التنظيمات الإرهابية تستقطب طلاب الجامعات المتفوقين في تونس

فتح خط جوي مع طرابلس الليبية وأربيل العراقية فتح أبواب التعامل مع التنظيمات المتشددة

دعاوى داعش وجدت صدى بين طلاب الجامعات التونسية ({الشرق الأوسط})
دعاوى داعش وجدت صدى بين طلاب الجامعات التونسية ({الشرق الأوسط})
TT

التنظيمات الإرهابية تستقطب طلاب الجامعات المتفوقين في تونس

دعاوى داعش وجدت صدى بين طلاب الجامعات التونسية ({الشرق الأوسط})
دعاوى داعش وجدت صدى بين طلاب الجامعات التونسية ({الشرق الأوسط})

كشفت التحقيقات الأمنية التي أعقبت عملية «وادي الليل» الإرهابية، التي جدت يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن تغيير مس تركيبة المجموعات الإرهابية، حيث غيرت مجال أنشطتها الموجهة لاستقطاب الشباب التونسي وحولت وجهتها من الأحياء السكانية الشعبية الفقيرة ومغادري مقاعد الدراسة، إلى طلبة الجامعات والكليات التعليم العالي.
وبرزت من خلال تلك العملية مشاركة طالبات في مجال الإعلام والهندسة والطب في المواجهات المسلحة، وإتقانهن حمل السلاح المتطور والقدرة الفائقة على المناورة وتوجيه الأسلحة نحو قوات الأمن دون وجل ولا خوف. وبات السؤال يدور حول كيفية استقطاب طلبة الجامعات والأساتذة من قبل المجموعات الإرهابية، وهو سؤال محير للكثير من الدوائر الأمنية، مما يطرح تكتيكا مغايرا في التعامل معها.
ولا تزيد أعمار من استقطبتهم تلك المجموعات على 24 سنة في الغالب، مما طرح أسئلة حول كيفية إقناع المنضمين الجدد إلى التنظيمات الإرهابية وأساليب إغرائهم بالانضمام إلى مجموعات تواجه الموت، وتحول الطلبة في فترة وجيزة من طالبي علم إلى أخطر العناصر الإرهابية.
ووفق التحقيقات الأمنية الأخيرة التي قادتها وزارة الداخلية التونسية، فإن عدة عناصر تدخلت لاصطياد ضحايا الإرهاب داخل المؤسسات الجامعيات واستعملت المال والجنس في استمالتهم. وأظهرت التقارير الأمنية أن أمينة العامري تحولت من طالبة جامعية متفوقة في مجال الهندسة ومختصة في البحث العلمي إلى إرهابية قضى نحبها في سن العشرين من العمر. ووقفت وراء استقطاب أمينة العامري «الإرهابية» فاطمة الزواغي المعروفة باسم «أم قتادة»، التي تقود الجناح الإعلامي لتنظيم أنصار الشريعة، والزواغي بدورها طالبة في كلية الطب. واستقطبت أمينة العامري المعروفة باسم «أم إيمان» شقيقتها لتنضم إلى المجموعات التكفيرية وتجري تصفيتهما أيضا في عملية «وادي الليل». وتمكنت «أم قتادة» من استقطاب مجموعة كبيرة من الطلبة وأصحاب الكفاءات العلمية عن طريق المواقع والصفحات الإعلامية التابعة لكتيبة عقبة بن نافع.
أما «الإرهابي» أيمن المعروف باسم «أبو عبيدة» فلا يزيد عمره على 19 سنة، وتمكن حسب التحقيقات ذاتها من إقناع عشر فتيات بالالتحاق بتنظيم «أنصار الشريعة» المحظور، وكان يتواصل معهن بأسماء مستعارة، وتزوج بثلاث «إرهابيات» بصفة عرفية ومنهن من قضت نحبها معه في عملية «وادي الليل» الإرهابية. وأضافت المصادر ذاتها أن كل إرهابي ينتمي للخلية التي كانت تقودها فاطمة الزواغي كان يتقاضى مبلغ 500 دينار تونسي أسبوعيا، بما يعني حصول المنخرطين على مبلغ ألفي دينار تونسي في الشهر (نحو 1200 دولار أميركي) وهذا مبلغ ضخم بالنسبة لطالب جامعي.
وأشارت التحقيقات كذلك إلى تهديد العناصر المنضمة حديثا إلى التنظيم بفيديوهات إباحية، وإمكانية فضحهم في حال عدم تطبيق الأوامر التي تشمل شراء شرائح الهاتف الجوال بأسمائهم، وكراء منازل للإرهابيين، أو كذلك تأمين المؤونة الضرورية لهم.
وفي هذا الشأن، قال عبد الحميد الشابي، الخبير الأمني التونسي المختص في مكافحة الإرهاب، لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام السابق (زين العابدين بن علي) فكك المنظومة التربوية وخلق أجيالا من الطلبة تفتقد للفكر العقلاني ورسخت قيما غريبة عن التونسيين. وقد أدى هذا الأمر، على حد قوله، إلى انخراط الشباب التونسي في منظومة الماضي. وأشار إلى وجود أطراف متعددة تنشط داخل المؤسسات الجامعية وتدعو إلى أفكار متشددة وترفع شعارات مناهضة لكل مظاهر التمدن والتحضر.
وأكد أن تغيير استراتيجية العمل لدى «الإرهابيين» له ما يبرره، فهم في هذه المرحلة باتوا متعطشين لفئات وأدمغة تفيد في مجال الإرهاب على غرار الهندسة والإعلام والطب، بدل العناصر التي كانت تعتمد على القوة الجسدية إبان الأشهر الأولى التي تلت ثورة 2011.
وبشأن دخول الفتيات إلى عالم الإرهاب قال وليد زروق، في تصريح إعلامي، إن معظم الفتيات قد تدربن على السلاح في سوريا والعراق. وذكر أن ست قيادات نسائية تونسية في تنظيم داعش قد رجعن إلى تونس ودربن الفتيات على كيفية حمل السلاح والتعامل مع المتفجرات. وأضاف أن فتح خط جوي يربط بين تونس وطرابلس ومدينة أربيل العراقية قد فتح أبواب التعامل على مصراعيها مع مئات المنضمين إلى التنظيمات الإرهابية في بؤر التوتر هناك.

وأوقفت وحدات مكافحة الإرهاب في عملية «وادي الليل» الإرهابية التي جدت أحداثها يوم 23 أكتوبر الماضي 30 عنصرا إرهابيا على علاقة بتلك المجموعة. وأوقفت قبل نفس العملية عنصرين في مدينة قبلي (جنوب تونس) قبل أن تنفذ عملية اقتحام لمنزل تحصن فيه إرهابيون وتقضي على ستة عناصر من بينهم خمس نساء، ووجود نساء بين صفوف الإرهابيين بهذه الكثافة يحصل لأول مرة منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين الأمن والجيش والعناصر التكفيرية.
ووفق متابعين للشأن السياسي التونسي، أثرت العملية الإرهابية التي جدت قبل أيام قلائل من إجراء الانتخابات البرلمانية، على نتائج العملية الانتخابية برمتها، مما حدا ببعض المحللين السياسيين إلى القول بأن «الإرهاب صوت في الانتخابات»، وأن التونسيين انتخبوا الأحزاب الوسطية التي لا تدعم العنف بأي شكل من الأشكال.
على صعيد متصل، قرر الأمن الرئاسي أن يتولى بنفسه حماية وحراسة المرشحين للانتخابات الرئاسية خلال الفترة التي تفصل الناخبين عن التصويت لاختيار رئيس جديد من بين 27 مرشحا، وذلك يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وقال الصحبي الجويني، القيادي في اتحاد نقابات الأمن الوطني، إن كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية وجهت رسائل جديدة بعد الانتخابات البرلمانية توعدت من خلالها بعرقلة المسار الانتخابي لعدم إيمانها بالانتخابات.
وأجهضت قوات الأمن والجيش التهديدات الإرهابية التي كانت تستهدف الانتخابات البرلمانية. وهددت كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية بالانتقام لإرهابيات «وادي الليل». وذكرت تقارير أمنية أنها وجهت نداء استغاثة للمقاتلين التونسيين في سوريا وليبيا حيث دعتهم إلى العودة إلى تونس لمحاربة قوات الأمن والجيش ومحاسبة وزارتي الداخلية والدفاع والحكومة بعد عملية «وادي الليل» الإرهابية. وجاء في الموقع الرسمي لكتيبة عقبة بن نافع تهديد صريح باستهداف رئيس الحكومة ووزير الداخلية والمتحدث باسم وزارة الداخلية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.