسيطر على ثاني حقل للغاز في حمص.. ويعدم 8 رجال في «البوكمال»

«داعش» يسيطر على ثاني حقل للغاز  في حمص.. ويعدم 8 رجال في «البوكمال»

سيطر «داعش» على حقل ثانٍ للغاز في حمص خلال أسبوع، بعد معارك مع قوات النظام، بينما أُعدِم 8 مقاتلين في كتائب معارضة بعد تسليم أنفسهم، وقام بصلبهم في مدينة البوكمال السورية في دير الزور، حسبما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
في غضون ذلك، حاصرت قوات النظام بلدة الشيخ مسكين واستقدمت المزيد من التعزيزات العسكرية على محيطها، في محاولة لاقتحامها. وتبنى التنظيم السيطرة على «حقل غاز الشحار» الذي يُعد من أهم حقول الغاز في سوريا، في بيان نشره على الإنترنت. كما نشر صورا لدبابات مدمرة و15 جثة على الأقل قال إنها تعود إلى جنود سوريين، بعضها متفحم والبعض الآخر يحمل آثار رصاص في الرأس والصدر، بينما أشار المرصد إلى استمرار المواجهات بين الطرفين بالقرب من «آبار الشحار» بالريف الشرقي، وعند أطراف «حقل الشاعر»، مع محاولة من الجيش السوري لشن هجوم مضاد، وأوضح أن المتشددين أصبحوا يسيطرون على كل الآبار رغم وجود جنود سوريين في بعض المباني. وقال «موقع سايت»، الذي يتابع مواقع الحركات الجهادية إن التنظيم المتشدد نشر 18 صورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيها راياته مرفوعة على «حقل شحار» للغاز، إلى جانب عدد من العربات وأسلحة تمكّن المقاتلون من الاستيلاء عليها. وقال التنظيم إن مقاتليه استولوا على دبابتين و7 سيارات رباعية الدفع وعدد من الأسلحة الآلية الثقيلة.
وكان «داعش» سيطر قبل 3 أيام على آبار الغاز في حقل «الشاعر» الواقع في صحراء تدمر، شرق مدينة حمص السورية. ويقول معارضون سوريون إن التنظيم بات يسيطر «على معظم مصادر الطاقة في سوريا، ويحكم سيطرته على غالبية منابع النفط والغاز والكهرباء والماء في شمال وشرق سوريا». وهو الأمر الذي حذّر من نتائجه الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، معربا عن مخاوفه على «سوريا المستقبل» جراء امتلاك تلك الثروات، وانعكاسه على «زيادة الحضانة الشعبية للتنظيم».
وميدانيا، تعرض حي الوعر الخاضع لسيطرة المعارضة السورية لقصف بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، صباحا، كما قصفت قوات النظام بعدة قذائف هاون ومدفعية مناطق في الحولة وتلبيسة بريف حمص، أعقبه تنفيذ الطيران الحربي لـ4 غارات على مناطق في المدينة، كما سقطت عدة صواريخ على مناطق في حيي عكرمة وباب الدريب بمدينة حمص، مما أدى إلى وقوع إصابات بين قتيل وجريح.
كما استمرت الاشتباكات بين الكتائب الإسلامية والكتائب المعارضة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى في محيط حي الوعر بمدينة حمص.
وتخوّف ناشطون من اقتحام قوات النظام لبلدة الشيخ مسكين شمال محافظة درعا، إثر تعزيز وجوده في محيطها باستقدام المزيد من التعزيزات العسكرية من دبابات ورشاشات ثقيلة، إضافة إلى سيارات محمّلة بالجنود. وأشار «مكتب أخبار سوريا» المعارض إلى أن التعزيزات تمركزت على المحاور الشمالية والشرقية والجنوبية للشيخ مسكين، وذلك في محاولة لاقتحام البلدة الخاضعة، في معظم أجزائها، لسيطرة المعارضة.
وقال العقيد محمد حيان القائد العسكري لفرقة الحمزة التابعة للجيش السوري الحر، إن مقاتلين من الفرقة إلى جانب فصائل معارضة أخرى من خارج بلدة الشيخ مسكين، بدأوا عملياتهم في محيط البلدة لمؤازرة المقاتلين المحاصرين داخلها. وفي حلب، سقطت عدة قذائف أطلقها مقاتلون في المعارضة على مناطق في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، ما أدى لإصابة طفلين بجراح. كما قصفت الكتائب المقاتلة تمركزات لقوات النظام في حي الخالدية شمال حلب، واستهدفت بعدة قذائف محلية الصنع تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في حندرات بريف حلب الشمالي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.