الأطفال المتلعثمون يتمتعون بقدرات لغوية عالية

نتيجة توصل إليها باحثون أستراليون من خلال تحليل بيانات دراستين طويلتي المدى

الأطفال المتلعثمون يتمتعون بقدرات لغوية عالية
TT

الأطفال المتلعثمون يتمتعون بقدرات لغوية عالية

الأطفال المتلعثمون يتمتعون بقدرات لغوية عالية

استطاعت دراسة أسترالية حديثة تأكيد أن التلعثم لا يؤثر سلبا على القدرات اللغوية أو التطور اللغوي لدى الأطفال، بل على العكس فإنه غالبا ما يتمتع الأطفال المتلعثمون بقدرات لغوية أعلى من غيرهم، وذلك وفقا لنتائج دراسة في الدورية العالمية المختصة بعلم أمراض التخاطب.
وقالت الباحثة الأسترالية إيمي واتس أحد الأطباء المشاركين في هذه الدراسة من معهد أبحاث الأطفال «موردوخ» التابع لجامعة ملبورن الأسترالية إنها «أرادت هي وزملاؤها فحص تأثير التلعثم على القدرات اللغوية لدى الأطفال».
وقبل إجراء هذه الدراسة كان هناك اتجاهان مختلفان في جميع الدراسات التي تم إجراؤها على التلعثم لدى الأطفال، أحدهما يشير إلى أن التلعثم يتسبب في ظهور قصور لغوي لدى الأطفال. بينما يقول الاتجاه الآخر إن «تطور القدرات اللغوية يحدث بشكل طبيعي لدى الأطفال الذين يعانون من التلعثم».
وبالفعل استطاعت الدراسة الأسترالية الحديثة إثبات الاتجاه الآخر، وتوصلت أيضا إلى أن الأطفال الذين يعانون من التلعثم يتمتعون بقدرات لغوية أكثر ثراء من غيرهم.
وخلص الباحثون الأستراليون إلى هذه النتيجة من خلال تحليل بيانات دراستين طويلتي المدى، تركز إحداهما على مراقبة بداية ومسار التلعثم لدى 181 طفلا، وقامت بمقارنتهم بالتطور اللغوي لدى مجموعة من الأطفال الطبيعيين تقدر بنحو 1438 طفلا.
يذكر أن عمر جميع الأطفال - سواء الطبيعيون أو الذين يعانون من التلعثم - كان يتراوح بين عامين و5 أعوام أثناء بداية هذه الدراسة.
ومن خلال تحليل نتائج الدراستين ثبت أن الأطفال الذين يعانون من التلعثم يتمتعون بقدرة لغوية أعلى من الأطفال الطبيعيين. ولكن الطبيبة الأسترالية واتس أضافت «صحيح أن هذه النتيجة تعد رائعة، إلا أننا لا نعرف إذا ما كان هذا الاختلاف سيستمر لدى الأطفال إلى أن يبلغوا 6 أو 7 أعوام مثلا أم لا. ولكن المهم أنه ثبت أن الأطفال الذين يعانون من التلعثم يمتلكون قدرات لغوية جيدة بالنسبة لمرحلتهم العمرية».
وأضافت واتس أن هذه النتيجة تعد «مطمئنة» للغاية؛ لأنه ثبت أن التلعثم لا يمكن أن يؤثر على نشأة أو مسار القدرات اللغوية لدى الطفل، مؤكدة أن التلعثم ليس لديه أي تأثيرات سلبية على التطور اللغوي.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.