يشعل اليوم أكثر من 70 شاعرا وناقدا سعوديا وعربيا أمسيات «الباحة» بقناديل الشعر، في واحدة من التظاهرات الأدبية التي تميزت بها هذه المنطقة؛ حيث تنطلق في إحدى أهم المصايف السعودية فوق جبال السروات، فعاليات مهرجان الشعر العربي. ويقام المهرجان على هامش احتفالية جائزة الباحة الأدبية، وسط تحديات بقدرة الشعر على اجتذاب جمهور طالما وصف بارتباطه بالموروث الفلكلوري الشائع؛ الشعر العامي والعرضة.وينظم المهرجان النادي الأدبي، برعاية أمير منطقة الباحة مشاري بن سعود،، وحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، ووكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، والمدير العام للأندية الأدبية الدكتور أحمد قران الزهراني.
وعلى مدى 3 أيام، يقدم نحو 73 شاعرا نصوصهم الشعرية، ومن بين المشاركين: محمد حبيبي، هدى الدغفق، وعلي الدميني، وإبراهيم الوافي، ولطيفة قاري، وأحمد عائل فقيهي، وفاروق بنجر، وجاسم الصحيح، وعبد الله الصيخان، وكريم معتوق، وعلي بافقية، ومحمد الدميني، وعبد المحسن حليت، وطلال الطويرقي، وخديجة قارئ، ومعجب الزهراني، وأمل القثامية، وغيرهم. وقبل ساعات من انطلاق المهرجان، أثار قيام النادي الأدبي بحشد هذا العدد الكبير من الشعراء، تساؤلا عن «جماهيرية» الشعر في منطقة ظلت وفية للفنون الأدائية «التعبيرية» التي ترمز لموروثها الشعبي، ومدى قدرة الشعر الفصيح على شق طريقه هناك.
وقال الروائي أحمد الدويحي، وهو من أدباء الباحة المعروفين، لـ«الشرق الأوسط»، إن «حشد عدد من الشعراء في منطقة لا تحتفي بالشعر الفصيح يمثل تحديا.. وكان في مقدور النادي أن يجدد في ملتقى الرواية ليحظى بالنجاح نفسه، ويؤدي بهذا دورا ثقافيا مميزا».
وأثارت تعليقات الدويحي في وسائل التواصل الاجتماعي ردود فعل متباينة؛ حيث قال: «ماذا يستفاد من ملتقى شعري في منطقة ناسها تقدس (العرضة) بوصفها مورثا شعبيا، وتحتفي به أكثر من أي جنس أدبي آخر بما في ذلك الشعر الفصيح، حتما ستجد عدد الشعراء على المنبر أكثر من عدد الحضور في القاعة».
وتعليقا على ذلك، قال الدويحي لـ«الشرق الأوسط»: «اجتهد نادي الباحة في جمع عدد كبير من الشعراء. والشعر بوصفه جنسا أدبيا حين يُلقى فلا بد له من متلق، وليس ذنب إدارة النادي أن سكان المنطقة يحتفون بموروثهم وفلكلورهم الشعبي، وكنت أتمنى أن يحافظوا على النجاح الذي حققوه في ملتقيات الرواية وتفردوا به، ونجاحهم في طباعة أعمال أدبية وفكرية، وقد فازت 3 كتب صادرة عن نادي الباحة بجوائز، فكل منطقة لها بيئتها الثقافية، وعلى الأندية الأدبية أن تحسن اختيار وتنظيم برامجها الثقافية ونشاطاتها».
وفي رده على الدويحي، قال الناقد المعروف الدكتور علي الشدوي، إن «الشعر الرفيع لم يكن يوما ما شعبيا، إلا إذا كان مؤدلجا (سياسيا، أو دينيا، وغيرهما)، وأكاد أجزم أن لا أحد كان يستمع إلى المتنبي إلا سيف الدولة وابن خالويه وابن جني (..) ومع هؤلاء الحاشية بداعي (البرستيج)»، وأضاف الشدوي: «الشاعر ليس مطالبا بأن يكون جماهيريا وكذلك الشعر. وملتقى كهذا فيما أرى هو ملء للفراغ العام وإشغاله، بدلا من أن تستولى عليه تيارات أخرى». ومعروف عن نادي الباحة الأدبي تميزه في تنظيم فعاليات ملتقى الرواية، وهو ملتقى يحشد له في كل دورة عشرات الروائيين والنقاد العرب، وتقدم فيه دراسات نقدية جادة تساهم في تطوير وإثراء التجربة الروائية المحلية. يذكر أن 3 دراسات فازت بجائزة الباحة الأدبية هذا العام، وهي: «استطيقا التحول النصي وسلطة التأويل» للدكتور عبد الناصر هلال «مصر» في المركز الأول، و«تحولات الخطاب الشعري في المملكة العربية السعودية» للدكتور عبد الحميد الحسامي «اليمن» في المركز الثاني، و«خطاب الأنساق في الشعر العربي في الألفية الثالثة» للدكتورة آمنة بلعلي «الجزائر» في المركز الثالث.
أكثر من 70 شاعرا يشعلون «الباحة» والجمهور عقبة التحدي
أدباء يتساءلون عن قدرة الشعر الفصيح على اجتذاب جمهور «العرضة»
أكثر من 70 شاعرا يشعلون «الباحة» والجمهور عقبة التحدي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة