إيبولا «يتسلل» إلى احتفالات هالوين في أميركا

تحول إلى مناسبة تجارية مرحة مبتعدا عن مدلولاته الوثنية

موضة التخويف هذا العام هي وباء إيبولا (رويترز)
موضة التخويف هذا العام هي وباء إيبولا (رويترز)
TT

إيبولا «يتسلل» إلى احتفالات هالوين في أميركا

موضة التخويف هذا العام هي وباء إيبولا (رويترز)
موضة التخويف هذا العام هي وباء إيبولا (رويترز)

ليلة الجمعة، وربما في كل حي في كل الولايات المتحدة، وبعد غروب الشمس، خرج أولاد وبنات يرتدون أزياء مخيفة، ودقوا على أبواب منازل جيرانهم. وعندما خرج أهل المنازل، صاح الأولاد والبنات: «تريك أور تريت؟» (نخيفكم، أو تعطونا هدية؟). وبعد تعليق روتيني، مثل: «سكيري» (هذه ملابس مخيفة)، كان هؤلاء سعداء بتلبية طلبات الهدايا، والتي، في أغلب الأوقات، حلوى. وكان هؤلاء اشتروها مسبقا، استعدادا لواحد من أهم الاحتفالات السنوية الأميركية.
يتكرر هذه التقليد الأميركية كل سنة بعد غروب شمس آخر يوم في أكتوبر (تشرين الأول). ويأتي في المرتبة الثانية بعد تقليد سنوي آخر، صباح 25 ديسمبر (كانون الأول)، عندما يجتمع كل الأميركيين تقريبا حول شجرة عيد الميلاد لتوزيع الهدايا على بعضهم.
وبينما توجد صلة واضحة بين التقليد الثاني وميلاد المسيح، لا يعرف سبب مؤكد للتقليد الأول، ويعتقد بعض الناس أنه له صلة بخرافات عن الأموات والشياطين، أو خليط من الدين والشعوذة.
يسمى الأميركيون يومهم «هالوين»، لكنهم يختلفون في تفسير معنى الكلمة:
البعض يعتبر أصل الكلمة والمناسبة اسكوتلنديا: «ساوهين» (عيد الشمس). الذي يعود إلى ما قبل المسيحية في أوروبا، عندما كان الأوروبيون يعبدون الأصنام والشمس والقمر.
بينما يرى البعض الآخر أن أصلها آيرلندي: «هالوتايد» (عشاء الأرواح، أو عشاء الموتى). يعود هذا إلى قبل المسيحية أيضا، عندما كانت القربان تقدم لآلهة الموت، خوفا من غضبهم.
أما التفسير الأخير فيعتبر أصل الكلمة والمناسبة مسيحي: «أول هالوز» (كل القديسين). وذلك بعد أن غير البابا بونيفيس الرابع (القرن السابع الميلادي) اسم «يوم الموتى»، الذي كانت تحتفل به الإمبراطورية الرومانية قبل المسيحية، إلى «أول هالوز».
حدث نفس الشيء في أميركا الجنوبية، ولكن بعد ذلك بـ800 عام، عندما وصل المبشرون المسيحيون الإسبان، ووجدوا أن السكان الأصليين يحتفلون بيوم الموتى، ويقدمون القربان إلى «مستيكاوهاتيل» (آلهة الموت). غير المبشرون الاسم إلى «عيد القديسين» لكن، حتى اليوم، يستمر الاسم باللغة الإسبانية: «ديا دي مورتو» (يوم الموتى) في ليلة «هالوين»، يرتدي كثير من الأولاد والبنات أقنعة جماجم، وعظاما، وهياكل بشرية، عندما يدقون على أبواب منازل جيرانهم بعد غروب شمس آخر يوم في أكتوبر.
وتزين البيوت بتماثيل ورموز مخيفة، مثل أشباح، وقطط سوداء، وبوم، ووطواط، وشياطين، وأكفان موتى. ويلبس الناس أزياء شخصيات سينمائية مخيفة مثل «دراكولا» و«فرانكنشتائن». ومؤخرا اشتهرت أزياء نجوم سينمائية وتلفزيونية غير مخيفة، مثل «ميكي ماوس» و«سندريلا» و«وسنو واي» و«الرجل الوطواط» و«الرجل العنكبوت».
ورغم أن أغلبية ساكني المنازل تقدم حلوى لمن يدق على أبواب منازلهم، فإن البعض يقدمون فاكهة أو أدوات مكتبية أو نقودا. ورغم أن المناسبة ليست للكبار، بدأ بعض هؤلاء يحتفلون بها، ويقيمون حفلات وسهرات أقنعة وأزياء تنكرية.
ومنذ سنة 1950، توزع اللجنة الأميركية لدعم منظمة اليونيسكو صناديق «هالوين اليونيسكو»، لجمع تبرعات للمنظمة الدولية، بدلا عن جمع الحلوى.
يهادن معظم رجال الدين الأميركيين المناسبة، رغم أن بعضهم يربطها بعصور الخرافة والدجل والشعوذة. ويهاجمها رجال دين آخرون، مثل الطوائف المسيحية الشرقية واليهود الأرثوذكس. وتمنع كثير من المدارس الإسلامية تلاميذها وتلميذاتها من الاشتراك في مناسبة يرونها وثنية.
لكن رجال الدين المسيحيين البروتستانت يحتفلون بيوم القديسين، ويحيون مارتن لوثر، القس الألماني الذي وضع، يوم 31 أكتوبر سنة 1517، على باب كنيسة كاستيل (في ساكسوني شمال ألمانيا) 95 تقريرا ضد تفسير الفاتيكان للمسيحية، وبدأ ثورة عهد الإصلاح، التي أدت إلى عصر التنوير ثم عصر النهضة،، ثم عصر الحرية والديمقراطية.
لهذا يمكن القول إن هناك صلة بين جيوش الأولاد والبنات التي تجوب شوارع أميركا، تخيف الناس، وتطلب هدايا «هالوين»، وبين تطور الحضارة الغربية، لأن تقارير مارتن لوثر انتقدت سيطرة رجال الدين، وفسادهم، وسيطرتهم على الملوك والأمراء، وتوزيعهم صكوك الغفران.
لكن، خلال ربما الـ30 عاما الماضية، صار «هالوين»، مثل الكريسماس، مناسبة تجارية رأسمالية. وصار هدف الشركات والمتاجر هو إغراء الناس لشراء حلوى وزينات وعلامات، ولإقامة حفلات وسهرات. في العام الماضي، صرف الأميركيون 5 مليارات دولار على هذه الأشياء. وزارت مايلز باركز، صحافية في «واشنطن بوست»، متجرا لبيع ملابس التنكر والتخويف. ليس فقط للصغار، ولكن أيضا للكبار.
وقال صاحبه لورنزو كالتاغيرون: «موضة التخويف هذا العام هي وباء إيبولا، بعنا كل ملابس الوقاية، وخصوصا ملابس الأطباء والممرضات».
وقال إن «متجره مفتوح على مدار العام، لكن يسجل 50 في المائة من مبيعاته السنوية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) وإن كل تلك المبيعات في الأسبوع الذي يسبق (هالوين)».
وقال جوناثان ويكز، مدير متجر «أون سيل أون لاين» في الإنترنت: «في عام 2009، أراد الجميع أن يرتدوا ملابس مايكل جاكسون. لكن، هذ الأسبوع، يريدون ملابس (إيبولا) كل عام يوجد شيء جديد».
وقال إبراهيم عريقات (18 عاما) لمراسلة صحيفة «واشنطن بوست»، وهو من عائلة عربية مهاجرة إلى أميركا: «أعرف أن بعض الناس سوف يعترضون، لكن أعتقد أنه مجرد مزاح». وأضاف ضاحكا: «ليس هذا شيئا خطيرا إنه مجرد ضحكة». وعلقت فيليس غالمبو، أستاذة الفنون في جامعة أولباني (ولاية نيويورك)، ومتخصصة في ثقافة الأزياء: «هذه مجرد طقوس مرحة، وليست وراءها عقيدة أو فلسفة أو نظرية».
وقال دكتور رتشارد لاكمان، أستاذ علم الاجتماع في جامعة نيويورك، إن «الرأسمالية الأميركية عرفت كيف تستغل أعياد الفرح، وعرفت كيف تستغل أعياد الخوف». ولاكمان ليس غريبا عن نقد الرأسمالية لأنه كتب كتاب «رأسماليون غصبا عنا» عن تاريخ الرأسمالية في أوروبا، ثم في أميركا. وكانت جامعة أوهايو أجرت استفتاء عن أهمية «هالوين» في الثقافة الأميركية. وقالت إن «73 في المائة من أغلبية الأميركيين تراه مناسبة لإسعاد الأطفال، ولا تحلل معانيه التاريخية، والفلسفية، والدينية».
وقالت نسبة 20 في المائة إنها تتحفظ على معاني المناسبة، وعلى التركيز على الخوف والعنف. وصفت أغلبية المعارضين أنفسهم بأنهم «محافظون». وانتقدت المناسبة نسبة كبيرة من السود. لكن، قال الذين أجروا الاستفتاء إن سبب معارضة هؤلاء ليس دينيا، ولكن لخطورة خروج الأولاد والبنات في شوارع المدن بعد غروب الشمس، خصوصا في المناطق التي يسكن فيها السود، والتي تنتشر فيها الجرائم وتجارة المخدرات.
ولاحظ دكتور لاكمان أن «هالوين» وصل حتى إلى اليابان، كجزء من الثقافة الأميركية، دون أن يتمعن اليابانيون في معناه وخلفيته، أو إذا كان أصل المناسبة آيرلنديا، أو اسكوتلنديا، أو مسيحيا أو وثنيا. وقال: «اعتبروه، مثل شعوب كثيرة مولعة بالجانب المرح في الثقافة الأميركية، مجرد مرح أميركي، رغم الجماجم، والهياكل، والأكفان، وتماثيل الموتى».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.